آخر الأخبارأخبار محلية

سقوط لودريان وفرنسا في امتحان الأسئلة: العودة إلى المهنة الأولى


تهوى فرنسا مراكمة الأخطاء. ها هو تعثر آخر يضاف الى سجلها في لبنان. رسالة إملاء وامتحان بعث بها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى نواب الأمة اللبنانية.
ففي خضم عطلة الصيف، تسلم النواب “فروضهم الصيفية” وعليهم تقديمها في تاريخ محدد أمام اللجنة الفاحصة. سخرية بعض الديبلوماسيين من لودريان ومن خلفه رئيسه تفوق الوصف، وفق قول أحدهم. اذ ليست هذه الطريقة التي يتعامل بها ديبلوماسي عريق تربع على رأس الديبلوماسية الفرنسية مع نواب.

 

ويقول أحد الديبلوماسيين، الذي يعرف لودريان جيداً، لقد عاد الى مهنته الاولى التي كان فيها استاذ جامعة يكتب الامتحانات لطلابه. “فهو يعتقد أنه يتوجه الى طلابه لا الى نواب منتخبين في بلد لا يخضع للوصاية الفرنسية. لودريان ينادي بسيادة لبنان، وفي الوقت عينه يحتقرها عبر هذه الرسالة-الامتحان مع ما تتضمنه من أسئلة.
فأي بلد يرتضي لنفسه أن يذل ويعامل بهذه الطريقة؟ صحيح ان لبنان في حاجة الى مساعدة لكنه بالطبع لن يقبل الفرض والإملاء والإنشاء، شكلاً ومضموناً”. ويذكّر الديبلوماسي بأن الفرنسيين على اطلاع بأشكال النواب وألوانهم وأطيافهم ومضمونهم، وبالمواصفات الرئاسية والنظريات والبرامج الانتخابية، فجاءت مبادرة لودريان خالية شكلاً ومضموناً، وهو الذي سقط في الامتحان، ما يعني سقوطاً اضافياً لفرنسا.

 

من هنا، يتساءل المصدر عن هدف الرسالة وعن قدرة فرنسا على ليّ ذراع “حزب الله” وجعله يتراجع عن خيار سليمان فرنجية رغم معارضة معظم الشارع المسيحي لهذا الترشيح، وهو الذي يعزز تواجده وسيطرته على مفاصل الدولة.

 

توازياً، تصف مصادر معارضة رسالة لودريان بأنها دليل إفلاس وفشل وسيتم التعامل معها بلامبالاة وحتى برفضها، مما يشكل تعثرا إضافي لفرنسا، فهل هي في حاجة الى هكذا نكسات بعد؟ وتقول المصادر المعارضة “يا ليت لودريان يركّز على ما يحدث في افريقيا وينسانا، وهو الذي أشرف على انتشار القوات الفرنسية في القارة السمراء منذ 10 سنين عندما كان وزيراً للدفاع، وها هي النتيجة التي حصدتها سياسة فرنسا في افريقيا من انقلابات واحتجاجات على الوجود العسكري الفرنسي”.

 

رئيس الجمهورية لا ينتخب عبر أسئلة وردت في رسالة. مع ذلك فإن نواب المعارضة وحدهم يمنعون وصول رئيس لا يريدونه، و”حزب الله” بمفرده من دون غطاء حلفائه جميعهم لا يستطيع إيصال مرشحه، اذاً ربما وجب الارتكاز إلى مواقف الكتل الوسطية التي تقف ما بين الجبهتين. وهذا الدور لطالما لعبه وليد جنبلاط، ومن الممكن ان يضاف اليه اليوم دور جبران باسيل، علماً انه معروف “بشطحاته وتقلباته”، وفق مصادر متابعة. فهل يعود لودريان في أيلول حاملاً أي جديد؟ أم ان مركزه الجديد سيكون شغله الشاغل، وترتيب أوضاع لبنان في المرتبة الثانية؟

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى