آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الديار: تقدم بالحوار بين حزب الله و«التيار» الذي قدم «لامركزية» مؤلفة من 30 قضاءً

لا رئيس للجمهورية في المدى القريب… فماذا سيحمل لودريان في جَعبته؟

 

وطنية – كتبت صحيفة “الديار” تقول:

الحركة الدولية الناشطة في لبنان لها عدة جوانب، سواء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ام اليونيفيل ام زيارة وزير خارجية ايران وقبل ذلك اللجنة الخماسية، الامر الذي يضفي اطمئنانا بان لبنان ليس متروكا لمصيره ولقدره، فضلا عن ان الحركة الاممية حريصة على لبنان ومستقبله، ولا تريد ان ينزلق الى مآسٍ لا تحمد عقباها، وفقا لاوساط سياسية. في الوقت ذاته، رأت هذه الاوساط ان النشاط الدولي لا يمكن ان يحقق تقدما في لبنان اذا لم يترافق مع نشاط وارادة داخلية عند الاطراف اللبنانية لايجاد حل للازمة.

اما اللافت، فقد كان الكلام السعودي الايجابي من لبنان على تفاعل الرياض مع الملف اللبناني، الى جانب الرسالة الايجابية التي ارادت ايران ان توجهها الى المملكة العربية السعودية والى اصدقاء المملكة وحلفائها في لبنان، وايضا الى حلفاء طهران في بيروت، وهي ان الحوار السعودي-الايراني مستمر وعلى الجميع ان ياخذ ذلك في الحسبان. وخلاصة القول ان زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان حسين امير عبد اللهيان في هذا التوقيت وفي هذا التعقيد وتزامنا مع دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، يدل الى ان هناك تحركا ايجابيا على مستوى الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ولكن النتائج لن تظهر في المدى القريب.

 

هل سينجح لودريان بمهمته في ظل انقسام كبير بين المعارضة والممانعة؟

اما على الصعيد الداخلي، فيزداد الانقسام السياسي بين فريقي المعارضة والممانعة، خاصة في ملف الاستحقاق الرئاسي، بانتظار زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في هذا الشهر الحالي ليطرح المبادرة الفرنسية الجديدة من خلال اجوبة معظم الكتل النيابية التي تلقتها السفارة الفرنسية والتي بدورها سلمتها الى لودريان. علما ان المعارضة المسيحية وحلفاءها من كتلة التجدد ونواب تغييريين امتنعوا عن الرد على اسئلة لودريان، واصفين اياها بانها خرق لسيادة لبنان. ولكن في الوقت ذاته سيجتمع لودريان مع هؤلاء، بغض النظر من موقفهم، بهدف البحث في الاستحقاق الرئاسي. اما الامر الثابت في المشهد السياسي، فهو ان هذه المعارضة لن تقبل الحوار مع حزب الله، اي مع الثنائي الشيعي الوطني. وكشفت مصادر موثوق بها للديار ان زيارة لودريان هذه المرة ستحمل مفاجأة، الا ان هذا الامر يتوقف على ما تريده الاحزاب المعارضة . كما سيتوجه لودريان عند وصوله الى بيروت باسئلة للمعارضة عن مرشحها الحقيقي، وعن مدى استعدادها لترشيحها قائد الجيش جوزاف عون.

 

وفي السياق ذاته، لفتت مصادر رفيعة المستوى للديار الى ان لودريان سيأتي هذه المرة متبنيا مقاربة اللجنة الخماسية للاستحقاق الرئاسي، حيث ان فرنسا اعادت النظر ببيان اللجنة، وبالتالي عدلت موقفها السياسي. وتابعت هذه المصادر ان لودريان سيكون صريحا مع كل الاطراف، وسيرافق ذلك انفتاح الدول الخمس على مواقف الكتل الللبنانية.

في المقابل، قال مصدر وزاري في فريق الممانعة ان الثنائي الشيعي الوطني لن يتراجع عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهل سيسعى لودريان الى التطرق الى اسماء جديدة غير الوزير سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون؟

 

دعوة بري للحوار والمعارضة المسيحية ترفضها

في غضون ذلك، استبق رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارة لودريان بدعوة الجميع الى الحوار في ايلول الحالي خلال خطبة القاها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، حيث تكون مدة الحوار سبعة ايام تليها جلسات نيابية متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

من جهتها، اعتبرت المعارضة المسيحية وحلفاؤها ان دعوة بري للحوار ومن بعدها يجتمع المجلس النيابي ليعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس، هدفها ان يظهر الرئيس بري انه ليس من المعرقلين للاستحقاق الرئاسي، منعا لاي عقوبات قد يفرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية عليه. كما ترفض المعارضة المسيحية الحوار ما دام الثنائي متمسكا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.

بموازاة ذلك، قال مصدر نيابي مطلع للديار ان الرئيس بري ابلغ قيادة حزب الله انه رغم خلافه مع التيار الوطني الحر يؤيد كرئيس حركة امل ورئيس المجلس النيابي اي اتفاق يصل اليه الحزب مع الوطني الحر، سواء على اللامركزية الادارية الموسعة ام اي بند اخر يتم البحث فيه، شرط ان يظل الثنائي يعمل على ايصال فرنجية الى قصر بعبدا.

اما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فقد شدد في حواره مع حزب الله، انه يرفض رفضا قاطعا ان يصبح قائد الجيش رئيسا للجمهورية في حين لا يزال يمتنع عن دعم فرنجية، انما ليس بالحدة نفسها في عدم قبول القائد جوزاف عون. وعليه، طرح باسيل على حزب الله ان يتم التواصل والتفاوض للوصول الى اسم ثالث لرئاسة الجمهورية لا يشكل استفزازا للثنائي الشيعي ولا للتيار الوطني الحر، لكن على ارض الواقع الثنائي ليس في هذا الصدد.

 

111 قاضيا اعلنوا توقفهم عن العمل

اما في المجال الاقتصادي والمالي والمعيشي، فلا يبدو ان الدولة تريد معالجة الازمة والانهيار الحاصل، حيث ان كل يوم يمر دون حل يزداد الوضع سوءا . وعليه، اعلن 111 قاضيا توقفهم عن العمل بسبب عدم تغطية الدولة الاستشفاء والطبابة والتعليم الخاص بهم وبعائلاتهم، وفي ظل انعدام ظروف العمل اللائقة بالكرامة البشرية في قصور العدل

وتعقيبا على قرار اكثر من مئة قاض بوقف العمل، اعتبرت اوساط سياسية ان هذا القرار له تداعيات سلبية جدا، كما سيزيد الشلل المؤسساتي في البلد.

 

زيارة هوكشتاين لتثيبت التهدئة وتشجيع لبنان على التنقيب دون اي توتر

وحول زيارة احد كبار مستشاري الرئيس جو بايدن في شؤون الطاقة اموس هوكشتاين، قالت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي ان اموس هوكشتاين ليس مستشارا للشؤون الامنية، وعليه، كان هدف زيارته الى لبنان تثبيت موقف واشنطن الداعي الى التهدئة، وحصول لبنان على نفطه دون اي توتر. وتابعت ان موقفه كان مشجعا للدولة اللبنانية على المضي قدما في التنقيب في بلوك 9، والتحضير للتنقيب لاحقا في بلوك 8.

 

قرار تمديد قوات اليونيفيل واستبعاد الجيش هو خرق فاضح لسيادة لبنان

وعلى صعيد قرار مجلس الامن بالتمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان دون التنسيق مع الجيش اللبناني، فقد جعل من قرار التمديد دون جدوى لان الاهالي في الجنوب هم بيئة حاضنة للمقاومة، وحتما سيواجهون قوات اليونيفيل عند دخول هذه القوات الى مناطقهم، وخير دليل على ذلك ان احداث سابقة حصلت في هذا السياق. اضف الى ذلك، داست الامم المتحدة على سيادة لبنان باستبعاد الجيش في الجنوب ومنعه من القيام بدوره الوطني الهادف الى تأمين الاستقرار والامن.

 

لا حرب في المستقبل القريب بين حزب الله و«اسرائيل»

على صعيد اخر، يزداد الكلام على احتمال نشوب حرب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي. وهنا وفي هذا السياق ، قال مصدر امني رفيع المستوى للديار ان «اسرائيل» لا تشن حربا ضد حزب الله دون حصولها على ضوء اخضر اميركي. واليوم الولايات المتحدة الاميركية لا تضع الشرق الاوسط اولوية عندها، حيث ان اهدافها الاستراتيجية تكمن اليوم في الحرب الاوكرانية وردع روسيا، الى جانب مواجهتها للصين وعلاقتها المتوترة مع بكين.

الى جانب ما ذكرناه، اصطدمت حكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو بقيادة الجيش الاسرائيلي الذي لا تريد حربا مع حزب الله، ولا ترى ان هناك اي داع لقتال الحزب حاليا لاسباب عديدة ابرزها ان حزب الله بات يملك صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول الى مناطق عديدة في فلسطين المحتلة وتكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة، فضلا عن ان جيش العدو الاسرائيلي لا يستبعد ان تشتعل الحرب في الضفة الغربية وفي غزة اذا اندلعت حرب بينه وبين المقاومة.

من جهتها، تقول اوساط مقربة من المقاومة للديار ان هناك اشارات توتر عالية في الجنوب، ولكنها ليست اشارات او وقائع تدفع الحزب الى شن حرب على الكيان الصهيوني، انما في الوقت ذاته، هذا الامر لا يعني ان الحزب غير جاهز لقتال «اسرائيل».

 

القوات اللبنانية: لن نقبل تكريس اعراف جديدة في انتخاب رئيس للجمهورية

من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار انها متمسكة بالدستور وباجراء انتخابات رئاسية من خلال اجراء جلسات نيابية متتالية وليس عبر الحوار. وتساءلت اذا كان للرئيس نبيه بري نية في تكريس اعراف جديدة في الانتخابات الرئاسية، فليدعُ الى تعديل الدستور ويصبح الحوار مدخلا الى انتخاب رئيس للجمهورية، وعندئذ تصبح وظيفة مجلس النواب اقرار ما تقرره طاولة الحوار. ولكن ما دام الدستور واضحا حول كيفية انتخاب رئيس، فالقوات اللبنانية لن تقبل اعرافا جديدة.

ورأت المصادر القواتية انه كان يفترض بالرئيس نبيه بري كرئيس للبرلمان، ان يلتزم بالمهلة الدستورية وان يدعو الى جلسات انتخابية ضمن المهلة لانتخاب رئيس بدلا من حصول شغور رئاسي وابقاء لبنان دون رأس.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى