الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: مشهدٌ وطني جامع في الجبل.. الحوار ممر إلزامي للخروج من الأزمة
وطنية – كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: الجبل على موعدٍ اليوم مع حدثٍ أساسي يمثّله المشهد الذي سيجمع أطيافه الروحية والسياسية في اطار جامع ثابت كانت أرست دعائمه المصالحة التاريخية عام ٢٠٠١ في المختارة برعاية الرئيس وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير. المشهد اليوم يؤكد الثوابت الراسخة في الجبل على عمق الحياة الواحدة المشتركة أياٍ كانت التباينات السياسية في بعض الأحيان. وهو مشهدٌ يرسمه اليوم وليد جنبلاط من جديد مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال يومٍ وطني طويل عنوانه “ثمار المصالحة وآفاق المستقبل”.
المحطة الأولى للراعي ستكون في بلدة شانيه في دارة شيخ العقل أبي المنى، ثم ينتقلا سويا إلى مطرانية بيت الدين للقاء شخصيات سياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات، حيث يكون في مقدمة المستقبلين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ونواب اللقاء الديمقراطي، وممثلون عن أحزاب وتيارات سياسية، وبعد ذلك ينتقل الراعي وأبي المنى إلى المكتبة الوطنية في بعقلين ليشاركا في محاضرة بعنوان المصالحة وآفاق المستقبل بدعوة من التجمع الوطني لشباب الشوف. وعند الواحدة ينتقل الراعي وابي المنى الى المختارة للقاء ذي رمزية ودلالات مع الرئيس وليد جنبلاط، على أن يترأس الراعي في السادسة مساء في مطرانية بيت الدين قداسا بمناسبة عيد سيدة الخلاص تحضره فعاليات مسيحية من الشوف وإقليم الخروب ومن مناطق عدة في الجبل، بعده الى فندق المير أمين حيث يقيم النائب السابق نعمة طعمة مأدبة عشاء على شرفه.
مصادر سياسية مواكبة للزيارة أكدت أنه يوم تاريخي في حياة الجبل بجميع طوائفه، خاصة في ظل الظروف المفصلية التي يمر بها لبنان في هذه الفترة وانسداد آفاق الحل وسيطرة الخطاب المتشنج الرافض للحوار والتلاقي على كلمة سواء.
عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله اعتبر في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية أنه “في هذا الظلام الدامس الذي يعيشه لبنان منذ سنوات والفراغ الرئاسي القائم منذ نحو سنة، تعطي زيارة الراعي دفعاً وطنياً بالمعطى الشامل لتثبيت هوية لبنان واحترام التنوع والعيش المشترك وتكريس المصالحة التاريخية التي أرساها البطريرك صفير والرئيس وليد جنبلاط”، مؤكدا أنه “سيكون للزيارة انعكاس إيجابي والدفع باتجاه الحلول، خاصة وأن الراعي من مشجعي الحوار، وهي زيارة مميزة وستكون بمثابة يوم وطني بامتياز”.
عبدالله استبعد في مجال آخر “إمكانية التوصل لأي خرق ايجابي من زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، اذ بحسب المواقف والخطابات التي نسمعها ما زلنا في نفس المربع المسدود، فالسقوف ما زالت مرتفعة، ومن الواضح انه لا يوجد نية للحل ولو بالحد الأدنى”، مشيرا الى أن موقف اللقاء الديمقراطي “واضح، فنحن مع المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن تتحكم بقرار الجميع، لكن نرى أن مواقف البعض تنحو باتجاه التطرف، وتبقى غير قابلة للتنازل لأجل الوطن وهذه مشكلة في حقيقة الأمر. لذلك فإن مهمة لودريان واللجنة الخماسية ستكون صعبة في ظل هذه الاصطفافات”.
من جهته وصف عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني زيارة الراعي الى الجبل “بالمهمة والتاريخية”، وأشار في حديث إلى “الأنباء” الإلكترونية أن “الراعي لم ينقطع عن زيارة الشوف، وأن زيارته الى هذه المنطقة أصبحت تقليداً سنوياً، لأنه يعرف أن الجبل هو قلب الوطن وهذا التعايش المشترك كلنا بحاجة له” كاشفا عن مبادرة مهمة سيعلنها الراعي وشيخ العقل تتعلق بصمود السكان بأرضهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية من أجل خلق فرص عمل لجيل الشباب من خلال استثمار الأوقاف المسيحية والدرزية.
وفيما الجيل يقدم اليوم الصورة الوطنية الحقيقية، عادت الى مخيم عين الحلوة ليلا الاشتباكات بشكل عنيف، وهو مؤشر خطير يبعث على مزيد من القلق مما تؤول اليه الأحوال وعن الجهة المستفيدة من هذا التوتير في ساحة المخيمات. الا أن كل تلك المؤشرات يجب أن تصب في خانة التشجيع على الحوار الداخلي الذي بات لزاماً على الجميع القبول به كي يتكمن لبنان من اجتياز هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها.
=====
مصدر الخبر
للمزيد Facebook