آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – قداس احتفالي في كنيسة مار يوحنا الحبيب في عيدي التجلي ودير المخلص في غوسطا

وطنية – ترأس قدس الاب العام لجمعية “المرسلين اللبنانيين الموارنة” مارون مبارك، قداسا احتفاليا في كنيسة مار يوحنا الحبيب في غوسطا، بمناسبة عيد “تجلي الرب” على تلاميذه في الجبل، وعيد الدير الام للجمعية “دير المخلص الكريم” في حضور المشير العام للجمعية واباء الجمعية وراهباتها والعائلات الكريمية وحشد من المؤمنين.

بعدالانجيل المقدس الذى روى رائعة تجلي يسوع لتلاميذه على الجبل، القى الاب مبارك عظة، تناول فيها أهمية هذا الحدث، شارحا عمقه الايماني وخبرة روحية فيها تخط للواقع المرئي عبر أشخاص ورموز  تم من خلالها  كشف سر كبير لدى المسيحيين الا وهو هويةيسوع الحقيقية، وقال: “بالنسبة  لنا نحن المؤمنين يشكل حدث التجلي عيدا، إذ يدخل  في تدبير الله الخلاص، إذ يقوم بعملية  استباقية لقيامة الرب يسوع. فقد دفع  يسوع بالتلاميذ الذين اصطحبهم معه الى الجبل ان يختبروا حقيقة مجد القيامة بحضور الصوت السماوي ويسوع المصلي، واللقاء مع موسى وايليا، ثم إن  الجبل في دلالته هنا يرسم  العزلة حيث لقاء الأرض بالسماء، فبقدر ما نصعد قمم الجبال تقصر مسافات الأرض وتتسع مساحات المدى الأعلى والأسمى”.

اضاف: “نحن اليوم في لقاء صلاتنا هذه نختبر صعود الجبل لننفتح على مدى السماء، اما الزمان فقد حدده الانجيل بستة ايام كونه زمن كرونولوجي، اي يومي ثم  اعلان بطرس لقيصرية فليبوس عن هوية يسوع حيث قال: “انت ابن الله الحي”، أحدث ارباكا بين التلاميذ، وعلى اثرها أعلن  يسوع عن الامه وموته”، داعيا من يتبعونه الى “تقديم ذواتهم لله بقوله من أراد أن يخلص نفسه يفقدها لأجل المسيح، مما خلق جوا من القلق والانهام عند التلاميذ، فدعا ثلاثة منهم  ليختبروا مجد القيامة، وليبث فيهم القوة والشجاعة في مواصلة مسيرتهم ورسالتهم معه”.

وتابع: “ما يتخطى الزمن  الكرونولوجي هو اللقاء مع الماضي من خلال موسى وايليا، اي الشريعة والنبؤة وهي خبرة تاريخ شعب الله الذي يحمل في شخصهما معنى امتيازاته ودعوته ووجوده ومسيرة رسالته، ومن ناحية ثانية اللقاء مع المستقبل، في ظهور  يسوع متجليا في حله النور، فهذا اللقاء، بين الماضي  والمستقبل، يتخطى الزمان ليدل على أن يسوع هو من يكمل مسيرة شعب الله الجديد، ولهذا دعا صوت الغمامة “للاستماع الى كلمة  الله”. لتكون علامة الضمانات التي يتخذها الإنسان في عباداته، والضمانة في الشرعية مع موسى الذي يدلهم على ارادة الله في الشريعة المكتوبة، وهي أيضا ضمانة النبؤة  مع إيليا، الذي يرشدهم إلى سلامة المسيرة في تجدد الشريعة ايام السبي. كان بطرس يبحث عن راحة الضمانات، لكن ظهور الرب الاله في الغيمة التي ظللت الجميع، جعلت  بطرس _ كما يقول مار يعقوب السروجي _ يعاتب بطرس بقوله” لا يحق لك يا بطرس  ان تساوي  الابن  بموسى وايليا، مذكرا الجميع “بقول الرب من خلال الغنامة: هذا هو ابني الحبيب  الذي اخترت  فله اسمعوا”، معتبرا ان “هذا الكلام  الضمانة الأكيده والنهائية لكم”.

ورأى في حدث التجلي أن “حقائق إيمانية ترشدنا  بمسيرتنا الروحية والانسانية، هي اولا، رحمة الله، إذ يتحدث إنجيل متى في ختام التجلي عن اقتراب يسوع من التلاميذ بقوله دعا منهم ولمسهم وقال لهم  انهضوا، يوضح لنا هذا الحدث ان الرب يدنوا منا دائما، وبلمساته يقوينا في حال ضعفنا، وخوفنا  ويرشدنا إلى الطريق التي نسيره معه. اما الحقيقة  الايمانيةالثانية فهي الرجاء. يعلمنا عيد التجلي اليوم ان نصمد أمام الصعوبات وان الله في قلب المحن يتدخل لكي يقوي فينا الرجاء، ففي اعتقادنا نقول ان للأمل في أمور الحياة حدودا، الأمل هو أمنية بالخير  تزول عندما تعترضها الصعوبات، فنقع في الخوف والقلق، اما الرجاء فهو فضيلة الهية يقوي ويساعد على الصمود في وقت الصعوبات  والمحن، ونحن اليوم في أيام التحديات المتراكمة والأزمات الثقيلة، ١١يقوي فينا الرجاء لان الله يجمعنا  وهو يرشد  خطانا فنسلم له الأمر بكل طمأنينة وشجاعة وراحة بال كما فعل مع الرسل”.

وتابع: “اما الحقيقة الايمانية الثالثة التي نتعلمها من العيد اليوم هي الاصغاء”، فالاصغاء لكلمة الرب ، هو الضمانة الأكيدة في مسيرتنا الروحية والإنسانية، كونه فعل حضور وتفاعل مع الحقيقة التي يزرعها  الرب فينا، انه فعل حيوي، فلو لم نصغ لمن يحدثنا لما تعلمنا الكلام ” له اسمعوا”   هي ” دعوة الله لنا لانه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، هكذا انتصر يسوع على كل التجارب، وهكذا نحن أيضا بأصغاءنا والعمل  بكلمة  الله ننتصر على كل صعوباتنا و تجاربنا في مسيرة حياتنا”.

وختم داعيا الجميع الى “الاصغاء وان نخفف الكلام حتى تبقى الكلمة الأخيرة في حياة كل منا وفي حياة  كنيستنا ومجتمعنا ووطننا، ليسوع الذي يدنو منا  فيلمس قلوبنا ويوقظنا لنذهب معه في طريق الحق والحياة حتى القيامة”.

وتلا القداس احتفال فني وتراثي في الباحة الخارجية للدير، حيث تقبل الآباء التهاني بالعيد.

 

                                                               =========م.ع.ش.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى