الاشتباكات متواصلة بين مجموعتين مسلحتين مواليتين للحكومة في طرابلس
لا تزال الاشتباكات المسلحة في بعض مناطق العاصمة الليبية وضواحيها متواصلة منذ ليل الإثنين الثلاثاء بين مجموعتين مسلحتين مواليتين للحكومة التي تتخذ من العاصمة مقرا لها، ما أدى إلى غلق مطار طرابلس وتحويل الطائرات إلى مدينة أخرى. فيما لم تصدر الحكومة أو المجلس الرئاسي أي تعليقات رسمية حول الاشتباكات إلى غاية الآن.
نشرت في: 15/08/2023 – 22:09
5 دقائق
منذ ليل الإثنين الثلاثاء، دوي الأسلحة والرشاشات في اشتباكات بين القوتين العسكريتين الأكثر نفوذا في العاصمة الليبية طرابلس، اللواء 444 وقوة الردع الخاصة لم يصمت، في مشهد يعيد حالة عدم الاستقرار إلى العاصمة الليبية حيث تتنافس مجموعات مسلحة موالية بشكل عام لـ”حكومة الوحدة الوطنية”، لكن من دون قيادة موحدة.
هذا، وقال ضابط مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية صباح الثلاثاء “تشهد مناطق عين زارة بجنوب طرابلس منذ مساء أمس اشتباكات متقطعة بين قوة الردع واللواء 444، فيما يستمر التحشيد وإغلاق بعض الطرق في محيط مطار معيتيقة الدولي”.
وتسببت الاشتباكات في سقوط قتيلين وأكثر من 30 جريحا، وفق ما أفاد مصدر طبي.
وقال المصدر نفسه إن إصابات الجرحى “متفاوتة” في الخطورة ونقلوا إلى عدد من المراكز والمصحات في طرابلس، من دون أن يحدد إذا كانوا مدنيين أو عسكريين.
كما غيرت شركات الطيران المدني مواعيد رحلاتها ونقلت طائراتها إلى مطار مصراتة الدولي على بعد 200 كلم إلى الشرق من طرابلس خوفا من تعرضها لاستهداف نتيجة القصف العشوائي.
وفيما يخص أسباب اندلاع المواجهات بين المجموعات المتنافسة، أوضح الضابط في وزارة الداخلية مفضلا عدم الكشف عن هويته “بدأ التوتر عند قيام قوة الردع باعتقال آمر اللواء 444، بدون إيضاح أسباب اعتقاله، وإذا كان بموجب أمر قضائي أم لا”.
وقال المصدر إن اتصالات ومفاوضات مكثفة جارية بين أطراف سياسية وعسكرية لم يسمّها لوقف التوتر الأمني.
لكن ولحد الساعة، لم تصدر الحكومة أو المجلس الرئاسي أي تعليقات رسمية حول هذه الاشتباكات.
ومن جهتها، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو على نطاق واسع تظهر اشتباكات في مناطق بالضواحي الجنوبية لطرابلس وانتشارا كثيفا لآليات عسكرية ثقيلة في طريق الشط المؤدي إلى مطار معيتيقة الدولي.
كما أظهرت بعض الصور تعرّض عدد من المنازل لسقوط قذائف عشوائية في مناطق مختلفة في العاصمة الليبية.
هذا، ودعت وزارة الصحة بالحكومة الليبية، طرفي النزاع إلى توفير ممر آمن لإنقاذ وإخراج العائلات العالقة من مناطق الاشتباكات، مشددة على أهمية إلزام تسهيل مرور الخدمات الطبية إلى المناطق المحاصرة.
تنديد ومطالبة بـ“وقف فوري” للتصعيد
ومن جهتها، نددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالاشتباكات ودعت إلى “وقف فوري” للتصعيد. وقالت البعثة الأممية في بيان صحفي، إنه ينبغي “وضع حد للاشتباكات المسلحة المستمرة”، معتبرة أن العنف ليس “وسيلة مقبولة لحل الخلافات”.
كما طالبت أيضا بالمحافظة على المكاسب الأمنية التي تحققت في السنوات الأخيرة ومعالجة الخلافات من خلال “الحوار”، وحذرت من “التأثير المحتمل لهذه التطورات على الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية للنهوض بالعملية السياسية، بما في ذلك الاستعدادات للانتخابات”.
وإلى ذلك، تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع بين اللواء 444 و قوة الردع الخاصة، مع سماع دوي انفجارات بوضوح في الضاحية الجنوبية لطرابلس، ساحة المعارك الرئيسية.
ويذكر أن اللواء 444 الذي يقوده العقيد محمود حمزة ويتبع رئاسة الأركان العامة للجيش في غرب ليبيا، يعد واحدا من أكثر القوى العسكرية تنظيما، وتنتشر معظم قواته جنوب العاصمة، كما تسيطر على مدن بارزة غرب ليبيا وتحديدا ترهونة وبني وليد، وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
بينما تعد قوة الردع، وهو جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع المجلس الرئاسي الليبي برئاسة محمد المنفي، من القوى المسلحة النافذة في طرابلس، إذ تسيطر على معظم وسط وشرق المدينة وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية التي تضم المطار المدني الوحيد في طرابلس وغرب البلاد.
كما تحتجز قوة الردع في سجن رئيسي داخل القاعدة معظم رموز نظام معمر القذافي الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية أو ينتظرون أحكاما نهائية وأبرزهم عبد الله السنوسي، صهر العقيد الراحل ورئيس جهاز مخابراته السابق.
هذا، وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرها طرابلس ويرأسها عبد الحميد دبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook