آخر الأخبارأخبار محلية

هل عادت السعودية للعب دور مباشر في لبنان؟

من الواضح أن إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون ساهم في تعديل الموقف السعودي تجاه لبنان، فبعد أن كانت المملكة العربية السعودية منكفئة بشكل كامل عن أي تفصيل من تفاصيل السياسة اللبنانية، بدأت بعد خروج عون من قصر بعبدا الظهور بمظهر المهتم ببعض القضايا الأساسية، والساعي لعدم عرقلة أي حلّ يساهم في إنهاء الأزمة في البلد.


لكن الرياض التي عملت في الأشهر الأخيرة ضمن أطر غير مباشرة، أي عبر الحراك القطري حيناً، وعبر اعطاء الضوء الأخضر للفرنسيين أحياناً، كانت تحاول التعامل بإيجابية مع أي طرف يسعى الى تدوير الزوايا في حال كانت التسوية تحافظ على النفوذ السعودي وتحفظه ولا تمسّ ببعض الخطوط الحمر التي ترسمها المملكة في لبنان، من اتفاق الطائف الى منصب رئاسة الحكومة وغيرها من القضايا.

بالتوازي مع تراجع الزخم الفرنسي، بات واضحاً ان السعودية بدأت تتعامل بطريقة مختلفة نسبياً مع لبنان، اذ تعمل بشكل مباشر وكأنها تريد القول أن دورها في لبنان لم ينتهِ، وان الأمر في الكثير من الامور لا يزال لها، وان التفاوض، إن كان سيتم مع أي طرف إقليمي حول التسوية في لبنان يجب ان يتم مع الرياض دون غيرها من العواصم لأنها الأكثر قدرة على التأثير على كتل نيابية وقوى سياسية وحالات شعبية.

ولعل الإهتمام السعودي بالأزمة اللبنانية لا يعود الى وجود مصلحة حقيقية وعميقة للرياض داخل لبنان، إنما ستكون الساحة اللبنانية جزءا من الكباش الإقليمي والمفاوضات القائمة مع الجانب الإيراني، وذلك في إطار تحسين شروط التفاوض، خصوصا ان لبنان مهم بالنسبة لطهران اكثر من أهميته بالنسبة للرياض في المرحلة الحالية، لذلك سيكون الحضور السعودي مفيدا جدا في عملية الأخذ والرد المتوقعة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن إجتماع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بالنواب السنّة بالتوازي مع حضور المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، ليس رسالة الى الفرنسيين بقدر ما هو رسالة الى باقي الدول الخمس التي قد تزيد من حراكها لبنانيا في المرحلة المقبلة، للقول بأن الرياض هي الأقدر على تعديل موازين القوى داخل المجلس النيابي وعرقلة مشروع “حزب الله” الرئاسي.

إن إمساك الرياض بالورقة اللبنانية بشكل مباشر ظهر أيضا في إجتماعات باريس التي تعاملت معها السعودية بجدية كبيرة من خلال حجم الوفد الذي مثلها والشخصيات التي تألف منها، وهذا السياق من الاستراتيجية السعودية الجديدة قد يستمر في المرحلة المقبلة، ويؤدي الى تغيير الواقع السياسي والى انهاء المراوحة التي تسيطر على المشهد، لكن هل تستطيع الرياض وحدها التأثير على المعركة الرئاسية؟ ام ستحتاج الى سلسلة توافقات لم تتوفر حتى اللحظة؟

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى