آخر الأخبارأخبار محلية

قطعة أمل من صلب الأزمة… هذا ما فعلته لبنانيتان في أرمينيا

بعدما ضاقت الأحوال بهما، قررت  كيكي سعادة وصديقتها ناتالي خليفة نقل قطعة صغيرة من وطنهما لبنان إلى بلدة في شمال أرمينيا.

فقدت الصبيتان وظيفتيهما في مجال الضيافة عام 2020 نتيجة تفاقم الأزمة المالية بالإضافة إلى انتشار جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، وعلى الرغم من حبّهما العميق للبنان، إلا أنهما قررتا إجراء تغيير جذري عام 2021، فكانت وجهتهما أرمينيا، البلد اللتين لا تعرفان عنه شيئاً.

وبعد انتقال كيكي وناتالي إلى يريفان، لم تتمكنا من العثور على وظائف في مجال الضيافة. وجدت كيكي عملاً في تدريس اللغة الإنكليزية، وناتالي وظيفة في سوبر ماركت ، لكن كيكي أقرّت بالحقيقة: “لم نكن سعداء في يريفان”.

في صباح يوم 14 آب 2022 ، حثّت كيكي صديقتها ناتالي على إلغاء مهامها المخطط لها في سوق سورمالو في العاصمة يريفان بسبب شعور باطني ولد لديها، لتكتشفا بعد وصولهما إلى مدينة فانادزور أن السوق انفجر بعد مغادرتهما مباشرة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين بسبب الألعاب النارية المخزنة بشكل غير صحيح في أحد مستودعات السوق.

وبعد عام، انتهى الأمر بهما بإيجاد منزل وهدف في مدينة فانادزور الأرمينية الشمالية، وهي مركز صناعي سابق سقط نجمه مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وما جعلهما تستقران في هذه المدينة التي لا يتحدث فيها أحد اللغة الإنكليزية.

وفي فانادزور، ولدت فكرة فتح مطعم أصبح مصدر رزقهما، على الرغم من أن كيكي لم تكن تعرف كيف تطبخ حتى فقدت وظيفتها في عام 2020. فاستغلت وقت فراغها الذي اكتسبته حديثًا لصنع الأطباق اللبنانية التقليدية مثل خبز “الصاج”. بعد فترة، بدأت ببيعها خارج مرآبها في مسقط رأسها في بلدة “بجّة” اللبنانية.

أما في تشرين الثاني من العام 2022 ، فقد حوّل كل من كيكي وناتالي روضة أطفال مهجورة إلى مطعم Sajj Terouh Setté ، الذي أشاد به عدد من الزبائن باعتباره المطعم اللبناني الأكثر أصالة في كل أنحاء أرمينيا، ويضم صوراً لمشاهير ومعالم لبنانية شهيرة، ولافتة خشبية مطلية باللون الأحمر تقول: “يلا حبيبي، فلنتناول الطعام اللبناني”.

يمثل الاسم مهمتهما المتمثلة في إحضار القليل من لبنان إلى أرمينيا: الصاج هو اسم الفرن الذي يخبزون فيه خبز الصاج، و”تروح” هو اسم الممتلكات التي تملكها جدة كيكي في لبنان، و “Setté ” تعني الجدة.

وفي الختام، وصفت كيكي  هذه التجربة بالتالي: “هنا، صنعت لبنان الصغير الخاص بي”، لبنان الذي أحبه وأريد أن أتذكره باستمرار ، والذي أريد أن يكتشفه الاخرون”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى