لودريان.. يريح المعارضة ولا يقنعها
تقول مصادر مطلعة ان لودريان حاول بشكل واضح إراحة المعارضة وإخراجها من دائرة الشكوك تجاه أي حراك فرنسي، اذ أوحى الرجل بان الفرنسيين على تنسيق كامل مع الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني وأن كل الحديث عن تباين بين باريس وهذه الدول غير دقيق، وهذا يعني أنه ملتزم خلال جولته او حراكه بالثوابت التي تم الاتفاق عليها خلال “لقاء الدوحة”.
وتشير المصادر الى ان لودريان سوّق للحوار الذي دعا اليه بري بإعتباره جزءا من المبادرة الفرنسية، الأمر الذي رفضته المعارضة ولم تقتنع به لا من قريب ولا من بعيد بالرغم من كل محاولات المبعوث الفرنسي لاراحتها وتطمينها تجاه أي جلسة حوارية، حتى أن الرجل أكد أن بعض الدول الإقليمية مثل السعودية تؤيد الحوار وتشجع عليه في لبنان، وهذا يعني انه ليس هدفا للفرنسيين فقط.
كما ان لودريان اعطى تعهدا لبعض من إلتقاهم بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيدعو الى جلسات متتالية بعد الحوار، وان “قوى الثامن من آذار”لن تعمد الى تطيير النصاب الدستوري، لذلك فإدا كان هدف المعارضة الذهاب نحو جلسات مفتوحة للانتخاب الرئيس عليها المشاركة في الحوار الذي سترعاه فرنسا بشكل او بآخر، خصوصا أن الحلول الاخرى للازمة اللبنانية غير متوافرة في المرحلة الحالية.
بالرغم من كل الجهود التي قام بها لودريان، الا ان قوى المعارضة لم تقتنع بجدوى المشاركة في الحوار، لكنها باتت مرتاحة اكثر للحراك الفرنسي الذي لم يعد يظهر كأنه يخدم مصالح “الثنائي الشيعي” ومرشحهم الرئاسي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي ألمح المبعوث الفرنسي أنه لا يوجد توافق اقليمي ودولي عليه بل على العكس، بات التوجه لايصال مرشح توافقي.
من الواضح ان المبادرة الحوارية المشتركة بين بري والفرنسيين لن تنجح، اذ ان غالبية الاطراف المعارضة لوصول فرنجية لن تدعمها ولن تشارك في اي طاولة حوار، وهذا يعني ان الباب سيفتح بشكل كامل امام المبادرات الجديدة التي ستقودها قطر في المرحلة المقبلة، من دون ان يعني ذلك ان باريس ستخرج الى الأبد من دائرة التأثير السياسي، اذ بدأ الحديث باكرا عن ان الفرنسيين ينتظرون فشل منافسيهم للعودة مجددا..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook