آخر الأخبارأخبار محلية

الليلة الاخيرة في حياة علي وليليان وجو وسحر..

مؤلمة تلك اللحظات التي تنام على اللاعودة. كانت ليلتهم الاخيرة عشية 4 اب. لكل منهم الكثير من الاحلام التي رتبوها على أمل بغد أجمل وناموا. ربما سحر كانت تحلم بـ”الطرحة” البيضاء، وتلك الزفة التي ستجعلها اميرة في تلك الليلة، او ربما راودها كابوس بشع، لنقل انه السيناريو الاسوأ لتلك الليلة، لان ما شهدته عيون سحر فارس في اليوم التالي كان النهاية. ولا شيء بعد النهاية.

 

 

وعلي مشيك، ليته بقي ليعلم انّ الـ5000 ليرة التي عاد الى المرفأ لتحصيلها في مقابل كل ساعة يقضيها في عمله في المرفأ بعد انقضاء دوامه، اصبحت اليوم عملة في الهواء، لا قيمة لها. ربما جلس “يحسب” كم “5000” يحتاج ليشتري لعبة لابنه او ربما فكر في غداء الغد ليس أكثر. هل راوده مثلا احساس غريب فحضن اولاده وزوجته الحضن الاخير، ام لا؟ فذهب في اليوم التالي لقدره لا حول ولا قوة له.

 

أمّا ليليان شعيتو لم تمت.. ظهرت قبل يومين في فيديو حديث لها وهي تتعالج في تركيا، لا كلام وشبه حركة، وتقريبا ترك الانفجار في الجزء الايسر من وجهها فجوة كبيرة. لا مبالغة بالقول انّ ليليان كانت من اجمل الشابات. حضنت طفلها علي في المساء، طفل رضيع. ربما لم يخطر ببال ليليان أن تقرأ ماذا يقول “الدين” عن الحضانة، فبعد اصابتها باضرار بالغة في فصوص دماغها الأمامية تركتها في غيبوبة استمرت لأشهر، وخضعت لعمليات جراحية عدة، انتزعت عائلة زوجها منها ابنها علي. لتعود وبعد ضغط اعلامي بالسماح لها بمشاهدته في المستشفى.

 

وكأنها تمثل مأساة بحجم وطن. وكأنها بيروت الجريحة التي تلم جراح بالغة، من يعلم كم تحتاج من الوقت بعد لتشفى. ولكنه القدر.
أمّا جو نون، فلو علم كم سيدفع شقيقه وليام من ثمن، نتيجة هذه الحرب لمعرفة من قتل شقيقه، ربما كان اعتبره بطله قبل أن يموت. ربما كان يسهر معه في تلك الليلة الاخيرة، ضحكوا كثيرا حتى أدمعت عيونهما، ربما قالت والدتهما المفجوعة لغاية اليوم “الله يعطينا خير هلضحك”.

 

 

فمات جو شهيدا ومعه المئات في أعنف انفجار، لا زلنا جميعا نلملم جراحنا بسببه. لا حقيقة لغاية اليوم، لم نعلم من فعلها ومن المسؤول المباشر، ولكننا جميعا نعلم انّ هؤلاء الشهداء في مكان حيث العدالة المطلقة. ولهم الرحمة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى