أيّ ترددات رئاسية وراء دفع بكركي نحو الانتخاب؟

لكن ما يفوت الراعي بتوجهه هذا ان التطورات الأخيرة قد تجاوزتها، بعد قيام بري بإحياء مبادرته الحوارية، محدداً لها شكلاً ومضموناً، على نحو أكسبها طابعاً جدياً يتجاوز الدعوات السابقة له، التي لم تحظَ بفرص انضاجها، خصوصاً ان الأخيرة منها ترافقت مع تكليف موفد الرئيس الفرنسي جان – إيف لودريان مهمة إدارة حوار حول الملف الرئاسي. حدد بري جلسات الحوار بسبعة أيام، تعقبها جلسة انتخاب بدورات متتالية، ثم انتقل بعدها الى تأمين النجاح لمبادرته وإنْ لم تفضِ الى انعقاد الحوار، اذ بدأ حركة اتصالات مكوكية باتجاه الكتل والنواب، فيما جرى رصد ردود فعل المعارضين لتبيّن ما بقي من هؤلاء. وبالفعل، أخذت مبادرته حجمها لجهة نجاح الرجل في حشد عدد غير قليل من النواب والكتل للمشاركة في طاولة الحوار التي اقترحها. وهو نجح في شكل أساسي في استقطاب النواب السنّة الواقعين في التردد والتشتت، ما سمح له باحصاء نحو 90 نائباً يشكلون، إذا صدقوا، أكثرية الثلثين التي تحتاجها جلسات الانتخاب، بحيث يصبح في إمكان فريق بري ان يؤمّن النصاب لمرشحه.
وفق المعطيات المتوافرة، ان بري لن يعمد الى تحدي أي فريق، بل جلّ ما يسعى اليه هو التأكيد على تحمّله مسؤولياته كاملة حيال عملية الانتخاب، بقطع النظر عن مدى تأخره في القيام بهذه الخطوة. كما ان أي طاولة حوار داخلي لن تنعقد قبل ان تنتهي مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، وتتبين أبعاد المهمة التي يقوم بها الموفد القطري المنتظر الأسبوع المقبل ايضاً.
لكن أياً يكن ما سينتج عن الجولات الديبلوماسية الجديدة المنتظرة، ثمة تساؤلات عن الأسباب التي تدفع رئيس المجلس الى التعبير عن تفاؤله وعدم تشاؤمه من مسار الأمور. ومردّ التساؤلات حول ما اذا كان في جعبة بري ما يجعله مطمئنًا الى ان مهلة انتهاء الشغور قد شارفت نهايتها، وان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الانهيارات.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook