آخر الأخبارأخبار محلية

موجة حر غير مسبوقة تضرب لبنان.. متى ستنحسر؟ وما المتوقع للأيام المُقبلة؟

من المؤكد ان عام 2023 هو العام الأكثر ارتفاعا في الحرارة على الإطلاق وذلك بشهادة خبراء مناخ حول العالم، فقد أوضحت سارة كابنيك، وهي كبيرة العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة ان “العام 2023 هو حتى الآن ثالث أكثر الأعوام حرّا على الإطلاق”، مع توقعات بأن يكون عام 2024 أكثر ارتفاعا بالحرارة من هذا العام.

 
أما في لبنان، فقد شهدنا هذا الصيف عدة موجات حارة الا ان الموجة الأخيرة والتي بدأت في 12 آب تُعد الأقسى حتى الآن حيث بلغت الحرارة حدودا غير مسبوقة فوصلت على الساحل إلى 36 درجة وفي البقاع 42 درجة مع نسبة رطوبة عالية جدا تخطت الـ 90 بالمئة الأمر الذي تسبب بهطول أمطار متفرقة في عدد من المناطق بـ “عز” آب. فمتى ستنتهي هذه الموجة الخانقة وهل ستكون الأخيرة لهذا الصيف أم قد نشهد موجات أخرى؟  
 
يوضح الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ في حديث لـ “لبنان 24” ان “لبنان دخل منذ 12 آب في قلب الموجة المدارية اللاهبة التي سببتها نواة المنخفض الهندي الموسمي حيث تمركزت وسط المملكة السعودية والكويت وتستمر لغاية 15 آب، أما في البقاع فستستمر حركة الرياح الصحراوية الساخنة لغاية 19 آب خاصة في المناطق البقاعية الغربية لأن الهواء مصدره الربع الخالي المتواجد فوق السعودية واخترق أجواء الأردن ووصل إلى المناطق البقاعية الغربية قبل المناطق البقاعية الشمالية الشرقية لذا يشعر السكان فيها بحرارة الرياح الساخنة”، لافتاً إلى ان “نسبة الرطوبة سجلت ما بين 90 و95 % “.  
 
ويُتابع خنيصر: “اما المناطق الساحلية فستشهد ارتفاعا بنسبة الرطوبة ودرجات الحرارة في اليومين المقبلين على ان تنخفض من 36 درجة إلى 33 درجة تقريبا اعتبارا من يومي الأربعاء والخميس المُقبلين”.  
 
ويؤكد ان “هذه الموجة الحارة تُعتبر الأقسى التي مرت على لبنان خلال هذا الصيف من حيث ارتفاع درجات الحرارة والسبب هو تقدم نواة المنخفض الهندي الموسمي الذي تمركز في وسط السعودية والكويت ووصل إلى جنوب الأردن ما جعل لبنان على “فوهة بركان” من حيث ارتفاع درجات الحرارة والأجواء الساخنة جدا التي شهدها خلال الأيام الأخيرة”.  
 
“الا ان الأكيد انها لن تكون موجة الحر الأخيرة، فبعد تاريخ 20 آب سنشهد تراجعا بدرجات الحرارة ولكن هذا الأمر لا يعني اننا لن نكون تحت تأثير موجات حر جديدة”، كما يقول خنيصر.  
 
هل شهد لبنان موجات شبيهة؟  
يُشير خنيصر إلى ان “لبنان شهد موجات حارة مُماثلة، فخلال الأعوام 2013 و2014 و2015 و2016 وصلت درجات الحرارة في البقاع إلى 46 درجة وسجلت الحرارة حينها في البقاع الغربي 46.5 درجات وكان الوضع شبيها بما يحصل اليوم والسبب ان المنخفض الهندي الموسمي ضرب شمال السعودية ووصل إلى جنوب الأردن وبالتالي أثّر على طقس لبنان”، موضحا انه “عندما يكون المنخفض الهندي الموسمي قريبا من لبنان تنهار الضغوط الجوية وتصبح المنطقة كلها على فوهة بركان”.  
 
ويُتابع: “المنخفض الهندي الموسمي عادة يتمركز خلال فصل الصيف فوق عُمان وقطر ودول الخليج والربع الخالي في المناطق الجنوبية ولكن ما حصل خلال هذه الفترة الزمنية انه تمركز فوق الرياض ووصل إلى الكويت، وتشكلت ضغوط منخفضة وتدفقت الرياح الساخنة الآتية من الربع الخالي واخترقت الأردن ووصلت إلى المناطق البقاعية من خلال تشكّل الهواء الجنوبي الشرقي الحار والساخن ما رفع درجات الحرارة في المناطق اللبنانية كافة ووصلت هذه الكتل الحارة إلى قبرص وجنوبي تركيا”.  
 
وأشار إلى انه “في لبنان تشكلت رياح غربية حارة ورطبة ورياح جنوبية شرقية حارة جعلت الأجواء في لبنان وخاصة في البقاع حارة جدا مع رياح جافة وساخنة. اما المناطق الساحلية فشهدت هواء رطبا”.  
 
ويُضيف خنيصر: “صحيح ان الحرارة وصلت إلى 36 درجة على الساحل ولكن “الحرارة المحسوسة” ترتفع بحسب نسب الرطوبة، ففي مناطق ارتفعت الحرارة 9 درجات وفي أخرى 10 درجات،لذا مثلا في مناطق الشمال شعر الناس بأن الحرارة هي 43 ولكن في الحقيقة سجلت 36 درجة” .
 
أمطار آب
وعن تساقط الأمطار خلال اليومين الماضيين في عدد من المناطق في ظل الموجة اللاهبة التي يمر بها لبنان، يوضح خنيصر ان “حركة السحب التي تغطي لبنان قادمة من شمال المملكة السعودية، ضمن رياح جنوبية شرقية حارة، تُسمى بالسحب المدارية، التقت فوق لبنان وامتلأت من رطوبة الرياح الغربية التي وصلت الى 95% ما تسبب بهطول أمطار عابرة وصواعق متفرقة في لبنان وسوريا وفلسطين.  
 
إذا من المتوقع ان تخف تدريجياً الموجة اللاهبة اليوم الثلاثاء على الساحل لكنها ستستمر في المناطق البقاعية لغاية يوم 19 الجاري، على أمل ان تكون الموجة الأخيرة لهذا الصيف ولكن كما يُقال بين تشرين وتشرين صيف ثانٍ، فهل سيصدق هذا القول هذه السنة؟   

(الصورة بعدسة المصور نبيل اسماعيل)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى