آخر الأخبارأخبار محلية

عودة: ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

 

في عظته، قال عودة: “رأينا أن من شاركوا في الحفل غادروا المكان تاركين قاذوراتهم أرضا، لينظفها آخرون. هذا الأمر يعكس حياة مليئة بالضياع واللامسؤولية، حياة عبثية قائمة على فرح وقتي وسعادة أنانية لا تأبه لتعب الآخرين. هكذا تكون حياة المسيحي الذي يحفظ بعض الآيات، ويأتي إلى الكنيسة عند الحاجة، أي عندما يمرض أو قبل الإمتحانات أو قبل عملية جراحية.. ينسى هذا النوع من المسيحيين أن السعادة الحقيقية هي في أحضان الرب، وأن كل الأشياء الأخرى زائلة. حتى البشر سيزولون عاجلا أم آجلا. قد يقول شباب اليوم إنهم يتعبون ويكدون لكي يجنوا المال بغية إسعاد أنفسهم، لأن الحياة قصيرة ويجب أن يعيشوها بملئها. هل من فرح يسمو على فرح القيامة وخلاصنا من خطايانا؟ ألم يجذب المسيح العشارين والخطأة والفريسيين وكل شرائح المجتمع قديما؟ ماذا نحتاج أكثر من المسيح عنصرا جاذبا إلى الكنيسة؟”

 

وتابع: “لا تدعوا أحدا يشدكم إلى القعر بعد أن رفعكم المسيح وجعلكم أبناء لله وألهكم. لا تعيروا آذانكم لمن يشوهون صورة الكنيسة. ولا تنسوا مثل الغني الغبي الذي بنى الأهراء ووسعها ليجمع فيها محاصيله، ثم قال لنفسه: «يا نفس، لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكلي واشربي وافرحي» (لو 12: 19)، وفي النهاية أسلم روحه في الليلة ذاتها”.

 

 

واضاف عودة: “هنا نسأل من ملأوا خزناتهم من خيرات البلد وأموال الشعب، ألا يخشون حكم ربهم؟ ألا يخافون من عاقبة ما جنت أيديهم؟ أليس عليهم أن يتوبوا وأن يتنحوا تاركين المجال لمن يستطيع عملا أفضل؟ لبنان غني بالطاقات البشرية التي، للأسف، لا تجد فرصة لخدمة وطنها. فهل يكون بلدنا بحاجة إلى يد أجنبية لإنقاذه؟ ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور، يكون قائدا وقدوة؟ وهل يحتمل البلد الإستمرار في الحالة الحاضرة طويلا؟ وهل اعتاد الجميع على عدم وجود رئيس؟ أسئلة أطرحها على من بيدهم القرار علهم يصغون، وعلهم يدركون أن انتخاب رئيس هو الخطوة الأولى الضرورية في مسيرة إنقاذ البلد وتسيير إداراته”.

 

وقال: “يكررون الحديث عن الحوار. الحوار أمر محمود ومبارك، لكن في ما خص انتخاب الرئيس هل يتوافق الحوار مع بنود الدستور؟ هل نص الدستور على حوار يسبق انتخاب الرئيس، أم أن على مجلس النواب أن يلتئم في دورات متتالية لانتخاب رئيس، كما قلنا وكررنا منذ بداية شغور كرسي الرئاسة؟ نحن في بلد ديموقراطي لكنه لم يصل بعد إلى الممارسة الديمقراطية الصحيحة، ولم يع المسؤولون فيه أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، من احترام الدستور وتطبيقه. في ظل السواد المخيم على بلدنا بدأت أعمال التنقيب عن الغاز في بحرنا. أملنا أن يشكل هذا الأمر بصيص أمل، وأن ينعم الله على لبنان بثروة تديرها أيد أمينة تحسن استثمارها، فتكون خميرة صالحة لأجيال الغد، ولا تمسها أيد ملوثة أساءت استخدام السلطة وإدارة البلد، واستنزفت طاقاته لغايات شخصية”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى