آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله يتّجه لدعْم قائد الجيش ولن يُجاري باسيل

كتبت “الراي” الكويتية: 

تساءلتْ أوساط واسعة الاطلاع في بيروت، هل من رابط بين مواقف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بيروت، التي اعتُبرت بمثابة إعلان “كش ملك” للدور الفرنسي في الأزمة الرئاسية اللبنانية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك بعيداً من “الهدف المعلَن” من وراء التصويب المباشر لوزير الخارجية الإيراني و”بلا قفازاتٍ” على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على خلفية انتقاده الضمني قبل أيام الدور السلبي لطهران في الملف اللبناني، ليخاطبه من بيروت قبل نحو أسبوعين من الموعد المفترض لعودة موفده جان – إيف لودريان إلى “بلاد الأرز” بلغةٍ غير مألوفة إذ قال “أنصح الرئيس الفرنسي بدل أن يكرّس جهوده في التدخل في شؤون الدول أن يصبّ اهتماماته في شؤونه الداخلية”.

وفي رأي بعض الأوساط أن في خفايا طرْح بري إعلانٌ ضمني بـ “انتهاء الوقت الأصلي” لحوار “حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حول الملف الرئاسي والذي أراد الحزب من خلاله جرّ الأخير لدعم خيار فرنجية، فيما يحاول باسيل إرساء مقايضةٍ ظاهرها الحصول على اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني لقاء إمكان السير بزعيم “تيار المردة”، في حين أنها ترتكز في أساسها على رفْضٍ “عميق” لوصول قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية.

وفي الإطار، تضجّ الكواليسُ السياسية بـ “هَمْسٍ” عن أن الحوار الشاقّ بين الحزب والتيار يُرجّح أن يبلغ الطريقَ المسدود، من دون أن يعني الأمر عودةً إلى القطيعةِ التي أعقبتْ خلافَهما بـ “مكبّرات الصوت” حول الاستحقاق الرئاسي واسم الرئيس العتيد.

ورغم أن الحزب أَدْرَكَ منذ البداية أنه لا يمكنه إقناعَ الآخَرين بأي اتفاقٍ مع باسيل حول شروطه للتفاهم على الخيار الرئاسي، فإن الحزب بدا وكأنه ضاق ذرعاً بما يعتبره قريبون منه ابتزازاً من رئيس التيار، الذي يريد “كل شيء أو لا شيء”.

وفهمتْ “الراي” من أوساط واسعة الاطلاع، أن “حزب الله” لن يُجاري باسيل في الجنوح نحو اللامركزية المالية التي من شأنها تكريسُ خطوةٍ ذات طابع تقسيمي وإضعاف مكانة وزارة المال، وهو الأمر الذي لن يتسامح به شريكه في الثنائية الشيعية، أي بري (كان الثنائي مَنَح “المالية” بُعداً ميثاقياً على مستوى توازن التواقيع الميثاقية في السلطة التنفيذية).

وفي إشارةٍ بالغة الدلالات وتنطوي على مقاربة جديدة للحزب حيال خياره الرئاسي، نَقَلَ مَن هم على درايةٍ بمداولاتٍ تَجْري في أروقته مآخذَ على باسيل الذي يشطب اسم قائد الجيش من أي حوارٍ حول المرشح الثالث، غير فرنجية المدعوم من الحزب وبري، وجهاد أزعور الذي تَقاطَعَ رئيس “التيار الحر” والمعارضة على ترشيحه.

وقالت دوائر مهتمة لـ “الراي”، إن “حزب الله” الذي دأب أمينه العام السيد حسن نصرالله أخيراً على الإشادة بالجيش وقائده، لن يُمانع انتخاب عون رئيساً في حال حظي بدعْم قوى أساسية في البرلمان خصوصاً إذا تراجعتْ حظوظ مرشحه فرنجية لمصلحة قائد الجيش.

ولاحظت أن “حزب الله” الذي يفضّل دعْم مرشحٍ “يعرفه” بحُكم التجربة يُعْلي منذ مدة خطاباً تُشتمّ منه ثقة بقائد الجيش “الحريص على السلم الأهلي”، وأن الحركة الحوارية لبري، الذي “يفتح القنوات” مع العديد من عواصم القرار، تبدو استطلاعيةً في الاتجاه عيْنه، لاعتباراتٍ داخلية، وأخرى خارجية لا يمكن إسقاطها عن الملف الرئاسي الذي بات “مدوَّلاً”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى