تجدد المواجهات في مخيم عين الحلوة ليلا.. الجيشلا يريد تكرار تجربة نهر البارد
وكشف أمين سر حركة “فتح” في صيدا اللواء ماهر شبايطة لـ”لبنان24″ ليلا إنّ الإشتباكات سببها هجومٌ مباغت نفذته عناصر من جماعة جند الشام باتجاه موقع اللواء أبو أشرف العرموشي داخل حي البركسات، مؤكداً أن “عناصر فتح تصدّت لعناصر جند الشام”.
وأعلن شبايطة أنّ الإشتباكات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 2 آخرين بجروح، مشيراً إلى أنَّ “فتح” متمسكة بإتفاق وقف إطلاق النار، وقال: “ما تقومُ به جماعة جند الشام هو ضرب لهذا الإتفاق وعرقلة عمل لجان التحقيق في جريمة مقتل العرموشي”.
في غضون ذلك، قالت مصادر “فتح” لـ”لبنان24″ إن القتيل جرّاء إشتباكات عين الحلوة مساء الأربعاء يُدعى يونس أبو شقرة، موضحة أنّ الأخير ينتمي إلى القوّة الفلسطينية المشتركة.
وأوضح مسؤول فلسطيني لـ»نداء الوطن» أنّ الجهود تركّزت على أمرين: تحصين وقف إطلاق النار وسحب المسلحين، وتشكيل لجنة التحقيق في جريمة الاغتيال التي تعرّض لها قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي ومرافقوه الأربعة، وكذلك جريمة قتل عبد الرحمن فرهود عند مفترق سوق الخضار قبل يوم واحد. ووفق معلومات من متابعين للتطورات الامنية في المخيم، ان هناك علامات استفهام حول مآل التحقيق المرتجى، في ظل ما بدا أنه «ميزان قوى جديد ظهر على الأرض». وتضيف أن «الناشطين الاسلاميين» الذين سددوا ضربة قاسية لحركة «فتح»، وهي التنظيم الرئيسي في المخيم، ما كانوا ليحققوا ذلك لولا دعم مباشر من قوى نافذة لبنانياً وفلسطينياً طوال أيام المواجهات منذ الأحد الماضي.
اضافت «نداء الوطن» أنّ المخيم حالياً يشكل «بالون اختبار» للتأكد من أن ما حدث منذ السبت الماضي، كان نتيجة تراكمات أمنية، أم أن هناك أهدافاً خفية ستؤدي الى معاودة الاشتباكات.
وكشف مصدر معني لـ»نداء الوطن» ان «مجموعات تسربت من سوريا الى لبنان يتبعون تنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» الارهابيين». وقال: «إن جماعة «النصرة» قدموا من المناطق السورية التي سيطر عليها النظام. أما عناصر»داعش»، فقدموا من مخيم الهول، خصوصاً بعد الفرار الكبير الذي شهده المخيم، واتجهوا نحو الحدود اللبنانية، ومنهم من دخل عبر طرق غير شرعية من دون الاستعانة بأحد، ومنهم من دخل عبر عصابات التهريب».
وكتبت” الاخبار”: الهدنة الهشة أثارت التساؤلات عن احتمال تدخل الجيش اللبناني في المخيم في وجه بقايا «جند الشام» و«الشباب المسلم» وعناصر «داعش» و«جبهة النصرة» المتمركزين بشكل خاص في الطوارئ عند أطراف المخيم، بعدما استقدم تعزيزات إلى محيط المخيم وبلدة مغدوشة المشرفة عليه .
مسؤول عسكري أكد لـ «الأخبار» أن «لا خطة لدى الجيش للتدخل في عين الحلوة أو التقدم شبراً واحداً عن الحدود المرسومة حالياً». وتستند اليرزة إلى اعتبارات عدة، أولها الاصطفاف اللبناني – الفلسطيني الذي سينشأ كرد فعل على دخول الجيش إلى المخيم كما حصل إبان أحداث مخيم نهر البارد. «حتى الذين يطالبوننا بالتدخل لحسم المعركة واجتثاث الإرهابيين، سيقفون ضدنا لاحقاً في حال وقوع خسائر بشرية ومادية»، خصوصاً أن احتمال الضرر كبير جداً بالنظر إلى تجربة التعمير عام 2007، إذ إن نسبة الاكتظاظ السكاني عالية ومعدلها حوالي 13 شخصاً في المتر المربع الواحد. فيما الأبنية معلقة فوق بعضها في مساحة لا تزيد على كيلومترين فقط.
وقالت مصادر في المخيم لـ«الشرق الأوسط» إن اتفاق وقف إطلاق النار «كرّس محاور جديدة لم تكن قائمة في المخيم في السابق»، محذرة من «خطورة هذا الواقع العسكري والأمني الذي يحيل المخيم إلى مناطق نفوذ متعددة تشبه مناطق النزاعات في سوريا».
وقالت المصادر إن المحاور المستحدثة «قسّمت المخيم إلى مربعات أمنية عائدة لقوى متصارعة، وتثبت سيطرتها على أحياء، وهي قسمت المخيم أكثر مما هو مقسم»، محذرة من أن هذا الواقع الميداني «يشلّ حركة الناس ويسمح للجهات المتطرفة باستخدام مجموعات أخرى من خارج المخيم تتسلل إليه، كما يسمح بانضمام مجموعات من المغرّر بهم من داخل المخيم إلى قوى متطرفة»، مشيرة إلى أن هذا الواقع «ستنتج عنه تحصينات وتكريس لمناطق نفوذ، وتعزل المخيم وتنهي سلطة أمنية موحدة داخل المخيم تكون مسؤولة عن أمنه بالتعاون مع السلطات اللبنانية».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook