آخر الأخبارأخبار محلية

اليوم العالمي للزهايمر.. 55 الف حالة في لبنان والكآبة تعزز الطريق لشبح الخرف

يوافق اليوم العالمي لمرض الزهايمر في 21 ايلول من كل عام، ويُعد أحد أكثر أنواع مرض الخرف انتشاراً حول العالم. المرض الذي أخذ اسمه من الدكتور الألماني ألويس آلتسهايمر في العام 1906، والذي وصفه بعدما لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امرأة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وشملت الأعراض فقدان الذاكرة ومشاكل في النطق.

غالبا ما يصيب الزهايمر كبار السن، وتحديدا من هم فوق عمر الستين عاما، (وحالات قليلة جدا لاعمار شابة) وهو مرض يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تراجع قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية، يبدأ ببطء ويشمل أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والذاكرة واللغة.

تطور دراماتيكي
يبدأ الزهايمر في شكل معين ليعود ويتطور باسلوب دراماتيكي، فمن الاعراض الخفيفة مثل النسيان ومشاكل في استعمال اللغة، يتطور المرض وتتافقم الحالة، بحيث لا يعود المريض قادرا على التعرف على أفراد أسرته، أو قد يواجه صعوبات في التحدث والقراءة والكتابة، كما قد ينسى كيفية القيام بالمهام البسيطة الروتينية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وكيف يمشط شعره.

وغالبا ما يخلط الناس بين الزهايمر والخرف، على اعتبار انهما مسمى لمرض واحد، ولكن الخرف هو مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحدث لدى الشخص وتشمل تراجع اثنتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة، أما الزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.

موقع لبنان
فما هو موقع لبنان على خارطة الزهايمر العالمية، ما هي أحدث الارقام، والاجراءات الصحية التي تحصل على مستوى العلاج؟

يجيب الدكتور جورج كرم، رئيس “جمعية الزهايمر- لبنان”، في حديث مع “لبنان 24” عن هذه التساؤلات مشيرا الى انّ لبنان يسجل 55 الف حالة الزهايمر، بناء على أحدث دراسة قامت بها الجمعية قبل 3 سنوات، وبأنّ 9% من المصابين هم فوق الـ65 عاما. وعما اذا كانت هذه الاصابات مرجحة الى الارتفاع، يقول كرم: “نعم، الاعداد قد تزيد لاننا في مجتمع كهل ايضا، لذا كلما زاد عدد الاشخاص فوق الـ60 عاما كلما كانت هذه النسبة مؤهلة للارتفاع”. امّا عن الاصابات من صغار السن وخصوصا اننا بدأنا نسمع في الأونة الاخيرة عن اصابات لشباب او من هم دون الـ40 عاما، يؤكد كرم: “من يصاب بالزهايمر من عمر 40 وما فوق او لاصابات شابة، فهي نسبة لا تتعدى الـ1 بالمئة، وهذه النسبة قد تحصل فقط في حال كان هناك عامل وراثي كبير جدا للاصابة بالمرض”.

السكري والكآبة
وبحسب الافتراضات الكثيرة التي نسمع عنها، فيما اذا كان الزهايمر وراثيا ام لا، يقول كرم: “للوارثة دور كبير في الاصابة بمرض الزهايمر، ولكن السبب الاول هو التقدم في السن.
 
ولكن مع التقدم في السن واذا كان الشخص لديه تاريخ وراثي كبير بالزهايمر فانّ نسبة اصابته هنا تزيد 10 بالمئة عن شخص اخر قد يصاب بالزهايمر. امّا العوامل الاسياسية التي تؤدي الى الاصابة بالمرض فهي السكري والضغط والكوليسترول والكآبة. ومؤخرا اضيف اليها عامل جديد وهو اللياقة البدنية، فقد أكدت دارسة حديثة اجريت على عدد كبير من المتقدمين في السن، وأظهرت انّ اصحاب اللياقة البدنية ممن يمارسون الرياضة عرضة اقل من غيرهم بنسبة كبيرة للاصابة بالزهايمر”.

ويعود ذلك لسبب صحي مهم جدا، وهو انّ الرياضة والنشاط البدني يساهمان الى حد كبير في تدفق الدم للشراييين والدماغ، ومن المعروف انّ احد اسباب الاصابة بالمرض هو عدم وصول الاوكسجين بشكل جيد الى الدماغ، لذلك ربط العلماء بين الرياضة وتقليل نسبة الاصابة بالزهايمر.

وعن العامل النفسي واذا كان له دور في الاصابة بالزهايمر، يقول كرم: “نعم الكآبة تؤدي الى الزهايمر، فمن عوارض الكآبة عدم التركيز، وقلة التركيز تضرب بالدرجة الاولى الذاكرة، والعامل الثاني انّ الكآبة تؤدي الى ورم ما في الدماغ، وكلها عوامل تشكل بيئة حاضنة للاصابة بالزهايمر”.

لذلك، وانطلاقا من هذه العوامل، يؤكد كرم ضرورة المعرفة والوعي لدى الناس، فعند معرفتهم بهذه العوامل يجب ان يعملوا على تقليل نسبة الاصابة من خلال نظام صحي معين والحماية النفسية ايضا والبدنية لتفادي شبح الخرف وخصوصا انّ الخرف بات يضرب الصغار كما الكبار على حد سواء.

مستوى العلاج
على مستوى الوزارات المعنية، يؤكد كرم انّ وزارة الصحة كانت تعمل على توفير العلاج مجانا لمرضى الزهايمر، ولكن مع بداية الازمة اختلف الوضع قليلا، ولكن المبشر هو انّ الوزارة تواصلت مع “جمعية الزهايمر- لبنان” قبل اسبوع، ويجري العمل حاليا على اعادة تفعيل الخطة الوطنية للزهايمر بحسب ما أكد كرم. ويتابع: “سيتم تفعيل هذه الخطة في الوقت القريب وسنتحدث عنها بالتفصيل في وقت لاحق، وحاليا تعمل الجمعية على نشر الوعي من خلال سلسلة نشاطات ومحاضرات توعوية لتعريف الناس بهذا المرض وشرح عوامله كي يتفادى الجميع الاصابة به”.

ويختتم كرم مشيرا الى انّ الجمعية ايضا بصدد اعادة افتتاح مركز لمرضى الزهايمر كان قد اقفل مع بداية كورونا. ويهدف المركز الى احتواء المرضى وتقديم خدمات ونشاطات لهم والعمل على عدم تفاقم المرض سلبيا، وهذا ما يساعدهم ويريح الاهل على حد سواء.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى