الكتل الوسطية الى جانب قوى الثامن من آذار!
ليس صعباً على من يراقب الخطاب السياسي لقوى المعارضة، أن يلاحظ حجم الإرباك الذي بات يسيطر على أداء أطرافها وأحزابها، خصوصا منذ اللحظة التي قرر فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إعادة فتح قناة التواصل والحوار مع “حزب الله”، اذ فقدت المعارضة تدريجياً معظم أوراق قوتها التي إستخدمتها في الكباش السياسي طوال المرحلة الماضية.
أصبحت أحزاب المعارضة متلقية للأحداث وتنتظر ماذا سيحصل في حوار “التيار” والحزب لكي تتعايش معه، فهي غير قادرة لا على تعطيل هذا الحوار ولا على تقديم إغراءات جدية تخرج باسيل من عباءة الحزب نهائيا، ولا حتى على تعطيل جلسة إنتخاب الرئيس في حال كانت ستوصل رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.
الاهم هو ما ظهر بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، والتي أطلقها خلال كلمته في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، اذ إن الدعوة لاقت تجاوباً واضحا من عدد لا بأس به من النواب المستقلين والتغييريين الذين كان من المفترض العمل عليهم من قبل المعارضة ليشكلوا الكتلة الصلبة المعارضة لفرنجية والتي ستتمكن، في حال تكافلها، من تعطيل النصاب الدستوري للجلسة الإنتخابية الثانية.
هذه الخسارة لبعض النواب “بالمفرّق” سبقتها خسارة بالجملة تشبه خسارة تكتل “لبنان القوي” من التقاطع على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ف”تكتل الإعتدال الوطني”الذي عمل حتى الجلسة الأخيرة، على ان يحافظ نوعاً ما على وسطية معينة في الكباش الرئاسي، بات على تقاطع سياسي في مختلف العناوين والملفات المطروحة مع “قوى الثامن من اذار”، وهذا ما بات يشكل ازعاجاً واضحا لعدد من احزاب المعارضة.
حتى كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي باتت بعيدا عن كل خطوات المعارضة، إن كان في مقاطعة الحوار، او في مقاطعة جلسات الإنتخاب بعد تأمين الغطاء المسيحي لمرشح “فريق الثامن من اذار”. لا يزال “اللقاء الديمقراطي” متقاطعا مع قوى المعارضة حول إختيار مرشح مواجه لفرنجية لكنه في الوقت نفسه ليس مؤيداً للتوجهات السياسي لكل من حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، حتى ان النائب السابق وليد جنبلاط أعلن عن رغبته بخوض حوار مباشر مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
هذه الخسارات المتتالية لقوى المعارضة تجعلها غير قادرة حتى على إعادة تجميع القوى التي تقاطعت معها في أكثر من مرحلة سياسية سابقة، والتي وصلت بها الى عتبة الستين صوتاً، لذلك فإنه وفي المرحلة المقبلة ستكون اولوية المعارضة تمرير الوقت والصمود السياسي، لانتظار تطورات، داخلية او خارجية، تعيد خلط الأوراق وتمنع تكريس المشهد ضمن الواقع والتوازنات الحالية التي ليست في مصلحتها…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook