الأطراف تتباعد.. والمبادرات لتقطيع الوقت
لكن المسار الذي بدأ ياخذه الحراك القطري في ظل الحديث الإعلامي عن أن الدوحة تؤكد ان حظوظ فرنجية ضعيفة، يوحي بتكرار ما حصل مع باريس لكن بصورة معاكسة، ففي حين رفضت المعارضة المبادرة الفرنسية على اعتبار أنها منحازة لطرف دون آخر، ستبدأ قوى الثامن من اذار وداعمي فرنجية في الحديث عن ان الدوحة غير محايدة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الاصوات الاعلامية القريبة من فرنجية والتي بدأت تخرج الى العلن وتصوب على الحراك القطري ستتحول مع الوقت الى مسار سياسي غير راضٍ عن التوجه العام للخماسية والتي تمثله الدوحة بشكل شبه رسمي، ما يعني أن مؤشرات الفشل هي السائدة اليوم في ظل إتعدام أي إمكانية لتعديل الاستراتيجية السياسية للخماسية وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية التي لن تقبل برئيس متحالف مع “حزب الله”.
امام هذا المشهد، يبدو أن “الثنائي الشيعي” غير راغب بالتنازل عن فرنجية ولو للمناورة، اذ لا يزال على موقفه حتى في الجلسات المغلقة التي يؤكد خلالها اصراره على دعم فرنجية دون غيره “لاعتبارات سياسية واستراتيجية”، علما أن هذا العناد السياسي لن يؤدي الى مقاطعة القطريين من قبل “حزب الله” تحديدا، اذ إن المصالح والتقاطعات مع قطر تتخطى المسألة السياسية لتطال موضوع النفط والغاز وبعض القضايا الاقليمية.
ابتعاد الاطراف عن بعضهم البعض، واستمرار كل طرف في موقفه، وتراجع الرئيس نبيه بري عن مبادرته الحوارية يعني ان امد الفراغ سيطول، وان التنازل من اي طرف جاء سيكون انكسارا سياسيا كاملا وليس معنويا فقط، لذلك فالمراوحة السياسية ستكون سيدة الموقف مجدداً، بعد إنتهاء الحراك الحالي المدعوم سعوديا وغربيا.
تتوقع المصادر ان يؤدي فشل المبادرة القطرية الى انهيار مسار التسوية في لبنان لفترة طويلة نسبيا، والذهاب مجددا الى مرحلة الكباش المرتبط بتطورات المنطقة بشكل شبه كامل، وهذا يعني ان انتخاب الرئيس سيرحل الى الربيع المقبل او الى ما بعده، فالسقف الزمني للفراغ سيصبح بعد انقضاء تشرين الاول، مفتوحاً ولا يمكن التنبؤ بأمده نهائيا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook