آخر الأخبارأخبار محلية

من نهر البارد إلى عين الحلوة

كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: هناك بعض أوجه الشبه بين ما جرى في مخيم نهر البارد منذ ستة عشر عاماً، وما يجري اليوم في مخيم عين الحلوة، وأحد أوجه الشبَه هذا الدعم اللامحدود للمجموعات الإسلامية المتطرفة، سواء في «التمهيد الإعلامي» لتبرئتهم مسبقاً مما جرى ويجري، أو من خلال الدعم اللوجستي بالسلاح والعتاد والذي كشفت المعارك أنه ليس ابن ساعته. بل إنّ التحضير له تمّ منذ شهور، حيث أنّ كثافة النيران ونوعية الأسلحة المستخدمة لدى المتطرفين الاسلاميين، اظهرت أنّ «جهةً ما» زوّدت هؤلاء بهذا الكم والنوع من الأسلحة، ومَن يملك هذا السلاح في لبنان؟ كما مَن لديه التسهيلات للتنقل ونقل السلاح؟ أو أن يغطي وصولها إلى المخيمات؟

اليوم، أحدث نظرية هي «وحدة الساحات»، وربطاً بها، يُطرَح أكثر من سؤال حول تطورات سبقت انفجار الوضع في المخيم، ومن هذه التطورات «عودة مطلوبين من الخارج» وتحديداً من إحدى الدول الإقليمية، ومن العائدين مشاركون في المعارك الأخيرة، وأصيبوا بها، وتكشف معلومات موثوقة أنّ الذي دبّر عملية عودة هؤلاء المطلوبين، من الخارج، محسوب على حركة «حماس»، ويدعم «الشباب المسلم» وعلى رأسهم بلال بدر «المتهم» في نصب الكمين للعميد في حركة فتح محمد العرموشي.هذه التفاصيل تعزز «نظرية» العمل على تثبيت «وحدة الساحات»، والمخيمات الفلسطينية في لبنان هي «ساحة من هذه الساحات» المطلوب ضمها إلى «غرفة العمليات الموحّدة» وألا تبقى خارج التنسيق، ولتحقيق هذه الغاية، لا بد من السعي الى إسقاط مخيم عين الحلوة في يد المنضوين تحت «نظرية وحدة الساحات»، وهنا يبرز الدور الخفي لحركة «حماس» ودورها التنسيقي مع «حزب الله». ويجدر التذكير بالصواريخ «الغامضة» التي انطلقت أخيراً من جنوب لبنان والتي لم يتبنَّ أحد مسؤوليته عن إطلاقها، على رغم أنّ التحقيقات بيّنت أنّ حركة «حماس» تقف وراء إطلاقها، للوقوف الى جانب غزّة عملاً بنظرية «وحدة الساحات».كل هذه العوامل المتشابكة، ظهرت دفعةً واحدة في مسار معارك عين الحلوة، ليُطرَح معها السؤال الكبير: هل المعركة هي للسيطرة على المخيم لضمِّه إلى «غرفة عمليات وحدة الساحات»؟ هل هذا يعني أنّ هناك قراراً كبيراً، من الداخل والخارج، بضرب «فتح» لمصلحة «حماس» والمنظمات التي تدور في فلكها، بدعمٍ واضح من «حزب الله»؟ واستطراداً، لمَن سيكون القرار في مخيم عين الحلوة؟ وبعده لسائر المخيمات؟ هل تحسم المعارك الدائرة وجهة الجواب؟
قبل حسم الإجابة، لا بد من محاولة استكشاف مَن يعمل على تحريك مجموعات داعش وجبهة النصرة وجند الشام وفتح الاسلام، في المخيم؟ الممانعة ترى في المخيمات، وفق موازين القوى الحالية، «بيئة غير موالية لها» لا بد من إخضاعها، وما يجري منذ أسبوع هو محاولة الإخضاع.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى