آخر الأخبارأخبار محلية

صباح الخير يا لبنان… هنا تلفزيون لبنان

 

الهدف من هذه السطور، لا يتمثل في سرد تجربتي في التلفزيون الأم، انما في محاولة صريحة للقول ان هذه الشاشة مرآة حقيقية للوطن، ولا يمكن لأي قطاع او مؤسسة أخرى على طول الجغرافيا اللبنانية ان ينافسها في نقل معاناة هذا الوطن ونجاحاته واخفاقاته بسياساته المُتعاقبة.

لا اريد الحديث طبعا عن الفترة الذهبية لتلفزيون لبنان التي يدركها الجميع ويتوقون لعودتها، نظراً لما مثلته من رخاء اقتصاديّ وفكريّ عاشه لبنان،ونظراً لما نقله تلفزيون لبنان من مفاهيم متعلقة بالعادات والتقاليد والقرى والمدن على حدّ سواء اكان من خلال البرامج او الدراما او غيرهما، او نظراً لما أكده هذا التلفزيون في نشراته الاخبارية وبرامجه السياسية ناقلاً فكرة لبنان الواحد الموّحد وفكرة الوطن والمواطنة التي تلاشت بطريقة متتالية فكان الاقفال الأول للتلفزيون ومن ثم العودة الى البث مؤكِداً انه “أباً عن جد”.

اما التأكيد الثاني المُمكن الحديث عنه في ما يخص تلفزيون لبنان فهو عبارة “بحبك” التي رافقت الإعلان الترويجي المُشار اليه اعلاه “اباً عن جد”، فتفاعُل مجموعة كبيرة من المواطنين اللبنانيين مع خبر توقفه عن البث في الأمس واستعراضهم لذكرياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على محبة تلفزيون لبنان وحسب انما على رغبتهم بالعيش في بلد جميل، متنوع، مبدع ومزدهر،وهذا ما كان عليه تلفزيون الوطن لفترة طويلة من الزمن.

 

وبالعودة الى التدهور الحاصل في التلفزيون اليوم وبعيداً عن اي زواريب ضيقة يمكن الدخول بها، لا بد من قول بعض ما نعرفه بصورة علنية:

_ إهمال شاشة تلفزيون لبنان ليس حديثاً، انما يعود وبشكل واضح دون اي إمكانية للشك الى الفترة التي توفي فيها آخر مدير أصيل له ابراهيم الخوري، وهنا، لا بد من طرح السؤال التالي:

 

لماذا منذ العام ٢٠١٣ لم تقدم الحكومات المتعابقة التي كانت كاملة الصلاحية على تعيين مدير عام أصيل ورئيس لمجلس الإدارة في التلفزيون بالاضافة الى تعيين مجلس إدارة كامل؟ ولماذا لم يقدم الرئيسان السابقان ميشال عون وميشال سليمان الى الدفع بهذا الاتجاه على الرغم من العراقيل الكثيرة؟

_الإصرار على تعيين حراس قضائيين على التلفزيون الوطني، بعضهم مهذبون جداً وبعضهم الآخر لا يمتون الى الأدب باي صلة، خطوة استمرت لأكثر من ١٠ سنوات وانهكت التلفزيون على مختلف الأصعدة، فلماذا الإصرار عليها وتكرارها؟

-توقف البث الذي ظهر فجأة الى العلن، اذ ارتدت الشاشة الوانها الصامتة، خطوة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن الوطن بين الألوان الكثيرة التي شلّعته وعبثت بوحدته التي غالباً ما عبّر عنها “جنريك” مختلف اعمال شاشة الوطن، لكن هذه الخطوة وبعيداً كل البعد عن أسبابها وظروفها بالاضافة الى التردي الكبير الحاصل في تلفزيون لبنان، هل تُلام عليها وزارة الاعلام اليوم، فتُنسى كل محاولات المحاصصة السابقة التي شكلّت السبب الوحيد الذي حال دون تعيين إدارة اصيلة تدير شؤون الشاشة والعاملين فيها؟

_موظفو وعاملو تلفزيون لبنان في معظمهم من أهم الكفاءات العاملة في المجال المرئي والمسموع، لكن هذا لا ينفي انه وفي فترات الرخاء استخدمت الشاشة بعض المزاريب المعروفة والمعلومة من الجميع، فهل من يتجرأ على رفع الصوت والمحاسبة؟

وأخيراً، اعلم ان مسألة التوقف عن البث تمت معالجتها، وأعلم إنني سأعود وأشاهد الزميلات والزملاء يعملون خلف الشاشة وأمامها من اللحم الحيّ، فجميعهم أوفياء لمنزلهم تلفزيون لبنان، لكن السؤال الفعلي الذي اطرحه بيني وبين نفسي هو التالي: هل انتهى دور الشاشة التي تجمع اللبنانيين؟ وهل صوت التفرقة هو المطلوب دون سواه في هذه المرحلة؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى