آخر الأخبارأخبار محلية

تباين القوات والمعارضة.. الحوار والرئاسة والتيار؟

استطاعت “القوات اللبنانية” تحقيق ما لم يكن متوقعاً في المرحلة الأخيرة، خصوصا بعد الحملة التي تعرضت لها قبيل الإنتخابات النيابية وخلالها، اذ تم اتهامها أنها من قوى السلطة ولا يحق لأي مجموعة تغييرية او حزب قريب من الثوار التحالف معها، وهذا النمط إستمر حتى الأشهر الأولى بعد الإنتخابات، حيث لم تستطع القوات عقد تفاهمات جدية مع “قوى التغيير”. 


لكن الإستحقاق الرئاسي ساهم في تقريب وجهات النظر مع المعارضين والتغييريين الذين باتوا حلفاً واحدا مع معراب، وبات تكتل المعارضة يضم عدة أحزاب وشخصيات وكتل نيابية. استطاعت “القوات” تكريس نفسها كقوة معارضة للسلطة الحاكمة وجزءا من الحراك التغييري في لبنان، بغض النظر عن صحة هذا الإدعاء من عدمه. 

حتى اليوم لا يزال التناغم موجوداَ بين المعارضة والتغييريين من جهة و”القوات اللبنانية” من جهة اخرى، إلا أن بذور الخلاف بدأت تظهر في بعض القضايا المطروحة على طاولة البحث السياسية، فمثلاً لا يبدو أن “القوات” متحمسة نهائيا للمشاركة في الحوار، جماعياً كان أم ثنائياً والذي ستدعو اليه فرنسا خلال شهر أيلول المقبل، في حين تصر غالبية كتل ونواب المعارضة على مراعاة الفرنسيين والتجاوب معهم. 

هذا الخلاف يشمل ايضاً مواصفات الرئيس المقبل، ففي حين تريد “القوات اللبنانية” بشكل حاسم أن يكون مرشح المعارضة رأس حربة ضد “حزب الله” بشخصيته ومواقفه، بدأ عدد من المعارضين، قوى وشخصيات، يقتنع بفكرة أن يكون المرشح غير استفزازي مع الأخذ بعين الاعتبار ان تكون مواقفه سيادية بالكامل، لكن هذا لا يعني، من وجهة نظر هؤلاء أن يستعدي الحزب. 

كما أن فكرة التقارب مع “التيار الوطني الحر” رئاسياً التي يؤمن بها حزب “الكتائب اللبنانية” وبعض المستقلين، لا تزال نقطة تباين مع “القوات”التي تتعامل مع هذا التقاطع بإعتباره آنيا، في حين أن غالبية المعارضين يفضلون إستمالة “التيار” ورئيسه جبران باسيل تدريجيا لفتح آفاق تعاون أوسع معه، على اعتبار ان هناك استحالة في تحقيق توازن مع فرنجية من دون “تكتل لبنان القوي”. 

كل هذه الخلافات لا تزال مضبوطة بين المعارضة والتغييريين من جهة وبين “القوات اللبنانية” من جهة اخرى، لكن الأمر قد يتطور عند بروز أي عنوان خلافي حقيقي، لذلك فإن معالجة التباينات الحالية قد تكون أولوية جدية قبل حصول تمزق تدريجي في العلاقة وتراكم في القضايا والتباينات، وهذا ما لم يبدأ اي طرف العمل عليه بصورة جدية. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى