آخر الأخبارأخبار محلية

انتخابات رئاسية تحت الفصل السابع ؟

مع انقضاء كل يوم من أيام الشغور الرئاسي يجد اللبنانيون المعلقون بحبال الهواء ما يعطيهم الأمل في الاستمرار والتقدّم، على رغم أن كل ما يحيط بهم من كوارث ومصائب وأزمات، وهم يردّدون مع كل اشراقة شمس “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”. وعلى ما تبقّى من هذا الأمل تطوى الأيام والشهور. وكما انتهى شهر آب اللهاب بوعود رئاسية وردية انتهى شهر أيلول مع ما حُمّل ما لا طاقة له على حملها من تحديد لمواعيد جديدة لقرب الانتهاء من مرحلة الفراغ، الذي يكاد يكون شاملًا. فلم يشهد هذا الشهر سوى تمنيات لم تتحّول إلى واقع. فلا الموفد الفرنسي عاد، ولا عاد معه ما يمكن أن يُبنى عليه لمستقبل يُعّول عليه. ولا الحوار الذي تحدّث عنه الرئيس بري انعقدت حلقاته. 

Advertisement

فمع بداية تشرين الأول يبدأ العدّ العكسي لكي يطفئ اللبنانيون الشمعة الأولى لذكرى رحيل الرئيس السابق ميشال عون عن قصر بعبدا، ولبداية الحلقات المتتالية لدراما الفراغ، الذي بدأ من رأس الهرم في التسلسل التدريجي للسلطات لينتهي بما انتهى إليه كل فراغ وبما ينتج عنه من تعطيل شامل لكل مرافق الدولة بما فيها المؤسسات، التي لا تزال صامدة كمؤسسة الجيش، التي لم تسلم من السهام التي يطلقها من يختبئ وراء متاريس من كرتون لن تقيه طويلًا مما يمكن أن ينزل عليه من لعنات، وأولها لعنة التاريخ. 
ولأن اللبناني يجيد طباعة ما يكفيه من آمال، حتى ولو كانت مزّيفة، تمامًا كما يجيد طباعة المزيد من العملة الوطنية الفاقدة الأهلية، فإنه لا يجد سوى ما تبقّى له من طبخة بحص يكاد ما فيها من آمال زائفة لا يكفي لإشباع البطون الجائعة. ولكن ما يدعو إلى بعضٍ من طمأنينة هو أن بعض من هم في الخارج لا يزالون يعلّقون الآمال على التحرّك الهادئ للموفد القطري، الذي أعاد إلى ذاكرة اللبنانيين التحرّك الناعم للأخضر الابراهيمي، الذي كانت له صولات وجولات قبل أن يُكتب له النجاح في ما كُلف به من مهام عربية على الساحة اللبنانية المضطربة. 
ولعل ما يقوم به الموفد القطري من اتصالات يريدها بعيدة عن الاعلام قد يكون آخر المحاولات. فبعد هذا التحرّك سيجد اللبنانيون أنفسهم مكشوفين، ومن دون غطاء عربي ودولي يقيهم من شرور لا يزال رمادها “يعث” تحت جمرها. وإذا رفعت الخيمة من فوق رؤوس اللبنانيين،فإنهم سيواجهون أيامًا صعبة، خصوصًا أن ما سيترافق مع هذا الرفع من إجراءات قد يصيبهم في الصميم، مع ما يعني ذلك من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تشهدها الساحة اللبنانية، التي ستضاعف معاناة التفتيش عن لقمة العيش بعرق الجبين الممزوج أحيانًا كثيرة بالدّم. 
وما شهدته أروقة الأمم المتحدة عشية التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، بعد تلويح البعض باستخدام الفصل السابع قد يتكرّر في الاستحقاق الرئاسي كسيناريو محتمل، خصوصًا إذا استمرت القيادات اللبنانية في التعاطي مع أهمّ استحقاق في حياتهم السياسية بهذه الخفّة والسطحية، ضاربة بعرض الحائط ما يمكن أن يستتبع ذلك من تداعيات على مستقبل لبنان ككيان وجودي، في ظلّ تفاقم أزمة النزوح السوري. 
وما ينتظره لبنان من هذه الدول، التي لا تزال حريصة على الاستقرار الداخلي، أكبر مما يمكن توقعّه في ظل غياب أي حسّ بالمسؤولية الوطنية التاريخية.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى