حزب الله يواجه الخماسي بشروط مستحيلة؟

Advertisement
ويبرز موقف “حزب الله” التصعيدي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حين قال رعد “إن هناك أشخاصاً لا نقبل بأن يكونوا حكّاماً في هذا البلد لأن تجربتنا معهم كانت مرّة، وكانوا جنباً الى جنب مع العدوّ الإسرائيلي في غزو بلدنا وفي هتك كرامة مواطنينا. نحن ندرك تماماً ماذا نريد، وإلى أين سنصل؟”. ويعني ذلك وفق المصدر السياسي نسفاً للتشاور الثنائي كما في ضوء رسالتي الكونغرس الأميركي ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلى الرئيس جو بايدن، اللتين تدعوان إلى فرض عقوبات على لبنان وتصوّبان على رئيس مجلس النواب نبيه بري، علماً بأن الإدارة الأميركية وفق المصدر ليست في وارد فرض عقوبات على بري خصوصاً بعد التواصل الرئيسي معه في ملف النفط بعد ترسيم الحدود البحرية، وهي لا تضعه في خانة “حزب الله”، لكن الرسالتين تزيدان الضغوط وتفتحان على احتمالات عدة في الوضع اللبناني.
كل هذه التطورات ستنعكس على مهمة لودريان في أيلول المقبل، وهي تُعقّد إمكان الوصول إلى حل أو اجتراح تسوية للملف الرئاسي، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى تغيّر التحالفات السياسية بين القوى الحزبية، على وقع تمسّك “حزب الله” بمرشحه سليمان فرنجية للرئاسة والخطوط المفتوحة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يبدو أنه غيّر أولوياته، إضافة إلى اشتداد الأزمة السورية التي باتت تنعكس على لبنان بقوة في الشأنين السياسي والمالي. وبناءً على ذلك تُطرح تساؤلات عما إن كان لودريان سيستمر في مهمته وفق ما كرّسته الخماسية في الدوحة، خصوصاً مع اشتداد الضغوط الإقليمية، ومعرفته المسبقة بالشروط التي ارتفعت بعد جولته الأخيرة في لبنان، حيث ستصعب إمكان الوصول إلى تسوية.
هذه التطورات تطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، فيما الواقع يشير إلى استمرار الفراغ وعجز قوى المحاصصة عن الاتفاق على انتخاب رئيس. وتبقى المشكلة الأساسية وفق المصدر في أن “حزب الله” يقيّد مسار الاستحقاق والحل، وإذا استمر في سياسته القائمة على رهن لبنان لمشاريع إقليمية، ما دام الطرف القادر على قلب موازين القوى والمتحكم بقرار البلد، فإن الأمور ذاهبة إلى مزيد من المواجهة يعقبها انهيار شامل على كل المستويات.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook