آخر الأخبارأخبار محلية

هل تجمّد خلافات الخماسية حوار بري – لودريان ؟

كان اللبنانيون ينتظرون، من بين الأمور الكثيرة التي ينتظرونها، أن يصدر بيان عن “اللجنة الخماسية” لإحداث الفرق في الملف الرئاسي، لكن عدم صدور أي بيان نتيجة الاختلاف في وجهات النظر جاء مخيبًا للآمال، وذلك بعدما فشلت الولايات المتحدة في اقناع من يجب إقناعهم بتسمية الأشياء بأسمائها، وأن تعلن اللجنة موقفًا متشدّدًا حيال معرقلي الاستحقاق الرئاسي، لكن ما حصل هو أن الأعضاء الباقين فضلوا أن يكون بيان الدوحة هو المرجع الصالح كبوصلة توجّه عمل “الخماسية”، في انتظار استكمال حلقات المشهدية الدولية والإقليمية بما لها من انعكاسات على وضعية لبنان الداخلية، وعلى رأس هذه الوضعية الانتخابات الرئاسية. 

وعدم توافق أعضاء “الخماسية” على موقف موحد يعني من ضمن الأمور الكثيرة، التي يمكن تفسيرها في إطارها الطبيعي، أن الرئاسة الأولى في لبنان لا تزال موضوعة على الرفّ، أو في ثلاجة الانتظار، ريثما تتوضح الصورة النهائية للمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والتي قطعت شوطًا متقدمًا، من خلال عمليتي إطلاق بعض الرهائن الأميركيين في مقابل الافراج عن بعض الأرصدة الإيرانية في المصارف الأميركية. 

وبدلًا من أن يكون اجتماع “الخماسية” في نيويورك بارقة أمل بقرب الولادة الرئاسية الطبيعية بدت وكأنها بمثابة مؤشّر لعمل ما قد يسبق أي عاصفة، سياسية كانت أم غير سياسية، وأدخلت لبنان بالتالي في طابور الانتظار إلى حين نضوج التسويات الكبرى قبل أن يأتي موعد “التسوية الصغرى”، إذ أن العالم منشغل بأمور يعتبرها، من حيث الأولويات، أهمّ بكثير من الأزمة اللبنانية، التي ستبقى معلقة إلى أن يحين موسم “القطاف”. فالشتاء، وما يعنيه من مآسٍ بالنسبة إلى الكثيرين من اللبنانيين، على الأبواب. فلا مواسم قطاف في الشتاء. وإلى أن يأتي الربيع، ومعه يزهر اللوز، يبقى القديم على قدمه، وتبقى المبادرات، الخارجي منها والداخلي، في مهب رياح التأجيل والتسويف والمماطلة، فيما يزداد أنين الناس المكتوين من نار الأسعار الملتهبة غير الخاضعة للجم أو المراقبة، أو الذين تلسعهم الأقساط المدرسية.  

راهن كثيرون على ما يمكن أن يصدر عن اجتماع نيويورك من توجهات أولية لبدء حلحلة معينة للعقد الرئاسية المستعصية بعدما بدا أن الأمور الرئاسية قد وصلت إلى طريق مسدود، وبالتالي لتبيان المسار الذي كان قد وعد بسلوكه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في مجيئه الرابع إلى بيروت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تحرّك رئيس مجلس النواب نبيه بري، من موقعه الرسمي وبصفته أحد الأطراف الأساسيين الذين سيدعون إلى الحوار، وهو الذي كرّر أكثر من مرّة  أنه لا بد منه في نهاية المطاف، خصوصًا أن مفاتيح المجلس موجودة في جيبه، كما مفاتيح غرفة الانتظار التي تسبق التحضير لدخول من سيلبي الدعوة إلى القاعة التي ستعدّ لإقامة مثل هذا الحوار، والذي لم تُحدّد طبيعته ومعالمه بعد. 

أوساط عين التينة كانت تراقب ما سينتج عن اجتماع نيويورك ليُبنى على الشيء مقتضاه. ولكن ما رشح عن هذا الاجتماع من أجواء غير مشجّعة زاد على العقد القديمة عقدة جديدة تمثّلت بالخلاف القائم بين واشنطن وباريس حول إدارة الملف اللبناني، الأمر الذي سينعكس سلبًا على تحرّك لودريان المتوقع أن يُستأنف قريبًا. وكانت هذه الأوساط تتوقع أن يتبنّى اجتماع نيويورك دعوة بري الى الحوار. وكانت التحضيرات في عين التينة جارية على قدم وساق تمهيدًا لتحديد موعد لهذه الدعوات، التي كان سيتولى القيام بها نواب محسوبون على كتلة “التنمية والتحرير، في اتجاه جميع الأطراف، حتى تلك الرافضة لمبدأية الحوار. إلا أن ما لم ينتج عن اجتماع نيويورك دفع البلاد دفعًا الى غرفة الانتظار، بحيث أصبح الحوار مجرد فكرة، خصوصًا أن رافضيه في الأساس ازدادوا قناعة بأن لا خيار أمام نواب الأمة سوى الذهاب إل “ساحة النجمة” والبقاء في مجلسها حتى يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنتها. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى