آخر الأخبارأخبار محلية

صيدا أمام اختبار أمني.. هكذا يُهدّد إرهابيو عين الحلوة عناصر الجيش!


أسبوعٌ واحدٌ مرّ على بداية إشتباكات مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، ومنذ ذلك الحين تعيشُ المنطقة توتراً كبيراً بسبب الإقتتال العنيف الذي حصل بين حركة “فتح” من جهة وجماعة “جُند الشام” من جهةٍ أخرى.   

حالياً، الأوضاع هادئة منذ يوم الخميس الماضي، فلا مواجهات مسلحة ولا إطلاق قذائف صاروخية، ورغم ذلك، تبقى الأمورُ تحت الرقابة رغم “الهُدنة الصوريّة”، وما يمكن قوله هو أنَّ الوضع “دقيقٌ جداً”، فيما تتواصل الإتصالات لضبط الأمور ومنعها من الإنفلات مُجدداً… والسؤال هنا: ما الذي يمكن أن يساهم في إشتداد التوتر؟ ما هي القطبة المخفية داخل المخيم، وما الذي يُحضّر؟  

يعيش عين الحلوة حالياً، وبكل بساطة، مرحلة “التأهّب”، فجميع المسلحين يواصلون انتشارهم ضمن مناطقه وأزقّته، سواء على جبهة “فتح” أو على جبهة “جُند الشام”. عملياً، فإنّ هذا الأمر يعني أنّ البند الثاني المُتعلِّق بسحب المسلحين ضمن إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم ّالضغط لتثبيته مرات عدّة، لم يجرِ تحقيقه فعلياً، وما تمّ حتى الآن هو خطوة وقف الإشتباكات التي قد تنكسر في أي لحظة طالما أنّ “الإحتقان ما زال قائماً”.  

المشكلة في مخيم عين الحلوة الآن هي أنّ المتقاتلين يقطنون في منطقةٍ واحدة، أي أن التداخل الجغرافي والعائلي بين عناصر “فتح” و”جند الشام” قائمٌ بشدّة في أكثر من منطقة ضمن نطاق المخيم وخارجه. وبشكل مؤسف، فإن نقطة التحول الخطيرة تكمنُ في أنّ الإشتباكات الأخيرة أسّست لـ”عداوة” بين هؤلاء بسبب الجرائم التي حصلت وأبرزها تلك التي مُنيت بها “فتح” من خلال إغتيال المسؤول فيها أبو أشرف العرموشي ورفاقه على يد عناصر “جُند الشام”. لهذا، فإن الحلّ حالياً بات صعباً جداً طالما أنّ هناك مجزرة حصلت، وطالما أنَّ “الفتحاويين” لم يحققوا مطلبهم بتسليم “جند الشام” قتلة العرموشي إلى الدولة اللبنانية.   

صحيحٌ أن هناك صورة نمطية عن المخيم مفادها أن الإشتباكات تعدُّ من الأمور المعروفة داخله نظراً لتكرارها بشكل دائم، لكن الأمر هذه المرّة اختلف تماماً. في الوقت الراهن، هناك فئة كبيرة من أبناء المخيم باتت ترى أن وجود “جند الشام” يشكل خطراً عليهم، وبالتالي لا يمكن التسامح مع هذه الجماعة بتاتاً لأنها تُهدّد وجود “فتح” أولاً وأمن وأمان المخيم ثانياً. كذلك، فإنّ الفلسطينيين داخل عين الحلوة باتوا يخشون “التكفيريين” والإرهابيين هناك، ومعركتهم اليوم لم تعد مقتصرة على السيطرة على منطقة أو أخرى، بل باتت تتصلُ بإفشال مشروع يهدف إلى تغيير وجه السلطة داخل المخيم وتحويله إلى بؤرة للإرهاب والتنظيمات المتشدّدة.  

خطرٌ كبير  
إذاً، وأمام هذه المشهدية، ما يمكن إستنتاجهُ هو أن الصراع لم ينتهِ بعد رغم هدوء محاور القتال. وإذا تم الغوص بأساس المشكلة، سيتبين أنه لم يجرِ حلها حتى الآن، بل على العكس يمكن أن تزداد الأوضاع سوءاً مع الأيام المقبلة. فعلياً، فإن السبب وراء ذلك هو أنّ “التهديد” الذي يعاني منه المخيم والجوار والمتمثل بـ”جند الشام” ما زالَ قائماً، فمسلحو هذا التنظيم يسرحون ويمرحون في حي الطوارئ الذي يسيطرون عليه، فهناك يقيمون التحصينات التي تعززت خلال الساعات الماضية، وضمن تلك المنطقة ينشرون القناصة والشبان المدججين بالسلاح. أما الأمر الأخطر فهو أن قدرة هؤلاء المسلحين على توسيع هجماتهم قائمة وواردة لسبب واحد وهو أن نقطة تمركزهم تأتي خارج إطار المخيم، ما يعني أن باستطاعتهم وبسهولة إستهداف الجيش الموجود على تخوم الحي الذي يسيطرون عليه. كذلك، فإن مسلحي هذا التنظيم يتواجدون أيضاً داخل بقع أخرى في المخيم، ما يعني أنّ إنتشارهم متفرعٌ تماماً، وكل عنصر يشكل في نطقته خطراً على القاطنين معه.   

من يدخل إلى مخيم عين الحلوة الذي زاره “لبنان24″، الخميس الماضي، سيرى أنّ هناك رعباً موجوداً بكل ما للكلمة من معنى. بشكلٍ واضح، ستشاهد أمامك عناصر “جُند الشام” بـ”اللثام الأسود” وملابس “الداعشيين”، فيما منازل بعض المطلوبين منهم تقع عند مسافة قريبة من نقطة تواجد الجيش…البؤرة هناك خطيرة جداً، والمشكلة الأكبر هي أن حركة هؤلاء تحظى بحرية مُطلقة لدرجة أن أحد مسلحيهم كان متواجداً على مقربة من عسكريي الجيش الذين يقبعون في المنطقة و “إيدهم على قلبهم”.   

النقطة الأشد خطورة هي أنَّ عناصر “جُند الشام” باستطاعتهم الخروج باتجاه مدينة صيدا، أي التوسّع أكثر بسبب عدم وجود عوائق جغرافية فعلية وصارمة تضبط نطاقهم. بسبب ذلك، فإنه بإمكان هؤلاء المسلحين، وعبر “أمر عمليات” قد يصدرُ في أي لحظة، قصف مراكز الجيش أو

استهداف العسكريين هناك بدمٍ بارد، والإنتقال عبر سيارات تنتظرهم عند مدخل حي الطوارئ لناحية جامع الموصللي إلى مدينة صيدا.. فما الذي يمنع حصول هذا السيناريو طالما أنّ الأمور غير مضبوطة وطالما أن نطاق تحرك الإرهابيين سهل ولا جدران تطوقهم؟ في الواقع، المنازل هناك متشابكة مع بعضها البعض، وبالتالي يمكن وبسهولة على تلك العناصر الإنتقال من داخل الأبنية، وتقول مصادر ميدانية لـ”لبنان24″ إنه تم إستحداث ثغرات جديدة ضمنها بشكلٍ غير مسبوق. كذلك، فإنه بإمكان تلك العناصر الإرهابية الإنتقال عبر الأسطح وتهريب السلاح منها مباشرة من مدينة صيدا.. المنطقة معروفة وواضحة، وسكانها يتحدثون عن هذا الخطر الكبير باستمرار.  

لهذه العوامل وغيرها من الأمور، يكمنُ الخوف من توسع جماعة “جند الشام” التي قيل أنها تلقت أسلحة جديدة وشهدت إنضمام عناصر “داعشية” إليها لتتمركز في حي الطوارئ.. كذلك، تكشف معلومات “لبنان24” عن ورود تحذيرات خلال ساعات يوم السبت من إمكانية تنفيذ عناصر الجماعة الإرهابيّة هجمات إنتحارية خصوصاً من خلال ملابس نسائية مموّهة، الأمر الذي يعني جريمة جديدة بكافة المقاييس.  

أمام كل ذلك، ألا يستدعي خطر هؤلاء المسلحين إعلان “حالة الطوارئ” في صيدا لسحقهم؟ ألا يتطلبُ هذا الأمر إنهاء الحالات الشاذة ومعالجة أساس التوتر القائم من جذوره؟   
الخوف هو أن تكون تلك الإشتباكات التي حصلت بمثابة “بروفة” لهجمات أكبر، عندها لن تكون أيام الإقتتال محدودة، بل ستكون المعارك مفتوحة والتهجيرُ كبيرٌ وكبيرٌ وكبير.. والعواقب حتماً ستكون وخيمة!!!  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى