آخر الأخبارأخبار دولية

مقطع فيديو يظهر رجال شرطة يواجهون “مجرما” يثير انتقادات واسعة


التقط مقطع فيديو يظهر مواجهة مسلحة بين رجل قدم على أنه “مجرم” وقوات الأمن في أصفهان بإيران في 18 آب/أغسطس الجاري. وقتل الرجل في المواجهة إضافة إلى شرطيين. وبعد نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار المقطع المصور انتقادات جزء من الإيرانيين الذين اعتبروا أنه يدل على “عجز” قوات الأمن على محاربة الجريمة فيما تواصل السلطات ملاحقة المتظاهرين والنساء اللاتي لا يرتدين الحجاب منذ نحو عام.

نشرت في: 30/08/2023 – 17:36

4 دقائق

التقط المقطع المصور في مدينة أصفهان في إيران يوم 18 آب/أغسطس الجاري وصدر عن كاميرا مراقبة. وأوضحت الشرطة المحلية بخصوصه: “تم إرسال رجالنا إلى المنطقة بعد إطلاق نار علمت به الشرطة قتل خلاله رجل، وقد عثرت قواتنا على المجرم ولكن أطلق النار على اثنين من رجالنا مع الأسف”.

في المقطع المصور، الذي يصل طوله إلى نحو دقيقتين، نرى رجلا واقفا إلى جانب سيارة، وهو الذي قدم على أنه “مجرم” وثمة رجلا شرطة يصلان على متن دراجة نارية. ويبدو أن الرجل الأول قد أطلق النار على رجلي الشرطة ما أدى لسقوط أحدهما على الأرض. وكان الشرطي الذي يركب في المقعد الخلفي للدراجة يحمل على ما يبدو بندقية كلاشنيكوف من طراز أي كي 47 AK47 وهو سلاح مستخدم من قبل الشرطة الإيرانية. ووصل رجال مسلحون آخرون فيما بعد في تعزيزات لمساعدة رجلي الشرطة. وقد أصيب الرجل الذي اتهم بأنه “مجرم” بجروح. وقد توفي على عين المكان وهو نفس مصير الشرطي الذي أصيب في البداية. فيما توفي شرطي آخر فيما متأثرا بجراحه.

نشرت وسائل الإعلام المحافظة المقربة من النظام مقطع فيديو مع موسيقى دينية متحدثين عن “شجاعة” رجال الشرطة المقتولين.

على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبر عدد كبير من الإيرانيين -بينهم مدونون متخصصون في المسائل العسكرية- أن هذا المقطع المصور يكشف عن نقص في التدريب لدى الشرطة لمحاربة المجرمين والتي يبدو أنها مؤهلة فقط لملاحقة النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإلزامي في الشوارع.


“Images incroyables. (…) Cela montre que la police iranienne est forte uniquement face à des citoyens innocents, qu’elle n’est pas formée pour son travail, et qu’elle investit de l’argent et du temps uniquement pour des tâches n’ayant rien à voir”, indique la légende de ce compte Twitter en persan, basé à l’étranger.


“هذه الصور هي عبارة عن مشهد من الوضع المأساوي لتدريب رجال الشرطة وذلك عندما تكون منشغلة بمسائل لا تمثل جزءا من عملها” يقول هذا المدون الإيراني المتخصص في المسائل العسكرية.


“أي شخص يعلم أنه لا يجب الاقتراب من رجل مسلح دون أن يكون لديك سلاح في يدك. هيكلة جهاز الشرطة سيئة ولا يمكن إصلاحها ويجب أن يتم تفكيكها وتشكيل الجهاز من جديد. الشيء الوحيد الذي تقوم به هذه الشرطة هي مضايقة الناس الأبرياء في الشوارع بسبب ملابسهم وإطلاق النار على الناس الأبرياء الذي سئموا الوضع في البلاد”. هذا ما كتبه هذا المدون الإيراني المتخصص في المسائل العسكرية.

منذ تشكيل جهاز شرطة الأخلاق -وهي الشرطة الدينية في إيران- أصبح تطبيق الشريعة الإسلامية أحد أهم مهامها. ويستهدف هذا الجهاز بالخصوص النساء.

“عمل جهاز الشرطة في إيران محمي من النظام وليس من الناس”

سونيا (اسم مستعار) تعيش في أصفهان. وقد تعرضت للإيقاف في السابق بسبب عدم احترامها لقانون الحجاب الإسلامي. وتروي قائلة:

إنها موجودة لحماية رجال الملالي [فريق التحرير: السلطات الدينية] والسلطة ولإطالة أمد الوضع الحالي. يقوم جهاز الشرطة إذا بقمع عنيف لكل من ينتقد النظام حتى لو بطريقة سلمية. إنها قادرة فقط على ضرب أو اعتقال الناس الأبرياء والغالبية العظمى منهم من النساء اللاتي لا يتبعن مبادئ الشريعة الإسلامية، وتنفيذ مجازر بحق المتظاهرين.

لهذا السبب، يموت رجال الشرطة بطريقة سخيفة إلى هذا الحد عندما يكونون في مواجهة مجرمين حقيقيين. إنهم لم يتدربوا ليقوموا بهذه المهمة، إنهم ليسوا مدربين بشكل جيد ويعانون من نقص في العتاد لمواجهة المجرمين. إنهم فقط قادرون على مواجهة أناس سلميين وأبرياء باستخدام أسلحتهم من طراز كلاشنيكوف وبنادقهم.

خلال الأعوام القليلة الماضية، لم تتوقف معدلات الجريمة عن الارتفاع ولكن رجال الشرطة يجوبون الشوارع والمراكز التجارية لمضايقة النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإجباري أو الشباب الذي يلهو. في الوقت الحاضر، لدينا مجرمون على الطرقات وبين المدن وداخلها. لا أحد يتجرأ على السير في الشوارع وهاتفه الجوال في يده. أصبحت الاعتداءات في الشوارع وسرقة السيارات أمرا رائجا على نطاق واسع.

في شهر حزيران/يونيو 2022، أعلنت السلطات الإيرانية من جهتها أن العدد الإجمالي لعمليات السرقة بكافة أنواعها تضاعفت سبع مرات منذ سنة 2009 لتصل إلى 1.4 مليون سرقة في العام.

ودائما ما توجه أصابع الاتهام إلى شرطة الأخلاق في إيران بسبب أساليبها العنيفة من إطلاق نار وتعذيب وضربات واغتيالات بحق المواطنين. وكانت الشابة مهسا أمينا ذات الاثنين والعشرين ربيعها التي توفيت في أيلول/سبتمبر 2022 لدى احتجازها من قبل شرطة الأخلاق قد تحولت إلى رمز لمقاومة هذا العنف.

وقد أدت وفاتها إلى اندلاع مظاهرات حاشدة ضد نظام الجمهورية الإسلامية تحت شعار “مرأة، حياة، حرية”. وحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، أدى قمع هذه الحركة الاحتجاجية إلى مقتل أكثر من 500 شخص.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى