لا حوار في القريب العاجل.. هل تبددت الإيجابية؟
الخلاف المعلن بين “التيار” و”أمل” مرتبط بما سيتم مناقشته خلال الحوار، ففي الوقت الذي يصر الرئيس نبيه بري على حصر الحوار بإسم الرئيس، لا يخفي باسيل رغبته على ان يشمل الحوار برنامج عمل الرئيس ومشروعه السياسي قبل الحديث عن إسمه، وهذا ما يتناسب بشكل كامل مع الخطاب العوني الذي يعلن جاهزية مطلقة لتقديم تنازلات مرتبطة بهوية الرئيس المقبل شرط الإتفاق على البرنامج..
هذا الخلاف الذي يحاول العونيون تسويقه، ليس السبب الحقيقي لانسحاب باسيل من الإيجابية التي أظهرها فور دعوة بري للحوار، اذ ان رئيس “التيار” وجد أن حوار بري، قطع الطريق على الحوار الثنائي الحاصل بينه وبين “حزب الله” واستعجل إتمام الإستحقاقات في مهلة لا يستطيع فيها باسيل والحزب الوصول الى نتيجة عملية، فكيف سيشارك باسيل في حوار يؤدي الى جلسات إنتخاب متتالية، وحواره مع الحزب لا يزال في بدايته؟
احرج بري باسيل، وجعله غير قادر على إتخاذ القرار المرتبط بالجلسات المقبلة، فهل يعود باسيل الى التقاطع مع “القوات اللبنانية” ما يعيد ضرب علاقته بالحزب؟ ام يصوت لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية قبل حصوله على الضمانات والمطالب التي يفاوض عليها مع حارة حريك؟ أم يقاطع جلسات الإنتخاب ام يعود للتصويت بالورقة البيضاء؟ كلها خيارات سيئة بالنسبة لباسيل جعلته غير مستعد للتعامل الإيجابي مع دعوة بري الحوارية.
ولعل إتجاه بري لتجميد دعوته للحوار سيستمر الى حين معرفة وإختبار المسار الذي سيتخذه الحراك الفرنسي بعد نهاية الجولة الحالية للموفد الفرنسي جان إيف لودريان التي بدأت اليوم وتشمل مشاورات واسعة مع القوى السياسية الأساسية، اذ قد يكون فشل لودريان في إيجاد أي إيجابية، أبلغ مؤشر على صحة قرار رئيس المجلس بالتراجع عن حواره، ليصبح عندها الدعوة الى جلسة إنتخاب مجرد خطوة في مسار الكباش وتسجيل النقاط.
تعمل القوى السياسية الأساسية اليوم على إختبار ما يحمله شهر أيلول، على إعتبار أن هناك رافعة اقليمية ودولية حقيقية لايصال البلد نحو الحل السياسي، لكن هذا الأمر لن يستمر طويلا في ظل إزدحام الإستحقاقات الاقليمية والدولية التي ستعيد خلط الأوراق، فهل سيحصل الجميع على أثمان سيرهم بالتسوية خلال الاسابيع القليلة المقبلة ام إن الأزمة السياسية والرئاسية ستطول؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook