آخر الأخبارأخبار محلية

جولة لودريان الثالثة الاثنين تُمهّد لخريطة الخماسية

يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بيروت الإثنين في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة منذ عشرة أشهر.
ومن المقرر، وفق ما اورد “لبنان 24” بعد ظهر امس ان يعقد لقاءاته الرسمية الثلاثاء.
وفي هذا السياق كتبت” النهار”: سيشكل مطلع الأسبوع المقبل بداية “الفصل 3 ” من مهمة الموفد الاستثنائية التي اوكلها اليه الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو ان شكوكا واسعة تسود حيال ان تكون “الثالثة ثابتة” بإزاء نجاح لودريان في اختراق الازمة الرئاسية اللبنانية المستعصية على الوساطات والحوارات والمبادرات المختلفة حتى اللحظة.

سيحط لودريان رحاله للمرة الثالثة في بيروت كموفد رئاسي معني بمتابعة الازمة الرئاسية فيما تتفاعل بقوة ترددات المواقف الداخلية المتصادمة حيال رسالته الى النواب أولا ومن ثم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار يسبق جلسات متتالية من دون ان يتضح أي افق واضح حيال الاحتمالات التي قد تسلكها الازمة لا في مسألة بت الحوار ولا في بلورة امكان الخروج من دوامة الشغور الرئاسي رغم تحرك السيناريوهات المتصلة بإمكان التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بشكل لافت أخيرا.
وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان لودريان في جولته الثالثة على القوى السياسية الفاعلة سيتولى البحث بشكل ثنائي مع كل الاطراف حول نظرتهم واستنتاجاتهم للتوصل الى حل يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي وفق ما جاء في الاجوبة التي قدموها ردا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الاطراف خلال جولتين من المحادثات. وكان مصدرا رفيعا في قصر الاليزيه اكد بعد ظهر الاربعاء الماضي في سياق عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من ٩ الى١١ ايلول ان “المباحثات ستطرق الى ملف لبنان بالتاكيد لكن لا يمكنني الجزم مسبقا بمحتوى محادثاته، لكن تعلمون اين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذلك فان الرئيس سيعمل مع محمد بن سلمان لتعزيز مهمة جان ايف لودريان في لبنان. وانتم تعلمون ان جان ايف لودريان ذهب الى المملكة السعودية لاجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معا المضي قدما بشأن هذا الموضوع”.

ولذا يمكن الاستنتاج ان باريس تعول على دعم سعودي فاعل لمبادرتها من اجل انتخاب رئيس لجمهورية في اقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين اعضاء المجموعة الخماسية خصوصا ان المخاوف الامنية بدأت تتصاعد من جراء وضع اقليمي هش . وكشفت مصادر ديبلوماسية ل”النهار” ان المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة خلال النصف الثاني من شهر ايلول الجاري، وستضع في اجتماعها اللمسات الاخيرة على شروط الحل بعد ان يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية في مسعاه الضاغط للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن اجتماع الخماسية كما في الاجماع السابق بيان يحدد خارطة الطريق للوصول الى حل للازمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لانعاش الاقتصاد.

يشار الى انه في اطار التحركات الداخلية عقد اجتماع بين عدد من نواب المعارضة و”التيار الوطني الحر” جرى خلاله تأكيد الطرفين استمرار تقاطعهما على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور .

وكشفت مصادر واسعة الاطراف لـ«اللواء» ان الجهد الدولي- العربي (الفرنسي والسعودي) على وجه الخصوص سيتزحم لإنضاج الطبخة الرئاسية، مشيرة الى أن لبنان سيدخل مرحلة فاصلة بين 17 أيلول و27 أيلول، عنوانها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.
وأشارت مصادر سياسية الى ان تحديد موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان قي الحادي عشر من الشهر الجاري، فاجأ معظم الاطراف السياسيين وفرض واقعا جديدا، اولا لانه خالف كل ما تردد من مواعيد بعودته في النصف الثاني من شهر ايلول الحالي وثانيا، كونه قطع دابر تكهنات البعض، بامكانية عدم العودة مرة اخرى، والانكفاء عن مهمته او على الاقل، وتأجيلها الى موعد غير محدد، بسبب التطورات المستجدة في المنطقة ومسارعة اطراف بالمعارضة باعلان مواقف سلبية تجاه مهمته، والاعتراض على مضمون رسالته للنواب.
وتوقعت المصادر ان يسرع اعلان موعد عودة لودريان إلى لبنان لتسلم اجوبة الكتل والنواب على رسالته، تسليم اجوبة الذين وجهت اليهم هذه الرسائل، ومعظمهم لم يعلن انه سلم اجوبته للسفارة الفرنسية، بينما اكتفت المعارضة بالبيان الذي وقع عليه ٣١ نائبا، والذي انتقد مضمون الرسالة وأبدى رفضه لها.
 وسيبادر الموفد الفرنسي فور تسلمه الاجوبة المطلوبة، والاطلاع عليها، سيطلع اعضاء دول اللقاءالخماسي على مضمونها والاتفاق معهم على الخطوة المقبلة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وعلقت المصادر اهمية على اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين في نيودلهي، والمتوقع ان يبحث خلاله في مسار مهمة لودريان واعطاء دفع لها بالتنسيق مع دول اللقاءالخماسي.
وكتبت” الديار”: نقل زوار السفارة الفرنسية معلومات تفيد ان لودريان لا يملك بين يديه «خارطة طريق» حول كيفية جمع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى توافق يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالى عام، لكنه سيحاول استنباط المخارج بعد لقاءاته مع القوى السياسية. وثمة محطتان اساسيتان تعول عليهما باريس للتقدم فيما تبقى عقبة الاولويات السعودية الاميركية العقبة الرئيسية. المحطة الاولى، تبقى انتظار النتائج الاولية لمباحثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حول الملف الللبناني يوم السبت المقبل على هامش قمة العشرين في الهند، وعندئذ «سيبنى على الشيء مقتضاه»، وقد تتغير الكثير من المعطيات ربطا بهذا اللقاء الذي سيحاول من خلاله الرئيس الفرنسي الحصول على تطبيقات عملانية للتصريحات السعودية الايجابية وتحويلها الى وقائع. اما المحطة الثانية، فتبقى لقاء وزراء خارجية دول الخماسية في العشرين من ايلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. اما محليا، فان طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري فكرة حوار الأيام السبعة تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة، فهو فتح «كوة» جدية، سيستخدمها لودريان خلال زيارته، لمحاولة التقدم، لان التقييم الاولي للفرنسيين كان ايجابيا وهو يطمح لدمجه مع الطرح الفرنسي خصوصا ان مواقف غالبية الكتل النيابية كانت ايجابية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى