آخر الأخبارأخبار محلية

النازحون واليونيفيل: إستحقاقان يتنافسان في خطورتهما !؟

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”:تتجّه الأنظار إلى مجموعة من الاستحقاقات الخارجية، ولا سيما منها الديبلوماسية، ربطاً بملفين خطيرين يواجههما لبنان، يتصل الأول منهما بملف إعادة النازحين السوريين الى بلادهم المطروح حالياً على طاولة جامعة الدول العربية في القاهرة، قبل المواجهة المتوقّعة على مسرح الأمم المتحدة في نيويورك، استعداداً لقرار التمديد للقوات الدولية المعززة (“اليونيفيل”) في 31 آب الجاري، بالصيغة التي تُقلق المسؤولين اللبنانيين بما لم تشهده القرارات السابقة التي اتُخذت على مدى 16 عاماً.

في هذه الأجواء توجّه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد ظهر امس إلى القاهرة لتمثيل لبنان في الاجتماع الأول للجنة الوزارية الخماسية على مستوى وزراء الخارجية المقرّر في مقر الجامعة العربية غداً الاربعاء، الى جانب وزراء الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، المصري سامح شكري، الاردني ايمن الصفدي والعراقي فؤاد حسين، وعلى جدول أعمالها مجموعة من البنود التي يمكن إدراجها تحت عنوان واحد، وهو يترجم مهمّتها الأساسية المتعلقة بإعادة النازحين السوريين على الاقل من دول الجوار إلى بلادهم، وتأمين الظروف الكفيلة بعودة “طوعية وآمنة”، بعدما أعادت قمّة الرياض النظام السوري إلى ما سُمّي بـ “الحضن العربي”.
وعشية هذا الاجتماع قالت مصادر ديبلوماسية، انّ التحضيرات الأولية للقاء الذي سيجمع الوزراء الخمسة بعد تأكيد حضورهم غداً، أُلقيت على عاتق مندوبي الدول الخمس الدائمين في الجامعة العربية الذين سيجتمعون اليوم، للبحث في سلسلة مشاريع توصيات تفتقر إلى كثير من عناصر القوة التي يمكن ان تؤدي الى قرارات فاعلة قابلة للتنفيذ، لطالما تمّ تمنين النفس بها، وخصوصاً عندما أقرّت “قمة الرياض” في 19 أيار الماضي ضم كل من لبنان والمملكة العربية السعودية اليها بعد عامين تقريباً على تشكيلها بـ “الصيغة الثلاثية” السابقة التي كانت جمعت الاردن والعراق ومصر، بناءً لاقتراح اردني وسعي دؤوب قام به الملك الاردني عبدالله الثاني ووزير خارجيته أيمن الصفدي، على هامش أعمال اللقاءات التي استضافتها بغداد، وجمعت فرنسا ودول الجوار العراقي ومصر. وكان ذلك قبل أن تنال اللجنة التغطية العربية الشاملة في القمة العربية الدورية السنوية في الرياض.
عبّرت المراجع الديبلوماسية المعنية عن قلقها من حجم النتائج المقدّرة للقاء اللجنة الخماسية غداً. فالظروف التي أمل بها أعضاء اللجنة عند تشكيلها وخصوصاً لولبها وزير الخارجية الأردني لم تنبئ بإمكان أن تحقّق اي خطوة ايجابية بعد. فالمبادرة السعودية تجاه سوريا، وما اتكأت عليه اللجنة عند إطلاقها في القمّة الاخيرة، راهنت على الخطوات التي أُعلن عنها لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية ومؤسساتها على قاعدة “الخطوة مقابل خطوة” قبل فرملتها سعودياً وعربياً.
وعليه، فإنّ الخطوات المقرّرة بقيت من طرف واحد، ولم تتمكن الحكومة السورية من التجاوب معها ولم تحقق اي خطوة وخصوصاً على مستوى تهريب المخدرات. لا بل فإنّ الديبلوماسية الاردنية كشفت عن استغناء شبكات التهريب عن الحدود البرية السورية – الاردنية لتستخدم “طائرات الدرون” في أعمال التهريب بكميات كبيرة، وقد تمّ رصد كثير منها بعد دخولها الأجواء الاردنية، فأُسقط عدد منها وكانت آخرها قبل ايام. عدا عن استمرار استخدام شبكات التهريب للمرافق اللبنانية الجوية والبحرية بعد استخدام البرية من سوريا في اتجاه لبنان.
وإلى هذه المعطيات الميدانية، فقد انتهت بعض المعلومات المتداولة حول موقف النظام السوري وخصوصاً بين أعضاء اللجنة، على هامش اللقاءات التي واصلها الصفدي الذي جال في أكثر من عاصمة بعيداً من الاضواء. فتصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الأخيرة تلاقت في نتائجها مع المواقف الدولية التي ربطت أي خطوة بالنسبة الى إعادة النازحين بمدى تقدّم الحل السياسي في بلاده وإعادة بناء ما تهدّم. وهو ما عبّر عنه أحد الديبلوماسيين المعنيين الذي راح بعيداً ليرى انّه لم يرصد اي فوارق بين مواقف المسؤولين السوريين والقرار الصادر عن البرلمان الاوروبي قبل اسابيع قليلة، والذي يتماهى ومجموعة النظريات التي أسقطت مشاريع اللجنة الوزارية اللبنانية، وجعلت مواقف وزير الدولة لشؤون المهجرين عصام شرف الدين وادّعائه بإعادة عشرات الآلاف منهم في فترة قصيرة ضرباً من الخيال، لوقوعها في غير زمانها ومكانها، ولبعدها عن الواقع وغرقها في بحر من الأوهام.
وعليه، فقد انتهت المراجع الديبلوماسية إلى القول إنّ لقاء القاهرة سيمرّ بلا اي نتائج ايجابية، لتنتقل الأنظار الى محطة نيويورك، لتتساوى المخاطر المحدقة بملف النازحين السوريين والتمديد للقوات الدولية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى