آخر الأخبارأخبار محلية

المعارضة ترفع سقفها.. هل تراجعت حظوظ قائد الجيش الرئاسية؟!

صحيح أنّ البلد تجاوز ما وُصِف بـ”القطوع الخطير” في حادثة “كوع الكحالة”، حين كاد يُجَرّ إلى “فتنة عمياء”، إلا أنّ تبعات هذه الحادثة لم تنتهِ فصولاً بعد، في ظلّ حديث متصاعد عن “انعكاسات سياسية” قد تتجلى على أكثر من مستوى، بدءًا من الانقسام السياسي العموديّ، والذي يبدو أن عنصر “توتير إضافي” أدخِل إليه، وصولاً إلى استحقاق رئاسة الجمهورية، الذي تشير المعطيات إلى أنّ مساره “تأثّر” بذلك الحادث “المشؤوم”.

Advertisement

 
في سياق هذه الانعكاسات، ثمّة من يقول إنّ “حزب الله” مثلاً ازداد تشبّثًا بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بل سيتمسّك به أكثر من أيّ وقت مضى، باعتبار أنّ ما حصل في الكحالة أثبت حاجته لرئيس يشكّل له “ضمانة” بأتمّ معنى الكلمة، ولا سيما في مواجهة الجو “المناوئ له” الذي عبّر عنه الشارع المسيحي، والذي قد يكون “بروفا” لمواجهة يرغب بها البعض معه من بوابة الانتخابات الرئاسية تحديدًا.
 
في المقابل، ثمّة من يعتبر أنّ التغيير الأساسيّ الذي ستولّده حادثة الكحالة، يتمثّل في موقف قوى المعارضة، التي رفعت “سقفها” إلى مستوى “الحرب المعلنة” في وجه “حزب الله”، علمًا أنّ هناك علامات استفهام تُطرَح أيضًا على مستوى موقفها من “مرشحها المضمر المفضّل”، أي قائد الجيش العماد جوزيف عون، والذي نال “نصيبه” من الانتقادات المعارضة، فهل تراجعت حظوظ الأخير فعلاً؟ وكيف ستنعكس حادثة الكحالة على الرئاسة بصورة عامة؟
 
ما بعد حادثة الكحالة
 
بمعزل عن الأسماء، يقول العارفون إنّ حادثة الكحالة تركت بالفعل “بصمتها” على التموضع الرئاسي لمختلف الأفرقاء، من “حزب الله” وحلفائه، إلى المعارضة بمختلف “فروعها”، مرورًا بـ”التيار الوطني الحر”، المتمركز في “الوسط” بشكل أو بآخر، حيث يشير هؤلاء إلى أن “ما بعد” الحادثة قد لا يكون في الواقع “كما قبلها”، باعتبار أنّ “الحسابات” أضحت مختلفة تمامًا الآن، ولو أنّ “تشخيصها” يختلف بين طرف وآخر.
 
فبالنسبة إلى “حزب الله” مثلاً، يقول العارفون، إنّه خلافًا لما يعتقده البعض، قد يصبح أكثر “تشدّدًا” بعد الحادثة منه قبلها، بل إنّ “الليونة” التي أظهرها في المرحلة الأخيرة حين أعرب عن استعداده للبحث في أسماء “وسطية” قد تنقلب “تمسّكًا مضاعفًا” بمرشحه المعلن، وهو ما يتمظهر أصلاً في خطاب الحزب في الأيام الأخيرة، الذي لم يعد “مهادِنًا ولا مَرِنًا”، بل بات أقرب إلى اعتماد مبدأ “الهجوم مقابل الهجوم”.
 
يسري الأمر نفسه على قوى المعارضة التي رفعت “سقفها” إلى أعلى مستوى، ما ذكّر كثيرين بالمرحلة التي أعقبت “14 آذار 2005″، ولا سيما مع إعلان بعضها “المواجهة المباشرة” مع “حزب الله”، بل حديثها عن مرحلة جديدة من “النضال”، بعيدة عن “العمل السياسي التقليدي”، وفق ما جاء على لسان رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل مثلاً، وهو ما دفع البعض إلى نعي “حوار أيلول” المرتقب سلفًا، باعتبار أنه أفرغ من مضمونه.
 
حظوظ قائد الجيش
 
في سياق الحديث عن “تداعيات” حادثة الكحالة، يبرز أيضًا الحديث عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي كان كثيرون يصنّفونه “مرشح المعارضة الجدّي” للرئاسة، في ظلّ اعتقاد بأنّها تنتظر “الوقت المناسب” للإعلان عن دعمه، بموجب “تسوية” تقضي بالتخلي عن المرشحين المعلنين، أي سليمان فرنجية وجهاد أزعور، بل إنّ هناك من يعتقد أنّه يحظى أساسًا بدعم “الخماسية الدولية”، عشية الحوار الذي تستعدّ لإطلاقه في أيلول.
 
لكن ثمّة من يرى أنّ الحسابات اختلفت بعد حادثة الكحالة، فالجيش لم يكن بمنأى عن “تردّدات” الحادثة، حيث أصابته “سهام” بعض المعارضة، التي خرج منها من اتهمه بالوقوف في صف “حزب الله”، بل “حماية” شاحنة الذخائر التابعة له، في وجه أهالي الكحالة، ما دفع البعض للاعتقاد أنّ قوى المعارضة لم تعد “متحمّسة له” بالفعل، ولو أنّ بعضها “حيّد” القائد، باعتبار أنّه في النهاية “حافظ على التوازنات”، وهذا يُحسَب له، لا ضدّه.
 
وفيما يقول العارفون إنّ الأهمّ بالنسبة للمعارضة، هو الاتفاق على موقف “موحّد” من قائد الجيش ومن غيره، ثمّة من يعتبر أنّ الحديث عن “تراجع” حظوظ قائد الجيش انطلاقًا من ذلك قد لا يكون في مكانه، فثمّة قوى أخرى كـ”حزب الله” و”حركة أمل” مثلاً قد تصبح أكثر “ارتياحًا” له بعد حادثة الكحالة، علمًا أنّ “العائق الأكبر” يبقى متمثّلاً في موقف “الوطني الحر”، الذي يخشى “حزب الله” أن يكون حواره معه مجرد مسعى لـ”هدر الوقت” ريثما تسقط “ورقة” عون. 
 
يرى العارفون أنّ حادثة الكحالة لا يمكن أن تبقى بلا “انعكاسات” على الاستحقاق الرئاسي، الذي لا بدّ أن يتأثر بالواقع اللبناني بالمطلق، وبكلّ ما يجري على خطّه. لكن، بالنسبة لهؤلاء، فإنّ الحادثة المذكورة ليست سوى “جزء من كلّ”، وبالتالي فإنّ “الحكم” على مسار الاستحقاق، و”حظوظ” المرشحين، استنادًا إليها فقط، قد لا يكون كافيًا، بالنظر إلى “تراكمات” لا بدّ منها لتركيب “المشهد” كاملاً، وهنا بيت القصيد!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى