ماذا بعد أيلول؟
كما انه لا يختلف اثنان في لبنان على ان الواقع الأمنيّ دخل في مرحلة “صوص ونقطة”، اي انه وفي اي لحظة يمكن ان تندلع شرارة غير حميدة في اي منطقة، مخيم، مدينة او حتى شارع، والدلالات على ذلك كثيرة، تبدأ من صرخة الدول والتحذيرات التي وجهتها الى رعاياها، ولا تنتهي عند كوع الكحالة الذي وعلى ما يبدو ستكون لحادثته مجموعة فصول متتالية.
كما انه ايضاَ لا يختلف اثنان في لبنان، على ان التعطيل هو سيد الموقف في كل القطاع العام، كما مختلف المؤسسات الدستورية التي لا تعمل منها سوى الحكومة ، التي أعلن رئيسها نجيب ميقاتي قبل أيام قليلة ان الوضع العام صعب ودقيق، داعياً الى تحريك عجلة التشريع وكل ما يمكن ان يخفف من وطأة الأزمة المستمرة منذ اكثر من 3 سنوات.
وفي اطار العمل والحركة، مرة جديدة، لا يختلف اثنان، على ان المبادرة الفرنسية التي يقودها الموفد الفرنسيّ الرئاسيّ جان ايف لودريان والتي باتت بنودها معلومة من قبل معارضيها قبل مؤيديها، هي النشاط الوحيد الذي يعمل على تحريك مياه لبنان الراكدة، وقد تكون الحركة المنتظرة خلال شهر أيلول المقبل، هي المحاولة المباشرة الأخيرة للاهتمام بلبنان بصورة صريحة وعلنية.
في هذا الاطار، أكد مصدر مطلع لـ”لبنان 24″ انه ” من غير المنطقي التعاطي مع مهلة أيلول التي حددتها المبادرة الفرنسية ومن خلفها مجموعة الدول الـ 5 بنوع من الخفة او اللامسؤولية، اذ انه ولاسيما بعد الرسالة التي وٌجهت الى النواب من قبل لودريان والطلب منهم بالرد عليها خطياَ، بات واضحاً ان فرنسا تسعى جاهدة لحسم مصير الملف الرئاسيّ، كما سيكون لها موقف واضح حول مجرياته وعراقيله المختلفة”.
وأضاف ” بعد الرسالة الفرنسية، علت بعض الأصوات التي اعتبرتها تدخلاً بالشؤون اللبنانية وخرقاً للسيادة، وهذا ما يطرح علامات استفهام كثيرة عند الفرنسيين الذين يستغربون كيف يمكن ان تصدر هكذا ملاحاظات عن نواب لم يتمكنوا من التوافق على انتخاب رئيس على الرغم من الشغور الطويل، والاستغراب الفرنسي الاكثر حدة متمثل بالسؤال التالي: كيف يمكن لكتل نيابية أرسلت نواباً من صفوفها لطرح الازمة اللبنانية في اوروبا وأميركا وغيرهما ان تعتبر محاولة فرنسا مساعدة لبنان ضرباً لسيادته وتدخلاً في شؤونه؟”
واكد المصدر انه “مع نهاية شهر أيلول سيكون لبنان امام سيناريوهين لا ثالث لهما:
الاول متمثل في نجاح المبادرة الفرنسية والتوّصل الى انتخاب رئيس للجمهورية واطلاق عجلة الاصلاحات الممكنة بشكل متتالي، أما الثاني فهو متمثل في فشل المبادرة ودخول البلاد في مرحلة جديدة من الضبابية غير واضحة المعالم”.
وختم المصدر معتبراً انه “وحتى الساعة لا يمكن ترجيح اي سيناريو على آخر، لاسيما ان التجارب اللبنانية أثبتت بعض المرات ان الصوت الخارجي قد ينتصر، فيما اثبتت مرات عديدة ان صوت الأنانية الداخليّ يمكنه ان ينتصر ايضاً”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook