آخر الأخبارأخبار محلية

هل ينتج عن حوار باسيل وحزب الله قبولٌ بفرنجية؟

يعرف رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أكثر من غيره أن أي موافقة مبدئية من قِبَل “حزب الله” على ورقته المكتوبة، التي تقدّم بها مؤخرًا، والتي تضمّنت بالتفصيل ما سبق أن طالب به عبر الاعلام حول شرطي اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، تعني في مكان ما قبوله الضمني بالسير بترشيح رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي أكد في آخر زيارة له للديمان إصراره على هذا الترشح، مع ما أعلنه “الثنائي الشيعي” عن تمسّكه بهذا الترشيح أكثر من أي يوم مضى، وبالأخص بعد حادثة الكحالة، التي أثبتت، كما تقول أوساط “الثنائي”، أن البلاد تحتاج إلى رئيس لديه الحكمة والشجاعة، اللتان يتحّلى بهما فرنجية، وهو الذي يعرف أكثر من غيره أهمية التعاطي مع الأمور الحسّاسة والدقيقة بمنطق وعقلانية وحكمة ودراية. وقد يستجد في مسيرة الأيام المقبلة ما يشبه حادثة الكحالة وغيرها من الحوادث، التي يتطّلب التعاطي معها بواقعية وبعيدًا عن المزايدات والغرائز الانفعالية. 

في المقابل هناك منطق آخر في مقاربة التطورات السياسية والميدانية، ويقول أصحابه، وهم من فريق “المعارضة”، إن أي حوار، ثنائيًا كان أم ثلاثيًا أم جماعيًا، لن تكون له مفاعيل عملية وواقعية ما لم يترافق هذا الحوار مع ما يبديه عدد لا بأس به من اللبنانيين من هواجس تتعلق في مبدئية السيادة، التي تبقى ناقصة ما لم تضع الدولة بكل أجهزتها يدها على قرار “السلم والحرب”، وما لم تكن حصرية السلاح في يد القوى العسكرية اللبنانية الشرعية. ويعتبر هؤلاء أن أي كلام آخر هو مضيعة للوقت واستمرارًا لحال الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية وفي مواقع أساسية في الدولة.   

فالنائب باسيل متأكد أنّ “الحزب” لن يتخلى عن ترشيح فرنجية، أقله في المدى المنظور، لا بل تزيده التطورات الحاصلة، محليًا واقليميًا، تصلبًّا واندفاعًا في اتجاه التشدد لا التراخي، خصوصًا أنّ حادثة الكحالة قد تدفعه إلى عدم التراجع إلى الوراء. وانطلاقًا من هذه الوقائع والمعطيات يتصرف باسيل، مع حرصه على ألا يتأثرّ حواره مع “الحزب” بالأجواء المشحونة التي خلّفتها واقعة الكحالة، والتي أحرجته، وجعلت مهمة تسويق ما يمكن التوصّل إليه من نتائج حواره مع “الحزب” صعبة بعض الشيء، خصوصًا إذا قبِل فعلًا بالسير في مشروع ترشيح فرنجية.  

وهذا التطور في موقف باسيل يعوّل عليه “حزب الله” كثيرًا عشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الشهر المقبل، وذلك من أجل إقناع الفرنسيين وغيرهم من أعضاء مجموعة الدول الخمس، بأن فرنجية لم يعد محاصرًا في بيئته المسيحية، وبأنه مرشح جدّي أمس واليوم وغدًا. 

إلاّ أن هذا المعطى الجديد لن يقنع أعضاء مجوعة الدول الخمس الذين عارضوا فرنسا في دعمها ترشيح فرنجية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وهذا ما يعرفه فرنجية قبل غيره، ومعه بالطبع “الثنائي الشيعي”، ولكنهما يراهنان على عامل الوقت، ويعتبران أنه كفيل على تبديد مخاوف البعض، خصوصًا إذا تمّ التوافق على صفقة متكاملة بين الرياض وطهران على تقاسم النفوذ الممتد من اليمن حتى بيروت، مرورًا بالعراق وسوريا. 

وبالعودة إلى الحوار القائم على قدم وساق بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” فإن “حارة حريك” لم تقطع الأمل في إقناع باسيل بالاستدارة نحو تأييده لفرنجية، اعتقادًا منها بأن هذه الاستدارة د قد تعيد خلط الأوراق الرئاسية التي ستكون حاضرة على طاولة اللقاءات التي سيعقدها لودريان في زيارته المرتقبة لبيروت ما بين 15 و17 أيلول المقبل، وعلى جدول أعمالها تحديد المواصفات التي يُفترض أن يتمتع بها رئيس الجمهورية العتيد. 

وفي المقابل، فإن “حزب الله” يعترف بأنه لا يستطيع أن يقدّم لباسيل ما لا يملكه، لأنه ليس هو المقرر الوحيد في قضايا تتعلق بإعادة تركيب النظام اللبناني، ويدرك سلفًا أن ثنائيته مع باسيل لن تنوب عن الآخرين في الاستجابة لشروطه، لأنها في حاجة إلى تفاهم وطني.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى