علي حسن خليل: كما سهلنا كل المبادرات… نحن ملتزمون بتسهيل كل المحاولات
استهل الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم للطالب علي صليبي، تلاها النشيد الوطني وترحيب من مقدم الحفل الإعلامي مازن نعيم. وبعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة والعمداء، ألقت الطالبة جمانة مكي كلمة الخريجين.
وألقى النائب خليل كلمة راعي الحفل، فنقل تحيات الرئيس بري “الذي تربطه رابطة خاصة واهتماما استثنائيا بهذا الصرح التربوي، الذي نريده على الدوام شامخا كما هو، يتقدم باستمرار نحو الأفضل، نحو حجز الموقع المتقدم على مستوى التعليم الجامعي في لبنان، وعلى مستوى المنطقة ككل، وهو اذا يعبر عن سعادته بأن يتابع حفلات التخرج على إمتداد فروع الجامعة، يشعر بكثير من الإهتمام بقلق هؤلاء الخريجين، على مستقبلهم وعلى فرص عملهم في هذا الوطن، فكل التحية منه اليكم أيها الخريجون”.
وقال: “التحية الى الأهل الأعزاء، والى كل أب تعب وكد وجاهد، من أجل هذه الساعة، ومن أجل أن يشهد حمل إبنه أو إبنته شهادة التخرج، مسؤولية حمل هذه الشهادة، والى كل أم تعبت وسهرت، من أجل أن تؤمن الحياة الكريمة لأبنائها من أجل أن يتخرجوا وأن يدخلوا ميادين الحياة، متسلحين بهذه الشهادة، عندما نقف امام الأهل في هذا الحفل، نشعر أن الشهادة هي لكل أب وأم ولكل راع لهؤلاء الخريجين، الذين يقفون اليوم بكل فخر أمام أهلهم بإنحناء متواضعة، لأنهم يقدمون بعضا من رد الجميل لمن حمل الهم طوال سنوات الدراسة”.
أضاف: “من الوردانية، بلدة التواصل، بين الجنوب والجبل وبيروت، من هذه البلدة التي تشكل عقد الصلة بين المناطق والطوائف والمكونات المختلفة، من مساحة الأرض التي رسمت حلما للقائد الإمام موسى الصدر، بأن تكون على الدوام، مساحة اللقاء والبناء، التي كانت في عقله وفي روحه وحركته، يوم بادر مع اخوته، مع الحاج أبو رضا الحاج في شراء هذه الأرض، في زمن كان الحلم صعب التحقق، وكانت الظروف مختلفة، ونظرة الناس للتربية وفرص التعليم مختلفة، كان صوته يعلو وهو يطرز حياتنا الجديدة، حضورا ومؤسسات على اختلاف الاتجاهات وفي مختلف المناطق، لترتفع هذه المؤسسات ويرتفع معها إسم ودور وطننا عاليا على الدوام. في الجامعة التي أرادها الإمام المؤسس، وراعيها دولة الرئيس نبيه بري، أن تكون صرحا تعليميا تربويا وثقافيا، يشكل علامة إضافية على مراكز التعليم والتربية في لبنان، وليس رقما إضافيا على هذه المؤسسات، يضاف الى عشرات الجامعات والمعاهد”.
وتابع: “أرادها أن تضيف الى التعليم مساحة حوار، ومساحة تلاقي، نستطيع معها أن نعزز مستوى التعليم وقيمة التربية وعمق الثقافة وأهميتها في بناء مجتمعاتنا وأوطاننا. نعم نلتقي أيها الأحبة في الأيام المباركة لرسول الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، في أيام ولادته رسولا للإنسانية وللمحبة والحرية وللثقافة الحق والإيمان الحقيقي، ولمتابعة كل ما يعلي شأن الإنسان ودوره في هذه الحياة. وفي أجواء ولادة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وهو من أوائل مؤسسي جامعات العلم والمعرفة في تاريخنا الإسلامي الطويل، والذي خرق الحدود المصطنعة للطوائف والمذاهب والأديان، وقدم إنموذجا راقيا للإمام العظيم بفكره ودينه وعلمه، وفكان الفيلسوف والطبيب وعالم الفلك والفيزيائي والكيميائي، الذي تفتخر به كل منابر ومراكز العلم في هذا العالم. نعم معكم نقف أيها الأعزاء، لأنكم أنتم قلمنا الذي نرسم به مستقبلنا، ولأنكم كل ما دخلنا في مرحلة اليأس، وكلما شعرنا بأننا على أبواب السقوط، نشعر أنكم تضخون فينا الحضور والقوة والحياة والشعور بالأمل الحقيقي، وترجعون صدى ايماننا وتطلعاتنا نحو الحياة الجديدة، لأنكم تختصرون سيرة جهاد في أيام صعبة صبرا وتعبا وجهدا. نقف معكم اليوم نفخر بأننا شهداء على تخرجكم من المكان الذي إحتضنكم، حاملا بكثير من النظافة والرقي ومستوى التعليم الذي يجب أن تكون عليه مراكز التعليم في لبنان. لقد سلكت الجامعة الإسلامية بشعارها أنها جامعة لكل الوطن، والدرب الصحيح في تفسير حلم الإمام الصدر، بأن تكون كل صروحنا لكل الوطن، على إختلاف مناطقه ومذاهبه وتياراته السياسية وعقائده المختلفة، وان تكون المؤسسات ملتقى الحوار والتواصل والجمع بين أبناء الوطن الواحد، وبينهم وبين أشقائهم على مستوى العالم العربي والدول المحيطة”.
وقال: “نعم حجزت الجامعة الإسلامية لنفسها مكانا رغم الظروف الصعبة، وإتجهت نحو تحقيق الهدف، وهي التي تتمتع بسمعة لائقة وإمتداد واسع من بيروت الى الجبل والى الضاحية والجنوب والبقاع، وان شاء الله، فلتكن جامعة على مستوى الوطن ولكل الوطن، على إدارتها بوعيهم لهذه المسألة أن يضعوا في إستراتيجيتهم في المرحلة المقبلة، أن يكون المركز الجديد في محافظة الشمال وعكار، لتكون الجامعة الإسلامية مضللة لكل مساحات الوطن على إختلاف مناطقه . من المهم التأكيد على المهمة الأسمى للتربية، بإعتبارها صناعة وطنية لا تتصل فقط بتأمين خريجين للعمل، بل ترتبط إرتباطا وثيقا بالتنمية المستدامة والشاملة، بالتنمية الحقيقية على مستوى الوطن، وهذا ما يتطلب أن يكون هناك تكاملا في رسم أدوات وآليات ومستويات التعليم واختصاصاته، مع خطة التنمية الشاملة التي يجب أن تقر على مستوى الوطن ككل. وهنا دعونا قبل سنوات الى أن يقر المجلس الأعلى للتربية لكي ينخرط في اعداد الخطط والبرامج، التي تتلاءم وتلتقي مع مشروع تنمية البلد وقيامته ونهوضه . اننا وفي معرض هذا الإحتفال نجدد تلك الدعوة لكي يأتي تخرج طلابنا جزءأ من هذه الإستراتيجية التي تخدم الأهداف الوطنية، في تأمين الفرص للخريجين، وفي جعلهم عناصر فاعلة بشكل إيجابي في عملية النهوض وإستدامته على المستوى الوطني. أنتم يا خريجي دفعة رواد الأمل، كونوا الرواد الحقيقيين ولا تيأسوا، لأنكم تحملون المسؤولية عنا جميعا، وتشكلون حلم الإنقاذ الذي نصبو اليه. فإياكم أن تتخلوا عن إلتزامكم بالوطن لبنان، وبقضاياه، وتحدياته، فهو وطن لا يموت، ولن يموت بإرادتكم مهما صعبت المراحل، وطن إستطاع الصمود والعودة الى الوحدة بعد الحرب، وأعاد بناء مؤسساته، وأسس لتطوير نظامه السياسي، وطن صغير إستطاع بمقاومته وبجهاد أبنائه وبشرفهم وبوحدة موقفهم مع جيشهم، أن يحقق أعظم انتصار على العدو الإسرائيلي في هذا العصر، هو وطن يستحق أن نثق ونؤمن به، وأن نعمل من أجله”.
وتطرق خليل الى الأوضاع السياسية في لبنان، فقال: “كنا نود أن ندخل الى هذه القاعة اليوم، لنحمل اليكم تباشير الإتفاق والتفاهم على إعادة الإنتظام لحياتنا الدستورية والسياسية، بعد المبادرة، التي أطلقها الرئيس نبيه بري قبل شهر من اليوم في ذكرى إختفاء الإمام موسى الصدر، يوم أطلق مبادرته الحوارية، داعيا الى تلاقي القوى السياسية والكتل البرلمانية مع بعضها البعض، من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن للأسف لقد شهدنا خلال الأسابيع والأيام الأخيرة كيف تعاطى البعض مع هذه الأزمة، بمنطق التحدي وتسجيل المواقف والبعد عن الواقعية وتجاهل الإستفادة من التجربة، في الحاجة الى التلاقي والحوار وإعادة النظر كل بموقفه بغض النظر عن أحقية هذا الموقف، وعدم إثقال هذه الفرصة بالشروط والعوائق ووضع الأسقف، مما أدى الى إجهاض هذه الفرصة والدخول في مراوحة جديدة، تخسرنا جميعا الوقت والإمكانية وتزيد حجم الضغوط المختلفة على بلد أنهكته النكايات السياسية والتعطيل المتعمد للمؤسسات. لا ينفع البعض أن يرفع سقفه الى الحدود التي يعي هو نفسه أنها صعبة التحقق، ولا يهددنا أحد مهما كانت نوايه، لا بفدرلة وإدارة ذاتية، أو بتعديل على جوهر نظامنا، ولا يفترض أحد انه يعكس كل مسار المصلحة الوطنية، يقدم شعاراته الضيقة لحساب تعزيز موقعه الخاص، أنه بإمكانه أن ينتصر أو يحقق إنجازا على المستوى السياسي، للأسف يوجد في هذا البلد بعض من ينظر الى إنهيار المؤسسات، وادارات الدولة وتفكك كل ما يجمع اللبنانيين مع بعضهم البعض، وكل ما يضعف هيبة الدولة، هؤلاء يعيشون في أوهام بناء الوطن وفق ما يريدون، أو وفق ما يتخيلون للدور والموقع والمهمة، متجاوزين الحاجة الى الإستفادة من الماضي البعيد والقريب. لهؤلاء نقول مجددا” لبنان الذي نريد هو الدولة الواحدة الموحدة، الدولة العصرية والمتطورة والحاضنة للجميع، في وطن العيش الواحد بين عائلاته الروحية، ملتقى الحضارات والديانات والثقافات، الوطن القادر على إدارة أزماته بالحوار والتفاهم والديموقراطية الحقة، الوطن حيث يمارس العيش الواحد ليس شعارا فولوكلوريا، بل فعلا حقيقيا كما تعيشه الناس في هذه المنطقة. نريد الوطن الملتزم بميثاقه الوطني، وبأسس دستوره واتفاق اللبنانيين حوله، ونعمل على تطبيق هذا الميثاق بالكامل وفق الآليات الدستورية، من اللامركزية الإدارية، وصولا الى إلغاء الطائفية السياسية، وبناء الدولة المدنية وصولا الى دولة المواطنة الحقة، التي يشعر بها الجميع بالمساواة بقدر انتمائهم الحقيقي لهذا الوطن”.
وختم خليل: “كما سهلنا كل المبادرات، خارجية وداخلية، على مستوى المبادرة الفرنسية واللجنة الخماسية، وأخيرا المبادرة القطرية، نحن ملتزمون بتسهيل كل المحاولات، لكن الأساس يبقى هو تلاقي اللبنانيين وحوارهم الخاص وقدرتهم على التفاهم للخروج من الأزمة”.
بعدها سلم خليل واللقيس والعمداء الطلاب شهادات التخرج.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook