آخر الأخبارأخبار محلية

خماسية نيويورك: نظريات سقطت وأخرى رهن المجهول!؟

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”:بانتظار ان تتوفّر المعلومات الموثوقة حول ما آلت إليه جهود الخماسية بعد “لقاء نيويورك الثالث” لإنهاء الجدل القائم من حولها، فإنّ كل ما نُشر استند الى تسريبات زرعت المزيد من الشكوك بأنّ امراً ما ايجابياً لم يتحقّق. فالامتناع عن إصدار أي بيان أعاد الاعتبار إلى بيان “لقاء الدوحة الثاني” الذي لم يتحقق منه اي بند. وهو ما قاد إلى سقوط مجموعة من السيناريوهات المتداولة وفتح الطريق الى أخرى غامضة، تقود الاستحقاق إلى المجهول.

أجمعت مراجع ديبلوماسية داخلية وخارجية على القول، انّ بعض السيناريوهات المتداولة قد سقطت، ومنها على سبيل المثال:

– لم تعد بورصة الأسماء المتداولة على ما كانت عليه، وانّ الفشل في إيصال مرشح أي من القوتين الأساسيتين الى قصر بعبدا امرٌ لا نقاش فيه. فالمعادلة التي كرّستها جلسة 14 حزيران الماضي ثابتة في عقول المتعاطين بالملف، وما زالت معتمدة ومثلاً يُضرب في الوسطين الداخلي والخارجي.
– ليس من السهل ان تصل المناقشات الجارية على مستوى الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، الى ما يؤدي الى تفاهم جدّي ينتهي بانتخاب الرئيس، وخصوصاً انّها ليست كافية لتأمين النصاب لجلسة دستورية تفضي الى انتخابه.
– لم تؤدِ المساعي المبذولة حتى اللحظة إلى تغيير الستاتيكو النيابي القائم، ولم تصل بعد إلى قلب الموازين داخل التركيبة النيابية، وانّ الحديث عن توافق مطلوب ما زال بعيد المنال.
– لم يظهر بعد حتى اللحظة انّ دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى “طاولة حوار الايام السبعة” ممكنة. فقد كان واضحاً انّ ما يريده منها لم يتحقّق بعد، وهو يتريث باستكمال خطوته المقبلة.
وتأسيساً على ما تقدّم من المؤشرات السلبية، فقد فُتح النقاش حول مجموعة اخرى من السيناريوهات المتوقعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
– طالما انّ باريس لم تعلن اي خطوة تتصل بمستقبل مبادرتها، فإنّها ما زالت مطروحة. وإنّ الجميع ينتظر تحديد باريس للموعد الجديد للجولة الرابعة للوزير لودريان. فمن سابع المستحيلات ان ينتهي أي خلاف بين أركان اللقاء إلى وقف المبادرة الفرنسية.
– لا يمكن بأي شكل من الأشكال ان تتحقق رغبات البعض بلجم الحراك الفرنسي. فباريس حاضرة في لبنان، ليس على مستوى اللقاء فحسب، طالما أنّها هي ولمجرد تملّكها لشركة “توتال” ما زالت قائدة لعملية البحث عن الثروة النفطية في لبنان، وهي تستعد لتوسيع حضورها اقتصادياً ومالياً في لبنان وليس العكس.
– انّ أي دور قطري جديد لن يكون مستغرباً. فقطر حاضرة في صلب العملية الدولية الجارية لاجتراح المخارج للأزمة اللبنانية، وهي شريكة الفرنسيين في ملف النفط الذي سيتحكّم بمستقبل الوضع في لبنان، لمجرد اكتشاف حجمه التجاري في البلوكات اللبنانية، وأنّ رفع مستوى تمثيلها الديبلوماسي إلى الحدّ الاقصى يعني الكثير.
– لا يمكن تجاهل المواقف السعودية الواعدة بمدى استعداداتها لتقديم العون للرئيس الجديد، لمجرد انتخابه واكتمال عقد السلطات الدستورية وإبعاد شبح التفكّك المخيف عن المؤسسات اللبنانية الباقية قيد العمل ولو بحدّها الأدنى. فالمملكة وبحسب مواقف قادتها، قالت بصراحة إنّها لا ترغب في استراتيجيتها المعتمدة بالتعاطي لا مع الطوائف اللبنانية ولا مع أحزابها، بقدر ما تريد التعاطي مع دولة بكامل مواصفاتها الدستورية والشرعية.

وختاماً، وبعيداً مما يمكن الاستفاضة في شرحه، فإنّه بات ثابتاً لدى المراجع السياسية والديبلوماسية، انّها وإن أحصت السيناريوهات المنهارة، فهي تسعى الى قراءة الجديد منها. ومع اعترافها المسبق بصعوبة المهمّة، فإنّها بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مؤشرات، لتوضيح ما بقي غامضاً مما تحقّق وما هو مرتقب.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى