جديد قضيّة انفجار التليل.. ماذا كشف متّهمان خلال استجوابهما اليوم؟
إلتأمت هيئة المجلس العدلي، ظهر اليوم، في قصر العدل في بيروت، لمتابعة استجواب متهمين من أصل أربعة موقوفين في انفجار خزان المحروقات في بلدة التليل العكارية بتاريخ 14/8/2021.
ثم بوشر باستجواب المتهم الموقوف ريتشارد إبراهيم، الذي قال إنه يكرر الإفادات والأقوال التي أدلى بها خلال مراحل التحقيق، مفيدا بأنه يعمل مع والده في تجارة مواد البناء وليس في تجارة المحروقات ولا يعلم شيئاً عن علاقة والده بالمتهم الموقوف علي الفرج.
ونفى “وجود أي علاقة شراكة بينهما، كما ليس هناك من معرفة بين الفرج والظنينين باسل وهويدي الأسعد”، لكنه كان يلحظ “مرور الفرج بسيارته باتجاه الستوك العائد للعائلة، حيث كان يتفقد الخزانات العائدة له مع الإشارة الى وجود شخصين كانا يعملان لديه من دون معرفة اسميهما، مشيرا إلى أنه “ليس على معرفة ما اذا كان علي الفرج والأخوان الأسعد يعملان في مجال تهريب المواد بين لبنان وسوريا”.
وحوالى التاسعة مساء، توجهنا للاحتفال بعيد السيدة العذراء، وكان معي المسدس الذي لم اتمكن من إعادته لوجود أشخاص داخل منزله، فعدنا الى البؤرة حوالى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، وكان معي جوزيف ضرغام وشادي حنا ورامي جلول، ثم لحقنا رودي جلول.
وتابع المتهم: “ثم قصدنا من جديد مكان الخزانات حيث كان هناك عدد كبير من الاشخاص، ثم تواصلت مع مسؤولين في الجيش، محاولا وقف ما يحصل من فوضى، لكنهم رفضوا ذلك في حجة وجود أوامر بتفريغ الخزانات”.
وقال: “إن العقيد طاعوم طلب من أحد العسكريين فتح قفل الخزان، وتم ذلك علما اني كنت متواجدا دائما قربه. وبعد نحو ساعة، حصل إشكال بين شخصين من الحضور على خلفية الحصول على غالون بنزين، فاقترب جاك ابراهيم بقصد فض الإشكال، الا أنه تلقى لكمة على وجهه من قبل أحد المتعاركين، فتراجع الى الوراء الى جانب عناصر مخابرات الجيش”.
أضاف: “بعد توسع الإشكال، أعلمت العقيد طاعوم بأنني في صدد إحضار جرافة لقلب خزان الوقود، لكن لم أحصل منه على جواب. وبعد ابتعادي نحو 40 مترا، انفجر الخزان فحاولت الاتصال بوالدي وأعلمته بما حصل، ثم التقيت كلود ابراهيم الذي توجه نحو المكان، فسلمته المسدس الذي كان لا يزال في حوزتي. وحاولت الاستفسار عن عمي سعدالله ابراهيم، الذي كان موجودا في المكان، فعرفت بأنه بخير، ثم عمدنا إلى نقل الجرحى متعاونين بذلك مع العديد من الاشخاص، وأنه عند حصول الانفجار كان يتواجد اكثر من 100 شخص مدني ونحو 20 عنصرا من الجيش، ولم يحصل خلال وجودي في المكان أي تلاسن أو إشكال بين الحاضرين. وبالنسبة إلى جرجي ابراهيم، التقيت به عند مغيب الشمس، ثم عدت والتقيته بعد منتصف الليل، ولا أعلم ما اذا كان موجودا خلال وقوع الانفجار أو قبله.
وأكد المتهم في إفادته أنه “لم يهدد بإشعال النار في الخزان، علما أن الشاهد نبيل مراد قال في إفادته إن ريتشارد سلم جرجي ابراهيم ولاعة، وأن ريتشارد طلب منه إحراق الخزان”.
ونفى “صحة هذه الأقوال”، لافتا إلى أن “لا علم له بسبب اشتعال البنزين، وهو لم يعمد إلى استعمال المسدس الذي كان في حوزته. كما لا معرفة بينه وبين محمد شريتح ونبيل مراد، اللذين تعرف عليهما خلال توقيفه في وزارة الدفاع”.
وأشار إلى “ما قاله أمام المحقق العدلي لناحية أن والده سمح لعلي الفرج بوضع الخزانات في البؤرة، وانكار ذلك”.
وبسؤال النقيب مراد، أجاب المتهم بأنه “يعمل كسائق بيك آب لدى والده وبمعاونته في نطاق عمله، وأن والده لم يكن يطلعه على تفاصيل عمله”، مشيرا الى “ما قاله أمام المحقق العدلي لناحية أن والده سمح لعلي الفرج بوضع الخزانات، ثم إنكار كيفية وضعها”.
وأشار إلى أن “عدد المتظاهرين في فترة بعد الظهر كان حوالى 400 شخص، في حين أن عددهم كان أقل في منتصف الليل، وأن كلود لم يكن موجودا قبل حصول الانفجار، وأنه لم يسمع أي شتائم موجهة اليه أو الى والده، ولم يقم بأي ردة فعل لدى ضرب جاك ابراهيم”.
وأكد أن “ما قاله محمد شريتح غير صحيح”، وقد طلب المتهم “التواجه مع العقيد ميلاد طاعوم، مع الاشارة الى وجود العنصر في المخابرات جورج نادر”.
وبسؤال الاستاذة الكعكي أجاب أنه “لم يكن على معرفة بالمدعو علي الفرج الذي تعرف عليه لاحقا خلال التحقيقات وأنه كان يلحظ مروره قرب المنزل عند مجيئه لتفقد الخزانات”.
وعمن أعطى الأمر بتحطيم قفل الخزان، أجاب: “لم أطلب من بيار ذلك، فالجيش كان في تلك الأثناء يمنع الموجودين إشعال أي سيجارة في البورة”.
وبسؤال المحامي عنان، قال المتهم: “كنت على تواصل دائم مع والدي قبل حصول الانفجار وخلاله وبعده”.
وبسؤال الاستاذ الهاشم، أجاب: “المقصود بآل الرشيد الوارد الإشارة اليهم في القرار الاتهامي هو كنية فقط، وهم من آل ابراهيم”.
وبسؤال الاستاذة الراعي، قالت: “قبل حصول الانفجار، كانت الفوضى تدب في المكان.
ثم تُليت عليه إفادته فصدقها.
بعدها مثُل أمام الهيئة المتهم الموقوف جرجي ابراهيم الذي يعمل سائقا لدى ابنه جورج ابراهيم وأشار الى أنه لا يؤيد الافادات التي ادلى بها خلال التحقيقات وأنه يعمل لدى نسيبه منذ عام 1986، وأنه لا يملك أي معلومات حول علاقة ما تربط جورج بعلي الفرج وهو عرف من عامل لدى الأخير بأنه وضع خزانات في البؤرة من دون أن يعرف نوع المحروقات أو وجود بدل إيجار لوضعها”، وقال: “لدى جورج ابراهيم خزانان فوق الأرض وتحتها”.
واشار إلى انه “عاد من عمله خارج بلدة التليل، الخامسة عصرا، ولم يكن يدري بوجود مادة البنزين، ولاحظ أعدادا كبيرة من المتظاهرين وعناصر من الجيش، ثم وصول دورية ثانية الى المكان مع صهريج، وعمدت الى سحب كميات من البنزين من الخزانات تحت إمرة عقيد، وهم أي عناصر الجيش منعوا الجميع من دخول البورة، ثم عمدوا الى تحطيم قفل الخزان لتعبئة الصهريج من الخزان”.
وقال: “بناء على أوامر العقيد طاعوم، انسحبت العناصر العسكرية من المكان مع الصهريج التابع للجيش وبقيت العناصر الأساسية فقط”.
أضاف: “لدى وقوع الانفجار كان موجودا قرب العقيد على بعد نحو خمسة امتار من الخزان. كما شاهد عددا من الثوار يهجمون باتجاه الخزان بهدف تعبئة البنزين، وصعد بعضهم فوق الخزان. كما سمع أن الثوار سيعمدون الى حرق الخزان، وأنه كان هناك العديد من الاشخاص يحملون سجائر مشتعلة وأن عناصر المخابرات تحاول منعهم”.
وأشار إلى أنه أُصيب ب”حريق في رجليه من جراء الانفجار ونُقل الى المستشفى، وأنه لم يكن في وعيه الكامل بسبب الأدوية التي كان يتناولها خلال فترة التحقيقات الأولية في إطار العلاج من الحروق، وأنه يملك قداحة، لكنه يستعمل الضوء فيها للإنارة فقط”، مؤكدا أنه “لم يسمع أو يشهد أي مشادة بين ريتشارد وآخرين. كما لم يسمع صوت إطلاق نار من سلاح حربي قبل وقوع الانفجار”.
ثم تُليت عليه إفادته فأيدها، وطالبت جهة الدفاع بلائحة شهود، فأجاب رئيس المحكمة أنه “تم إعداد لائحة من ستة شهود سيتم الاستماع اليهم، وهم: نبيل مراد، نضال سعود، نور الدين سعود، سمير خضر، خالد شريتح ومحمد شريتح، وأن هناك لائحة أخرى تتضمن أسماء سبعة شهود آخرين، وقد أرجئت الجلسة الى 10 تشرين الثاني المقبل”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook