آخر الأخبارأخبار محلية

حوار التيار وحزب الله.. لماذا يثير ريبة المعارضة؟!

 
على الرغم من أنّ الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لا يزال “في بدايته” على ما قال الوزير السابق جبران باسيل هذا الأسبوع، وإن تحدّث عن “اتفاق أولي” على خطّه، يتناول “مسار اسم توافقي وتسهيل الاسم مقابل مطالب وطنية”، إلا أنّ “التصويب” عليه ازداد في اليومين الماضيين، توازيًا مع تسريبات صحافية تحدّثت عن “صفقة ما” يتمّ التحضير لها قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان المفترضة في أيلول.

Advertisement

 
ومع أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” أكّد أنّ ما هو مطروح في الحوار مع “حزب الله” ليس “تراجعًا أو تنازلاً أو صفقة أو تكويعًا”، يبدو أنّه نجح في إثارة “ريبة” قوى المعارضة خصوصًا، أو ما عُرِف بفريق “التقاطع”، الذي تفاهم معه باسيل على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في مقابل “إسقاط” ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ولا سيما في ظلّ “إيحاءات” يرسلها باسيل بشكل أو بآخر، بأنّ صفحة أزعور “ولّت”.
 
ولعلّ خير من عبّر عن هذه “الريبة” كان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي وصل به الأمر لحدّ وصف التحالف بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بـ”الشيطاني”، علمًا أنّ العلاقة بين جعجع وباسيل لم تبدُ “مثالية” حتى في “عزّ” التقاطع، ما يدفع إلى السؤال: هل يثير الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وما يُسرَّب عنه قلق المعارضة بالفعل؟ وما الذي تخشاه الأخيرة بالتحديد؟ وهل يمكن للثنائي انتخاب رئيس “غصبًا عن” المعارضة؟
 
مؤشرات مثيرة للقلق
 
بالنسبة إلى المحسوبين على فريق “التقاطع”، فإنّ مؤشرات عديدة تدعو إلى القلق في أداء رئيس “التيار الوطني الحر” منذ إعلانه عن فتح قنوات التواصل من جديد مع “حزب الله”، رغم أنّه كان يتعمّد بشكل دائم أن يبعث برسائل “الطمأنة” لجهة أنّه “لم ينقلب” على التقاطع، وأنّه سيمنح أصواته للوزير السابق جهاد أزعور في حال عقد أيّ جلسة انتخابية جديدة اليوم، طالما أنّ أيّ اتفاق “أشمل” لم يتمّ التوصل إليه قبل ذلك.
 
لكن، في مقابل هذه “الرسائل”، يقول هؤلاء إنّ رسائل لا تبعث إلى الطمأنينة كانت تصل إلى فريق “التقاطع” بشكل أو بآخر، علمًا أن ثمّة “شكوكًا” لدى هذا الفريق أن يكون باسيل قد “ضمن” كلّ أصوات تكتّل “لبنان القوي” إلى جانب أزعور في الجلسة السابقة، ومن بين هذه “الرسائل” ما تولّى عضو التكتّل النائب آلان عون إرساله قبل فترة، حين أعلن بدء البحث عن اسم “توافقي” جديد، باعتبار أنّ ورقة أزعور قد “احترقت” بشكل أو بآخر.
 
ورغم أنّ المؤتمر الصحافي الأخير لباسيل الذي نفى فيه أن يكون في وارد أيّ “تكويع”، يمكن أن يندرج في خانة “الطمأنة”، فإنّه لم يكن كذك بالنسبة لفريق “التقاطع”، الذي يقول المحسوبون عليه إنّ حديث باسيل عن “إسقاط ترشيح مقابل ترشيح” لم يكن مريحًا، ولا حديثه عن “التفاهم”، ولا سيما أنّ حواره مع “حزب الله” لم يقترن أبدًا بالشرط الذي لطالما كان يعلنه، أي تخلي الحزب عن ترشيح فرنجية، بل يبدو أنّ الحزب هو من “جرّه” إليه.
 
“القوات” ثابتة على موقفها؟
 
لكلّ ما سبق، يقول العارفون إنّ الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” يثير “ريبة” المعارضة، التي تخشى أن يكون ما يسرَّب إعلاميًا دقيقًا، لجهة تحضير الطرفين لـ”صفقة ما”، يستقبلان بها لودريان عند عودته، من دون الاكتراث بمواقف سائر الأطراف، ولو أنّ هناك من يجزم في هذا الفريق بأن “القفز” فوق رأي فريق المعارضة لن يكون متاحًا، وأنّ “حزب الله” و”التيار” لا يستطيعان “فرض” رئيس على اللبنانيين.
 
يسري ذلك مبدئيًا على “القوات اللبنانية”، ولكن بفارق بسيط، وهو أنّها لم تقتنع يومًا بأنّ باسيل “صادق” في تقاطعه مع المعارضة، وفق ما تقوله أوساطها، التي تقول إنّها “ثابتة على موقفها”، مشيرة إلى أنّ الضجة التي أثيرت حول توصيف جعجع لتحالف “الحزب والتيار” بـ”الشيطاني” مفتعلة، إذ تحيل المستغربين والمندهشين إلى تصريحات جعجع في “أحلى أيام التقاطع”، يوم كان يقول صراحةً إنّه لن يتفاجأ بعودة باسيل إلى “أحضان الحزب”.
 
تقول أوساط “القوات” إنّها كانت تعرف منذ اللحظة الأولى أنّ باسيل “غير دائم” في التقاطع، وإنّ ما كان يتوخّاه منه لم يكن سوى “رفع سقفه التفاوضي” مع “حزب الله” ليس إلا، مشدّدة على أنّ محاولته القول إنّه يحقّق “انتصارًا” للمسيحيين، لعلّهم يقتنعون بـ”تكويعته الجديدة” لا تعدو كونها “شعبوية لن تنطلي على أحد”، وهو بالتحديد ما يتصدّى له جعجع اليوم، وهو الذي يعتبر أنّ “وحدة المعارضة” وحدها قادرة على “إسقاط” كلّ الأوهام.
 
تقول أوساط المعارضة، بمختلف تفرّعاتها، إنّ ما يتّفق عليه “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، ليس ملزمًا لأحد، طالما أنّه “محصور” بهما. برأيها، فإنّ أيّ “تفاهم” حتى يكون “وطنيًا”، يجب أن يشمل الجميع، بعيدًا عن منطق “الإملاء والفرض”، الذي كان باسيل للمفارقة أول رافضيه، يوم مدّ يده إليها، تحت عنوان “التقاطع”. لعلّ ذلك يعني أنّ حوار “الحزب والتيار” لا يستطيع إحداث “الخرق”، إلا إذا تلقفه الآخرون، وهنا بيت القصيد..


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى