الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة للمظلة البيروتية والمعهد الالماني بعنوان “زُقاق البلاط والإحياء المدني: مدرسة المعلم بطرس البستاني والأثر الأكاديمي في بيروت”
وطنية – نظمت المظلة البيروتية بالتعاون مع المعهد الالماني للدراسات الشرقية وجمعية بيروت “تراثنا” ندوة بعنوان: “زقاق البلاط، مدرسة المعلم بطرس البستاني والأثر الأكاديمي في بيروت”.
وتضمنت الندوة التي عقدت في المعهد الالماني وفي المدرسة البطريركية عددا من الأوراق البحثية والمداخلات المتخصصة، إلى جانب القيام بجولة معرفية على بعض المعالم التي تحمل رمزية تاريخية ونهضوية في زقاق البلاط. وافتتح مدير المعهد الالماني الباحث الدكتور ينس هانسن اعمال الندوة، التي حضرها أكاديميون وناشطون في إحياء التراث وبحاثون.
ثم ألقت الاستاذة المحاضرة في الجامعة الاميركية والناشطة في “المظلة البيروتية” الدكتورة حسن عبود كلمة الترحيب التي أكدت فيها على دور بيروت في طبع الكتاب ونشر الصحيفة ونشأة المدرسة في دنيا العرب. وذكرت بإعلان الأونيسكو لعام 2009 “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” وبإعلان بيروت “عاصمة الصحافة العربية” من عامنا هذا (2023). أما الربط بين رمزية مدرسة بطرس البستاني – وبين الأثر الأكاديمي في بيروت فما قصدته عبود هو هذا الالتزام الذي عكسه البستاني في مشروعه النهضوي بين التربية والتعليم والوحدة الوطنية ومكوناتها.
وتناولت عبود تفاصيل النشاط الذي يهدف إلى استعادة دور بيروت النهضوي من خلال تنمية حس معرفي وإنساني في سياق حماية التراث والذاكرة الجماعية والمساحات العامة بكل ما تحمله من جماليات وانفتاح على الآخر.
تلاها عضو المظلة البيروتية الاعلامي باسم سعد الذي تناول “الأثر الاجتماعي في زقاق البلاط من حيث التنوع الثقافي والسكاني المميز والتفاعل الايجابي رغم التغييرات التي فرضتها الاحداث”، متناولا تجربته الشخصية والعائلية التي سكنت المنطقة منذ العام 1891 بحيث ولد وترعرع في زقاق البلاط وسكنت العائلة الكبرى في مدرسة بطرس البستاني الوطنية في العام 1920 بعقد ايجار واسئجار لمدة سبعة عقود، وتعلم في مدرسة البطريركية العريقة بالفضيلة والعلم”.
بعدها قرأ هانسن المحاضرة الرئيسة بعنوان “زقاق البلاط: التاريخ، المكان والتعليم في بيروت”، وما يتضمنه من إرث ثقافي وعمراني وأكاديمي ونسيج اجتماعي مميز على مدى عقود من الزمن، مفصلا بعض المعالم التراثية في الحي، كقصر خليل سركيس الذي تحول الى المعهد الالماني للأبحاث الشرقية، وقصر مود فرج الله الذي تحول الى المدرسة الارمنية ومن بعدها الى مدرسة لبنانية تتبع منهاجا اميركيا، وتحدث عن شارع بيهم الذي يتضمن أهم الأبنية التراثية التي تعود الى حقبة الانتداب الفرنسي والمدارس العريقة منذ 1832 وصولا مدرسة المعلم بطرس البستاني 1863 في الشارع الذي يحمل اسمه.
اما برنامج اليوم الثاني بدأ بجلسة صباحية في “المدرسة البطريركية” قدم فيها الباحثان فضلو داغر وعبد الحليم جبر ورقة حول “تراث العمارة في حي زقاق البلاط”، على مدى الحقبات الماضية وصولا الى مرحلة اعادة اعمار مدينة بيروت بعد انتهاء الحرب الاهلية عام 1990، وتناولا الهندسات المعمارية والمدنية للأبنية الأكاديمية والمعالم والصروح التراثية في زقاق البلاط.
وتناول ممثلو المدارس الوطنية والإرسالية وممثلاتها في جلسة ثانية تحمل عنوان “صروح معمارية: تاريخ مشترك ووحدة وطنية أمام التحديات”، حيث تناول الاب الياس شتوي تاريخ المدرسة البطريركية العريقة ودورها في المنطقة التي سميت على اسمها. تلاه الاستاذ ايلي حجل عن دور مدرسة راهبات مار يوسف الظهور التي تأسست في زقاق البلاط عام 1847 في تربية جيل البنات.
بعده تحدثت الدكتورة ناتاشا ضاهر عن كلية البنات في جمعية المقاصد الخيرية ودور المقاصد في نهضة بيروت. وقدم كلا من الدكتور جوني عوّاد ومديرة المدرسة الإنجيلية للبنات والبنين أنطوانيت نصر، والتي انتقل صرحها من المكان الذي كان يقع مقابل سرايا بيروت الى الرابية، التطور الذي تعمل عليه المدرسة لمواكبة التغيرات ومواجهة التحديات.
وقرأ الباحث سهيل منيمنة، في الجلسة الثالثة، ورقته الموسومة “من أعلام النهضة التعليمية في لبنان: إليزابيث تومسون وعبد القادر قباني”.
ثم نظمت جولة سياحية على معالم المنطقة بدأت بالمدرسة البطريركية الى كنيسة سيدة البشارة الى منزل طفولة المطربة فيروز بعدها مدرسة راهبات مار يوسف الظهور، فمطبعة مكتبة لبنان، قصر مخيش، كلية البنات ليسه المقاصد خديجة الكبرى، فمدرسة المعلم بطرس البستاني الوطنية، ثم حمام النزهة، فقصر ميشال فرعون وبيت قضاة بيروت الشيخ محمد الكستي، ادارتها المرشدة السياحية سميرة عزو التي قدمت شرحا وافيا عن علاقة المكان بالتاريخ الحديث والذاكرة الجماعية.
أما الجلسات المسائية فعقدت في “المعهد الألماني” وتضمنت خمس مداخلات، هي: “إجراءات حماية التراث المدني في زقاق البلاط” للدكتورة أسامة كلاب من المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة، والشيخ النهضوي يوسف الأسير ومساهمته في تحرير الترجمة العربية للكتاب المقدس لسليمان بختي، و”منشور بطرس البستاني نفير سورية والأثر الأكاديمي في بيروت” للدكتورة حسن عبود، و”مدرسة المعلم بطرس البستاني الوطنية: مقترح لإعادة التأهيل المعماري والحضري” لكالين مطر.
واختتمت الأنشطة بجلسة تقييمية بعنوان “حماية التراث المدني: ترميم مدرسة بطرس البستاني: المعلم، الرمز والذاكرة الوطنية”.
=============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook