صحة

في بريطانيا… أول عملية زرع رحم ناجحة

نجحت أول عملية زرع رحم في المملكة المتحدة في مستشفى تشرشل في أكسفورد لتعلن عن “فجر جديد” في الطب التناسلي، لكنها مع ذلك أثارت تساؤلات أخلاقية.

وينقل موقع “ذي كونفرسيشن” أن أول عملية زرع رحم في بريطانيا تميزت بلحظات عاطفية ومؤثرة، وذلك بعد إقدام سيدة، تبلغ من العمر 40 عاما، على التبرع برحمها لشقيقتها، في إجراء جراحي استمر لأكثر من تسع ساعات.

ويقول الموقع إنه رغم أن يمكن للإجراء الطبي أن يغير حياة بعض النساء، إلا أن هناك اعتبارات أخلاقية يجب أخذها في الاعتبار.

ومن بين هذه الاعتبارات أن عملية زرع الرحم تنطوي على جراحة خطيرة وتتطلب وقتا طويلا للتعافي.

ومن بين الاعتبارات، بحسب التقرير، هناك أدلة على أن النساء اللائي يخضعن لاستئصال الرحم، حتى عندما لا يؤدي ذلك إلى انقطاع الطمث، يمكن أن يعانين من الاكتئاب نتيجة لذلك.

وبطبيعة الحال، يقول التقرير، يمكن أن تساعد المشورة في تحذير المانحات المُحتملات من هذه المخاطر وضمان موافقتهن، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن موافقتهن لا يمكنها حمايتهن من المخاطر، وأن الموافقة وحدها لا تكفي لجعل الإجراء أخلاقيا.

وزرع الرحم هو إجراء معقد يقوم فيه فريق من الجراحين بإزالة الرحم من المتبرعة ويقوم فريق ثان بزرعه في المتلقية. وكلتا المرحلتين من الإجراء تعتبر عمليات خطيرة تستمر عدة ساعات، وتبقى المريضة في المستشفى لعدة أيام بعد ذلك.

وتخضع المتبرعة والمتلقية لاستشارات مكثفة قبل عملية الزرع لضمان الملاءمة النفسية، ويجب على المتلقية تناول الأدوية التي تثبّط جهاز المناعة بعد ذلك لمنع جسمها من رفض العضو الجديد.

ومنذ أول عملية زرع رحم ناجحة، في عام 2012، تم إجراء حوالي 100 عملية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ولادة حوالي 50 طفلا. وقد نجحت الفرق في السويد والولايات المتحدة بشكل خاص في ريادة هذه التقنية.

ومن المقرر إجراء عملية زرع رحم ثانية في المملكة المتحدة لامرأة أخرى هذا الخريف، مع تواجد المزيد من المريضات في مراحل الإعداد.

واكتشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة غوتنبرغ، أن عمليات زرع الرحم هي طريقة آمنة وناجحة للنساء اللواتي ليس لديهن رحم فعال يصلح للحمل والإنجاب.

أسئلة أخلاقية
يقول الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن عملية زرع الرحم هي نجاح طبي هائل ويشكل أملا للعديد من النساء في العالم، ولكن “كأي تقدم علمي طبي يطرح تحديات أخلاقية”.

ويشير حمضي في حديث لموقع “الحرة” إلى أن “التبرع بالأعضاء يكون لإنقاذ الأرواح، لكن هذا لا ينطبق على زارعة الرحم، ما يدفع إلى التساؤل: هل دوافع الزرع في هذه الحالة مبررة رغم المخاطر الصحية المحتملة؟”.

وذكر الخبير أن العملية ستتطور مستقبلا وستطرح أسئلة أخلاقية مثل: هل يستفيد منها العابرون جنسيا؟

ويتابع “غالبا ما تكون المتبرعة على قيد الحياة أو تكون متوفية دماغيا، ولكن الأبناء الذين سيولدون عبر هذه الطريقة عندما يدركون أنهم جاؤوا للحياة عبر رحم جدتهم أو خالتهم أو امرأة متوفية، ما يطرح أسئلة أخلاقية عن تنشئتهم الاجتماعية”.

ويضيف الخبير أن العملية جراحة معقدة وفيها مخاطر للمتبرعة خلال العملية أو بعدها، “صحيح أن هذه المخاطر ستنقص”، لأنه سيتم تطوير الأبحاث بشأنها، لكن “المرأة التي ستستقبل الرحم عليها أخذ أدوية تُنقِص المناعة كي لا يرفض جسمها الرحم المزروع، وهذه الأدوية يمكن أن تعرضها لمشاكل وبعض الأمراض وبعض التعفنات التي يمكن أن تكون قاتلة”.

ويقول حمضي إن “الزرع مؤقت، لأنه تقريبا بعد خمس سنوات يتم استئصاله لكي يتم وقف الأدوية التي تُنقِص المناعة”.

ويشير المعهد الوطني الأميركي إلى أن زرع الرحم يتطلب إعادة النظر في الأسئلة الأساسية حول القيمة الأخلاقية والاجتماعية للحمل. وإذا تم توسيعه في النهاية ليشمل النساء العابرات جنسيا أو حتى الرجال، فقد يتطلب إعادة تصور ما يعنيه أن تكون “أبا” أو “أما” ، وتعريف هذه المصطلحات في القانون.

ويشير المعهد أيضا إلى مخاطر أخرى مثل المضاعفات الناشئة عن العلاج المُثبِط للمناعة والمشاكل النفسية الناتجة عن جراحة الزرع، مضيفا أن هناك إجماعا على أنه لا ينبغي تقديم عمليات زرع الرحم كجزء من الممارسة السريرية الروتينية حتى يتم إثبات السلامة والفعالية، وفهم المخاطر بشكل كامل.

ويأمل الباحثون أن تفتح الخطوة الباب أمام إمكانية معالجة عدد كبير من الشابات اللواتي يعانين حول العالم من العقم المرتبط بالرحم.(الحرة) 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى