آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – اختتام أنشطة حديقة البطاركة – الديمان في حضور الراعي وشخصيات المفتي الشعار: لا وحدة وطنية راسخة خارج مفهوم الدولة ومندرجات الدستور

وطنية – اختتمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث وجماعة الراهبات الأنطونيات أنشطة حديقة البطاركة، الديمان لصيف 2023 ، تحت تحت عنوان “الديمان علية قنوبين وجه لهوية الوادي المقدس بضفتيه”، في احتفال اقيم برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

كما حضر النائب وليام طوق، المهندس ميلاد سمعان ممثلاً النائب جورج عطالله، مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار على رأس وفد من المشايخ، قنصل لبنان في مقاطعة نوفاسكوشيا الكندية الدكتور وديع فارس، داعم اصدار كتاب ” الديمان علية قنوبين ” للزميل جورج عرب، الذي قدّمه في المناسبة رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان، كهنة الكرسي البطريركي: خليل عرب، طوني الآغا، نافذ صعيب وجورج يرق، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، رئيس نادي الاتحاد الديماني الزميل أنطوان فرنسيس الى حشد من الأصدقاء المهتمين.

بداية الاحتفال، وقّع الزميل عرب كتابه الجديد، وهو الاصدار الخامس والسبعون له من سلسلة إصداراته الكتابية. وريعه مخصص لدعم برنامج التأمين الصحي في الديمان. ثم افتتحت الاعلامية رانيا زهرا الاحتفال.

وكانت كلمة الشدراوي الذي استعرض أعمال رابطة قنوبين وما حققته متصلاً بتراث الوادي المقدس، مشيرا الى “الدور الفاعل والاساسي لجورج عرب، منذ وضع مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وراح يعمل على تحقيقه من خلال رابطة قنوبين للرسالة والتراث”. ولفت الى أن “هذا المشروع المتوالي الانجازات يعكس هوية الوادي المقدس بضفتيه”.

المفتي الشعار

بعد ذلك كانت مداخلة للمفتي الشعار، وأكد فيها “عمق العلاقات المسيحية الإسلامية وبخاصة بين المرجعيات الدينية”. وشدد على “دور هذه المرجعيات الوطني لجهة تعزيز التقارب بين مختلف مكونات الشعب اللبناني”.

وقال: “إن لبنان قائم على التفاهم والتوازن بين أبنائه، وحذار ممن يفكر في تجاوز هذا التوازن على خلفية الأكثرية والاقلية العددية. فمنذ اعلان دولة لبنان الكبير حتى الميثاق الوطني تكرست معادلة استقلال لبنان، فلا للشرق ولا للغرب. وكانت هذه اللاءات ضامنة دور لبنان الوطن الرسالة. وكانت ولا تزال قضية اهتمام بطاركة الديمان، الذين انتقلوا من قنوبين، ونحن نلاقيهم على هذا المفهوم الوطني الراسخ”.

واضاف: “للعيش المشترك قواعد أساسية ابرزها قبول الآخر المختلف والتفاهم معه لتوسيع المشترك الذي يجمع ويوحد، ولا وحدة وطنية راسخة خارج مفهوم الدولة ومندرجات الدستور، وهذا الدستور يؤكد على هذه الحقائق، ما يوجب الالتزام به التزاما مطلقا نهائياً”.

وتطرق الى مفهوم الحياد لدى البطريرك الراعي، وقال: “طرحتم، في سياق جهودكم الانقاذية للبلاد، مفهوم الحياد، ونحن نرى معكم ان لبنان بلد حر سيد مستقل، عربي، لكنه ليس تحت إمرة العرب ولا تحت إمرة الغرب، له كيانه الموحد الذي يجب أن يحافظ عليه جميع اللبنانيين”.

وتوجه الى البطريرك الراعي قائلا: “نعول على حكمتكم وعلى دور البطاركة التاريخي لجهة رفض  اي شكل من أشكال الانقسام والفدرلة تحت عناوين وتغطيات مختلفة”.

وتابع:  “ان إحترامنا لبعضنا البعض كلبنانيين والتزامنا بحقوقنا جميعاً هي عناصر جوهرية من عناصر دعواتنا الدينية بالمساواة في الحقوق والواجبات وليست منّة من فئة الى فئة بل هي موجب دستوري وطني. ويجب السعي المخلص توصلاً الى ترسيخ هذه الحقيقة والقناعة لدى جميع المكونات اللبنانية”.

وقال: “هذه هي ثقافتنا، ثقافة الوادي المقدس بضفتيه، الذي يجمعنا الليلة في كنف غبطة البطريرك الراعي. ان هذه الثقافة هي احد أوجه رسالتنا السماوية التي تدعو الى المحبة والألفة والسلام.

وأشار الى عمل رابطة قنوبين للرسالة والتراث المتعلق بنشر هذه الثقافة وتعميمها. وقدّر توالى الإصدارات الكتابية، وآخرها كتاب “الديمان علية قنوبين”، “للصديق جورج عرب الذي نحفظ معه محطات مشرقة في علاقاتنا الإسلامية المسيحية ودوراً فاعلاً في نشر ثقافة الوادي المقدس”.

وختم : “غبطة البطريرك انتم واسلافكم البطاركة الكبار اعطيتم للبنان مجده”.

عرب

وألقى الزميل عرب كلمة عرض فيها أبرز فصول كتابه الجديد ” الديمان علية قنوبين “، الذي كشفته الوثائق التاريخية حول تاريخ انتقال البطاركة من قنوبين الى الديمان. وأشار الى “قيود في سجلات محاسبة الكرسي البطريركي في الديمان تبين عمق العلاقة التي قامت تاريخياً بين بطاركة الديمان وطرابلس الفيحاء، والتي تبرز، جوانبها المتعددة، الهوية الوطنية للوادي المقدس بضفتيه”. وعرض محطات من مسيرة العناية الشاقة بتراث الوادي .

وأشار الى “دعم القنصل فارس لهذا الاصدار، الذي تبنته أيضاً عائلة عضو رابطة قنوبين المرحوم فواز غصن، ونقلته الى أوستراليا، ليوزع هناك بخاصة في صفوف جيل الشباب”.

 

نشيد “لا تسكتوا”

بعد ذلك، أطلق نشيد ” لا تسكتوا ” المستوحى من وصايا البطريرك الراعي التي توجه بها الى اللقاء الشعبي في 27 شباط 2021 في بكركي. وقام بالسيناريو والاشراف جورج عرب، ولحنّها البروفسور فؤاد فاضل، وأدّاه المرنم أنطونيو شعيا.

الراعي

وختاماً،  القى البطريرك الراعي كلمة مقتضبة، أثنى فيها على عمل رابطة قنوبين للرسالة والتراث. ورحّب بقدوم قنصل لبنان في هاليفكس – كندا المهندس وديع فارس الى لبنان، “كأنه جاء ليعوّض، بفرح الحضور، حزن انتهاء فصل الصيف في الديمان نظراً لسفرنا الى اوستراليا”.

وقال: “سمعت بتأثر عميق كل كلام هذه الامسية من الاحباء رئيس الرابطة نوفل الشدراوي، الى الاستاذ جورج عرب، وسماحة المفتي الشعار. وأقول لسماحة المفتي حين كنت تتكلم كنت أرى فيكم وجهين، وجهكم وجه المفتي مالك الشعار، ووجه أحد البطاركة الكبار. ان كلامكم وقراءتكم للاوضاع ولواقع لبنان ودوره ورسالته، ومقاربتكم مضمون الدستور اللبناني الذي يحصّن الدولة  ويحمي جميع أبنائها على قاعدة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، كلها  تشبه كلام أحد البطاركة الكبار. وهذا ما يفرحنا ويعزز آمالنا بوحدتنا”.

وأضاف: “أما بالنسبة لكلمة الشيخ نوفل الشدراوي، فأنا أقول لك شكراً لانك أظهرت فيها عمق التعاون الاخوي في رابطة قنوبين، وعمق المحبة تجاه الاستاذ جورج عرب الفاعل الصامد على الارض. وكل هذه تنبع من روحانية قنوبين العميقة”.

وأكمل البطريرك الراعي: “أما أنت أيها العزيز الاستاذ جورج عرب فقد قدمت لنا الليلة كتابك الخامس والسبعين بعنوان الديمان عليّة قنوبين. شكراً على كل جهودك وخدمتك الثقافية في كنيستنا ووطننا. ونتمنى لك القدرة والصحة لتكمل مع من سيخلفنا بعد أن تكون قد حققت اصدارك السابع والسبعين، رقم حلقتنا من سلسلة البطاركة الموارنة”.

وقال: “أما عنوان الكتاب ” الديمان عليّة قنوبين”، فالى أهميته التاريخية الموثقة، له بعد روحي مستقى من المفهوم الجوهري للعلية كما ورد في الكتاب المقدس. ففي العليّة حقق يسوع المسيح حدثي تأسيس سر الافخارستيا وحلول الروح القدس. وبالتالي تبدو الديمان العلية التي انطلق منها العمل ” التبشيري ” بروحانية وتراث قنوبين. واستناداً الى ذلك يحمّل هذا المفهوم بطاركة الديمان مسؤولية مضاعفة لجهة الامانة له”.

وختم شاكراً الحاضرين، ومنهم الملحّن البروفسور فؤاد فاضل، والمرنّم أنطونيو شعيا ومقدمة الاحتفال الاعلامية رانيا زهرا.

بعد ذلك قدّم الزميل عرب كتابه الى البطريرك الراعي والمفتي الشعار والنائب وليام طوق والقنصل وديع فارس ورئيس الرابطة نوفل الشدراوي وممثل النائب عطالله .

ثم سلّم البطريرك الراعي المفتي الشعار تقدير قنوبين للعام 2023، وهو عبارة عن أرزة كتب عليها: “محبةً لشخصه، وتقديراً لرسالته سلّم البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي المفتي الشيخ مالك الشعّار تقدير قنوبين للعام 2023 المتجذر كالارز في لبنان”.

 

سهرة زجلية

بعد ذلك أقيمت في واحة عصام فارس للتنمية والتراث ” سما قنوبين ” سهرة زجلية أحياها الشاعران أنطوان سعادة ومنذر خيرالله ، تركزت على تراث الوادي المقدس ودور البطاركة والمرجعيات الروحية اللبنانية الديني والوطني.

            ========== ن.م


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى