الشرطة تحمي منطقة مسيحية هاجمها مسلمون غاضبون بسبب ادعاءات بـ”التجديف”
نشرت الشرطة الباكستانية المئات من قواتها لحماية منطقة تقطنها أغلبية مسيحية في وسط البلاد. وذلك بعد قيام المئات من المسلمين الغاضبين بإضرام النيران في كنائس وتخريب بيوت لمسيحيين إثر مزاعم بقيامهم بالتجديف. وأجبر هذا البعض منهم على الفرار من بيوتهم . وذكر مصدر أمني أن أربع كنائس على الأقل أحرقت وخربت وسبعة منازل على الأقل تعود لمسيحيين. وعبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار عن “الاستياء الشديد” لما يحدث وتعهد بملاحقة الأطراف التي تستهدف الأقليات.
نشرت في: 17/08/2023 – 14:17
4 دقائق
فرضت الشرطة الباكستانية الخميس إجراءات لحراسة وحماية منطقة يشكل المسيحيون غالبية سكانها في وسط باكستان، غداة إضرام مئات المسلمين النيران في كنائس وتخريبهم منازل بعد اتهامات لمسيحيين بالتجديف.
وأعلن الناطق باسم حكومة ولاية البنجاب مساء الأربعاء اعتقال أكثر من مئة شخص، في حين تحاول الشرطة إلى توقيف الأشخاص المتهمين بتدنيس القرآن.
وأوضح في بيان بأنه “تمّ تدنيس القرآن وجُرحت مشاعر المسلمين. صدر أمر لتوقيف المتهمين”.
كما عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار على منصة “إكس” (تويتر سابقا) عن “الاستياء الشديد” بسبب الوضع الراهن. وتعهد باتخاذ “إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يستهدفون الأقليات”.
واندلعت أعمال العنف عندما اقتحمت حشود منطقة جارانوالا في ضواحي مدينة فيصل أباد الصناعية بعد انتشار اتهامات لمسيحيين بتدنيس القرآن. واضطرت عائلات إلى الفرار من منازلها إثر ذلك.
وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي حشودا مسلحة بعصي وحجارة تقتحم الشوارع بينما تصاعد الدخان من كنائس. وفي تسجيل آخر، هتفت الحشود وطالبت بمعاقبة المتهمين بالتجديف بينما تم إنزال صليب من على إحدى الكنائس.
كما تم تخريب جدران مقبرة مسيحية ومكتب للحكومة المحلية، بحسب الشرطة. وقال المسؤول الحكومي في المنطقة أحد نور إن “الحشود ألحقت أضرارا هائلة بالمنطقة بما في ذلك بمنازل لمسيحيين وبالعديد من الكنائس”.
واستخدم زعماء محليون مكبرات الصوت في المساجد لحض أتباعهم على التظاهر، بناء على تسجيلات مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُسمع في أحد هذه التسجيلات رجل دين وهو يقول “لقد دنس المسيحيون القرآن الكريم. على جميع المشايخ والمسلمين الوقوف صفا واحدا والتجمع أمام المسجد. الموت خير لكم من أن تقفوا متفرجين”.
وفرّ المسيحي ياسر باتي (31 عاما) من منزله الكائن في شارع ضيق قرب إحدى الكنائس التي خربتها الحشود. وأوضح في اتصال هاتفي “كسروا النوافذ والأبواب وأخذوا ثلاجات وكنبات وكراس ولوازم منزلية أخرى لتكديسها أمام الكنيسة التي أحرقت. كما أحرقوا ودنسوا نسخا من الإنجيل، تصرفوا بقسوة”.
“نطالب بالعدالة”
يعد التجديف مسألة حساسة في باكستان ذات الغالبية المسلمة، حيث يمكن لأي شخص يعتبر أنه أهان الإسلام أو شخصيات إسلامية أن يواجه عقوبة الإعدام.
وقال القس الباكستاني آزاد مارشال في مدينة لاهور المجاورة إن المسيحيين يشعرون بـ”ألم عميق وضيق” إزاء الأحداث.
وتابع في منشور على منصة إكس “نطالب بالعدالة وبتحرك أجهزة إنفاذ القانون والمسؤولين عن إقامة العدل وضمان سلامة جميع المواطنين التدخل فورا وضمان أن تكون لحياتنا قيمة في أرضنا”.
ويمثل المسيحيون الذي يشكلون 2% من السكان تقريبا شريحة تعد من بين الأفقر في المجتمع الباكستاني وكثيرا ما تطالهم اتهامات ملفقة ولا أساس لها بالتجديف، يمكن استغلالها لتسوية حسابات شخصية.
وتلقى هذه القضايا عادة دعما من زعماء إسلاميين من اليمين وأحزاب سياسية في أنحاء باكستان حيث تم اغتيال سياسيين وتهديد بلدان أوروبية بالأسلحة النووية فيما قُتل طلبة إثر اتهامات بالتجديف.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان في باكستان الأربعاء “يبدو أن وتيرة ونطاق مثل هذه الهجمات المنهجية والعنيفة والتي غالبا لا تُمكِن السيطرة عليها، قد ازدادت في السنوات القليلة الماضية”.
وأضافت “لم تفشل الدولة في حماية أقلياتها الدينية فحسب، بل سمحت أيضا لليمين المتطرف بالتغلغل والتفاقم داخل المجتمع والسياسة”.
وكانت المسيحية آسيا بيبي في قلب نزاع مرتبط بالتجديف في باكستان لتُلغى لاحقا عقوبة الإعدام الصادرة بحقها فيما سُمح لها في نهاية المطاف بمغادرة البلاد.
وأثارت قضيتها مظاهرات عنيفة واغتيالات لمسؤولين كبار، وسلطت الضوء على التطرف الديني في شرائح واسعة من المجتمع الباكستاني.
والأربعاء، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الهجمات وحضت باكستان على فتح تحقيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة تدعم حرية التعبير، مشدداً في المقابل على أن “العنف أو التهديد به ليس على الإطلاق شكلا مقبولا من أشكال التعبير”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook