“وضع اللاجئين السودانيين سيئ.. وهو مرشح للتدهور”
شدد كليمون بيس، مسؤول البرنامج الإنساني الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في شرق تشاد لفائدة اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، على أن الوضع الصحي لهؤلاء سيتدهور في حال لم يكثف المجتمع الدولي من مساعداته الطبية والإنسانية. وقال لفرانس24 إن “أزمة اللاجئين السودانيين تلقي أيضا بظلالها على سكان تشاد لأنهم أيضا بحاجة إلى المساعدة الدولية”.
نشرت في: 24/09/2023 – 16:59
6 دقائق
أرغم الاقتتال بين قوات الجيش السوداني بزعامة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يترأسها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي منذ شهر أبريل/نيسان الماضي أكثر من مليون سوداني إلى الهروب إلى الدول المجاورة مثل تشاد وأوغندا ومصر.
فقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن نزوح أكثر من 3,5 مليون سوداني إلى مناطق متفرقة من البلاد، وفي مقدمتها مدينة بورت سودان التي يتحكم فيها الجيش. فيما حذر المبعوث الأممي إلى السودان مارتين غريفيث في شهر أغسطس/آب الماضي “من وقوع كارثة إنسانية في كل المنطقة في حال طال أمد الأزمة”.
من ناحيتها، عبرت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الدعم الإنساني لللاجئين السودانيين المتواجدين على أراضي تشاد عن مخاوفها من تدهور حالتهم الصحية والإنسانية. في هذه المقابلة، يشرح مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في شرق تشاد، كليمون بيس، المشاكل التي تحدق بهؤلاء اللاجئين في حال لم تتدخل الأسرة الدولية لحلها بشكل عاجل.
Table of Contents
فرانس24: لا يزال السودانيون يفرون من بلادهم باتجاه الدول المجاورة، لا سيما تشاد. ما هو الوضع الإنساني في هذا البلد؟
الوضع الإنساني للاجئين السودانيين المقيميين في شرق تشاد المحاذي لبلادهم كارثي. الاستجابة الدولية سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أو الطبية ضعيفة للغاية مقارنة بالاحتياجات الكبيرة والمتزايدة. لقد سجلنا مئات الآلاف من اللاجئين الذين عبروا الحدود منذ بداية الأزمة في السودان. الغالبية العظمى تعيش في ملاجئ مؤقتة وغير مزودة بجميع الحاجيات، ويشكون من صعوبة الحصول على المساعدات الأولية. فالدعم الطبي والإنساني المقدم لهؤلاء اللاجئين منذ ثلاثة أشهر غير كاف حتى لكي يبقون على قيد الحياة.
تراجع الاهتمام بوضع هؤلاء اللاجئين بعد الزلزال المدمر في المغرب والفيضانات المأساوية في شرق ليبيا. هل تخشون أن تتدهور أوضاعهم الإنسانية؟
في الحقيقة أزمة اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في شهر يونيو/تموز الماضي لم تحظ بالاهتمام اللازم من الأسرة الدولية حتى قبل وقوع زلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا. فيما بات من الواضح أن دون تنسيق محكم للجهود بين جميع وكالات الإغاثة على المستوى الدولي، فالوضع الذي هو حاليا سيئ، سيتدهور أكثر.
ماهي احتياجات اللاجئين السودانيين في تشاد؟
نحن نتحدث عن الاحتياجات الأساسية، مثل بناء الملاجئ لحمايتهم من مطر الشتاء وحرارة الصيف التي تميز هذه المنطقة. وهم يعانون من نقص في المياه الصالحة، ما يجعلنا لا نوزع سوى 4 ليترات يوميا لكل شخص. ويعاني أيضا اللاجئون من نقص في الغذاء ومن قلة المرافق الطبية ومواد النظافة التي تساعد على التقليص من مخاطر انتشار الأوبئة، لا سيما في أوساط هذه التجمعات الكبيرة للاجئين. القائمة مفتوحة وهناك احتجاجات كثيرة أخرى تمس شتى المجالات.
هل تخشون ظهور توترات وأعمال عنف بين سكان تشاد الأصليين واللاجئين السودانيين؟
سكان تشاد عودونا على إظهار اهتمام كبير إزاء اللاجئين القادمين من البلدان المجاورة. لكن في نفس الوقت قدوم عدد كبير من السودانيين يضعف ويهدد النظام الصحي والغذائي في هذا البلد الفقير ويضع حياة السكان الأصليين على المحك. كما يقلص من حجم المساحات الزراعية بسبب تواجد اللاجئين فيها.
ماهي أنواع المساعدات التي تقدمها أطباء بلا حدود للاجئين السودانيين في تشاد؟
تنفذ أطباء بلا حدود برامج إنسانية وطبية عديدة. فإضافة الى المساعدات المباشرة التي تقدمها للاجئين السودانيين في تشاد، فهي تدعم أيضا المرافق الصحية والاجتماعية المتواجدة في هذه المنطقة.
الهدف من ذلك هو استمرار تقديم المساعدات الإنسانة والطبية للجميع ومنع انقطاعها. ففي مدينة مادري مثلا والتي تقع في شرق تشاد، تدعم منظمة أطباء بلا حدود البرامج الطبية الموجهة للأطفال والبرامج الغذائية في المستشفى. كما تدعم أيضا قسم الجراحة والعيادات الطبية الخارجية في مستشفى آخر بالمنطقة.
من جهة أخرى، فتحت منظمة أطباء بلا حدود في مكان مجاور لمدينة مادري عيادتين لتقديم الرعاية الصحية الأولية لحوالي 130.000 لاجئ. فيما تقوم بتوزيع حوالي 450 متر مكعب من المياه وبناء ما يقارب 300 مرحاض. أما في مخيمي أورانج (50 ألف لاجئ) ومتشيك (35 ألفا) فمنظمة أطباء بلا حدود تستعد لفتح عيادتين في مجال العناية المركزة ومعالجة الأطفال المرضى. كما تقوم أيضا بدعم سكان تشاد عبر برامجها الإنسانية. لكن على الرغم من كل هذه المساعدات، إلا أنها لا تكفي حاجيات جميع المتضررين. فبات من الضروري جدا رفع حجمها في الأيام المقبلة.
انصبت جهود الأمم المتحدة على مساعدة المغرب وليبيا بسبب الكوارث التي لحقت بهما. هل تخشون أن يكون ذلك على حساب أزمة السودان؟
لا أعرف بالتحديد قيمة المساعدات المالية التي خصصتها الأسرة الدولية، لكن من الظاهر أنها غير كافية لتلبية جميع الاحتياجات الطبية والإنسانية للاجئين السودانيين الذين يعيشون في شرق تشاد، عدا عن اللاجئين المتواجدين في الدول المجاورة والذين هم في أمس حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. هناك أيضا حوالي 4 ملايين سوداني يتطلعون إلى الحصول على نفس المساعدات لأن الجميع تأثر بالأزمة التي اندلعت في شهر أبريل/نيسان الماضي.
طاهر هاني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook