آخر الأخبارأخبار محلية

القوات لا تحسب حساب الربح والخسارة!

يعمل حزب “القوات اللبنانية” بشكل واضح على رفع سقف خطابه السياسي وعدم تقديم أي تنازلات جديّة في المشهد اللبناني ما بدأ يطرح علامات استفهام حول النظرة الاستراتيجية لقيادة “القوات” وهدفها الحقيقي في المرحلة المقبلة والغاية التي تودّ الوصول اليها في ظلّ مواقفها التصعيدية والتي قد لا تدخلها في أي تسوية في حال استمرّت طويلاً في هذا المسار.  

يبدو أن “القوات” قد عزمت متابعة المسار الذي بدأته منذ حراك 17 تشرين، أي محاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من الشارع المسيحي لمصلحتها، وهذا الأمر يستدعي خطاباً حادّ النبرة ضدّ “حزب الله” وباقي الخصوم السياسيين وعدم تقديم أي تنازلات من أي نوع لأنها، من وجهة نظر المعارضين للسّلطة،  تعني الدخول في لعبة المنظومة كما يحلو لفريق المعارضة تسميتها.

لكنّ “القوات” لا تحسب حساب الربح والخسارة، الأمر الذي من شأنه أن يشكّل خطراً جدياً عليها لأنّ التعنّت في مواقفها سيجعلها عاجزة، أقلّه أمام الشارع المسيحي، عن تخفيض سقف مطالبها في لحظة سياسية معيّنة، أي بمعنى أوضح عند اقتراب لحظة التسويات سيكون من الصعب عليها النزول عن الشجرة وبالتالي ستبقى مُستبعدة من طاولة التسويات التي قد تُطرح في ظرف غير متوقّع أو في وقت محسوب.

لذلك فإن المخاطرة التي تقوم بها “القوات اللبنانية” قد تؤدي الى بقائها في ضفّة المعارضة وهذا الامر يعني أنها لن تستطيع إدارة خطابها السياسي في الاستحقاقات السياسية المُرتقبة وتحديداً الاستحقاقات الانتخابية للقول بأنها حقّقت أو لم تُحقّق ما وعدت به جمهورها لأنها في الأصل قررت الركون الى المعارضة من أجل المعارضة وعدم الانخراط في السلطة وخوض المعارك من الداخل لإنجاز بعض الوعود وتحقيق جملة مطالب شعبية.

من هنا يصبح رفض “القوات” المشاركة بأي طاولة حوار هو جزء بسيط من “لاءاتها” وصدّها لأي تقارب سواء مع “حزب الله” أو “التيار الوطني الحر” الذي يتقاطع مع المعارضة بين حين وآخر من دون أن تقترب منه “القوات”. فهل يؤدّي هذا العناد الى انتصار “القوات” شعبياً ويمكّنها من زيادة أرباحها أم أنها تجازف بموقعها السياسي وتغامر بتبعات مواقفها التي ستكون مكلفة جداً سواء لجهة عزل نفسها سياسياً أو انهيارها شعبياً إذا ما أبرمت تسوية كاملة الأوصاف في المرحلة المقبلة وتركت “القوات” وحيدة بلا موقع أو قرار.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى