آخر الأخبارأخبار محلية

الراعي: الكنيسة لن تدع لبنان فريسة الظلم والاستكبار

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي لمناسبة اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في استراليا في Ken Rosewall Arena, Sydney Olympic Park –سيدني. 

وخلال القداس القى البطريرك الراعي عظة  جاء فيها: “نحن على علم عن المساعدات التي تقدمونها لأهلكم والمؤسسات في لبنان وتشمل: المال والدواء والإستشفاء والمواد الغذائية والمشاريع الإنمائية والعمرانية، وأقساط مدرسية وجامعية، فأنتم مشكورون عليها من صميم القلب. ونسأل الله أن يبادلكم بأضعافها. لكننا تدارسنا أثناء مؤتمرنا كيفية تنظيم خدمة المحبة الاجتماعية، لكي نواجه، بتوحيد القوى وتنسيقها، الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية والإستشفائية والتربوية التي تشتد أكثر فأكثر. وقد أنشأنا لجنة لهذه الغاية ترسم خطة العمل. ولا يسعنا في المناسبة إلا ان نوجه تحية شكر وتقدير للسلطات المدنية الأسترالية المتعاقبة التي فتحت أبوابها بوجهكم وبوجه جالياتنا، فتمكنتم من تحقيق ذواتكم وعيشكم الكريم. حمى الله استراليا وأفاض عليها وعلى شعبها ومسؤوليها الخير والبركات”. 

وتابع: “وأشعر معكم بألمكم عندما ترون وطنكم لبنان يتراجع مع كل المستويات عندما تقارنونه باستراليا : استراليا تحترم الدستور والقانون وهما فوق الجميع، اما في لبنان، الدستور والقانون متباحان من النافذين، ومخالفات المحازبين محمية. استراليا تستوفي الضرائب والرسوم من الجميع، وتقدم بالمقابل الخدمات العامة، وتساعد بهبات مالية للإعمار والإنماء والتربية والإستشفاء والداوء ، وتراقب بواسطة المدققين طريقة الصرف. أما لبنان فلا يستوفي الضرائب والرسوم من جميع المواطنين على السواء، بل من منطقة دون اخرى، اما عمدا وأما خوفا من فائض القوة او اهمالا. وبالتالي لا يقدم إلا الضئيل من الخدمات العامة. ويبقى على المواطن ان يؤمنها، فيما الفساد مستثمر وسرقة المال العام محمي والبلد يفتقر. استراليا تعتني بالفقر والعاطل عن العمل وتؤمن له معاشا شهريا، ريثما يجد مخرجا لفقره، وعملا يعيش منه. اما في لبنان، الفقير مهمل ويزداد فقرا ، وعدد العاطلين عن العمل يتفاقم. استراليا تحترم الإنسان وكرامته، اما في لبنان فانتهاك لقدسية الحياة البشرية وكرامة الإنسان”.

وقال: “الكنيسة لن تتهاون بشأن كل هذه الأمور السلبية في لبنان. لن تسكت عنها ولن تمل عن الإلتزام برسالتها بواسطة مؤسساتها. فالتزامها واجب عليها من المسيح فادي الانسان ومخلص العالم. ولن تدع لبنان وشعبه فريسة الظلم والاهمال والإستبداد والإستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وبتعمد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في اسرة جامعة الدول العربية، ومعه تغييب الثقافة المسيحية التي كانت في اساس إنشاء الدولة اللبنانية الموصوفة بميزاتها. وأولاها الفصل بين الدين والدولة، والمشاركة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، التعددية الثقافية والدينية في الوحدة، وحياد لبنان الإيجابي لكي يواصل اداء رسالته الخاصة به في بيئته العربية. كلها أمور أساسية لن نسكت عن المطالبة بها”.

وختم الراعي: “إني أجدد لكم، ايها اللبنانيون في استراليا النداء لتوازنوا بين حبكم للبنان وتسجيل قيد نفوسكم لدى سفارتنا في اوستراليا والقنصليات، بالتعاون مع المؤسسة المارونية للانتشار. فتحتفظوا هكذا بجنسيتكم اللبنانية وسائر حقوقكم الوطنية، وهذا واجب وطني عليكم جميعا. نسأل الله ان يبارككم، ويبارك اوستراليا بمسؤوليها وشعبها. ويبارك اوطاننا المشرقية ولبنان، بإسم الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد”.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى