اللقاء السرّي بين رعد وعون: مرشح الحزب ما زال هو هو
وفي غمضة عين يتلقف هؤلاء نبأ “اللقاء السري” بين رعد وعون ويجعلونه طاغيا على كل ما عداه من احداث وتطورات متسارعة. وكان التركيز ليس على اللقاء وحده بل على البحث الذي تجسد في تساؤلات طرحها رعد وكانت بمثابة جسّ نبض يفترض ان يؤسس الحزب على اجابات قائد الجيش ليبني على الشيء مقتضاه ويحسم خياراته الرئاسية.
ولا شك في ان ثمة مقدمات برزت اخيرا عززت هذه الفرضية في مقدمها:
– الحوار الدائر منذ اكثر من شهرين بين الحزب و”التيار الوطني الحر”. وعلى رغم ان العنوان الاساس لهذا الحوار يتركز على بندين يرى رئيس التيار جبران باسيل في تحققهما نصراً له في الشارع المسيحي، فلقد سرت اخيرا معلومات مفادها ان الحزب طلب من التيار الفصل بين موضوع الحوار الذي قد يستغرق شهورا وبين مسألة التفاهم على اسم رئيس مقبل لانه بات عنوانا ملحّا.
– الكلام الذي تعزز مع زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت، وفيه انه نقل وصية من القيادة الايرانية العليا الى سيد الحزب مضمونها ان اوقفوا كل ما يسيء الى القيادة السعودية ويثير حنقها لان الحوار والتفاهم معها جدي واستراتيجي ويراهَن عليه في قابل الايام، ونتجه واياها الى فتح صفحة علاقات جديدة عنوانها العريض خفض منسوب التوتر العائد الى اكثر من اربعة عقود خلت في الاقليم.
ولقد سارعت قيادات في الحزب الى ترجمة هذا الطلب عبر تصريحات ادلى بها نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس السياسي للحزب السيد ابرهيم امين السيد، وينطويان على ابداء التفاؤل بدور سعودي انفتاحي متجدد يوجب التعامل معه ايجابا.
– دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار وطني محدود زمنيا يليه مباشرة جلسات انتخاب متتالية في مجلس النواب.
وبناء عليه، يصير السؤال الاكثر الحاحا ليس حول حقيقة اللقاء وما بُحث فيه بل حول ما اذا كان الحزب فعلا قد اخذ اخيرا قرارا بالعبور الى مربع جديد في الموضوع الرئاسي فاتحته اللقاء المحكي عنه.
واذا كان من مصلحة مناوئي الحزب والباحثين عما يكبح جماح اندفاعته السياسية، الترويج لنظرية ان الحزب بات مجبرا على استدراج العروض بهدف ارساء تفاهم على رئيس جديد يكون له فيه حصة، فان للحزب دفوعه خصوصا انه يعتبر هذا الكلام حلقة من حلقات الهجوم الدائم عليه، والتي يراد منها اظهار انه محرج ومحشور وان مخزون خياراته ومحاولاته اوشك على النفاد والاستهلاك، لذا لم يكن امامه الا القيام بخطوة توحي بانه ما انفك قادرا على الحراك بأريحية.
ووفق مصادر فان الحزب ابلغ متصلين به ليسألوا توضيحا للكلام الرائج حول “اللقاء السرّي” الآتي :
– “ان الحزب ما اعتاد يوما المقايضة على ثوابت اعلنها او الانقلاب على تفاهمات وتحالفات نسجها. واذا كان المُراد الضمني من هذا التسريب الايحاء الى فرنجية بان البحث جارٍ عن بديل منه، وارسال رسالة الى باسيل بان ثمة خيارات جاهزة لا ترضيه اذا ما بقي ينسج على المنوال نفسه في مسار حواره مع الحزب، فكلا الرجلين يعرفان الحزب تماما ولهما معه تجارب طويلة، لذا يعرفان ان المقايضة والمساومة والمناورة غير موجودة في قاموسه عموما، فكيف مع الحلفاء والشركاء في مشروع وطني اشمل من مسألة الرئاسة على بلاغتها. فالأكيد ان الحزب عندما يقرر انعطافة ما فان القرار يؤخذ بالتفاهم مع الشركاء والحلفاء”.
وفي كل الاحوال، تؤكد المصادر عينها ان مرشح الحزب للرئاسة الاولى ما زال هو هو، ولا يجد الحزب ما يستدعي “هجر” هذا الخيار والبحث عن خيارات اخرى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook