ترتيب الاوراق الداخلية قبل استحقاق حوار ايلول
Advertisement
يتحول موعد ايلول، لبنانياً، الى فرصة ليعيد كل فريق سياسي حساباته تمهيداً لاحتمال الدخول في مرحلة جديدة من الاتصالات، ليست بالضرورة على غرار ما تقترحه فرنسا من حوار قد لا يجد طريقه الى التنفيذ. وتجميع الاوراق بدأ فعلياً عندما باشر حزب الله والتيار الوطني الحر حوارهما المفتوح على اتجاهات لا يزال الطرفان يتريثان في نهائياتها الايجابية. فأن يحتاج كل منهما الى الاخر، لا يكفي للانتقال من مرحلة الى اخرى، بمعنى الانقلاب الجذري في التحالف الرئاسي من موقعين مختلفين تماماً. مع ذلك، يذهب الطرفان الى مساحة مشتركة تفتح النقاش على المرحلة المقبلة، وفي جعبة كل منهما حسابات مختلفة. فرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يحلو له دوما اللعب على حافة الهاوية واثارة النقاش حوله، واختراع أفكار سياسية تارة تضيف اليه نقاطا ايجابية وتارة نقاطا سلبية، يحاول استنفاد الوقت بالحوار مع حزب الله، وهو يدرك ان مطالبه تعجيزية، بعدما سبق ان جوبهت بالرفض المزمن، لا سيما اللامركزية المالية، كما أنها ليست حكراً على مُحاوره حصراً كي يؤمّنها له. وبغض النظر عن «النقزة» التي اثارها لدى المعارضة بتنفيذه انقلاباً غير مشروط على تعهداته، يراهن باسيل في تحولاته على لعبة الوقت من ايلول الى نهاية العام الجاري ليبعد من لائحة المرشحين قائد الجيش بوصفه اكثر المرضي عنهم في اللقاء الخماسي. وعملياً، فان اي تحرك بدءاً من ايلول سيضيّق مجال المناورات لدى جميع الاطراف، قبل ان تنتهي ولاية قائد الجيش، إن لم تكن هناك تسوية سريعة وعاجلة تُفرض من فوق، حتى الآن لا تبدو ظروفها ناضجة. وبقدر ما ينجح باسيل في اخذ النقاشات الى مكان آخر، حتى لو ارتدّت عليه سلبا، فانه يضيّق المجال امام الذين طلبوا منه عملياً الاستعداد لمرحلة قائد الجيش. وهذا يضعه في موقع المفتش عن حبل خلاص، اكثر مما يطرح حلاً انقاذياً فعلياً.
في المقابل، وبعدما حقق الطرف المعارض خطوة الالتقاء حول اسم المرشح جهاد ازعور وتفكيك مبادرة باريس ورفض الحوار مع حزب الله على الطريقة الفرنسية، بات على خشية من التحول الذي قد يقوم به باسيل ولو لم يكن في اتجاه مرشح الثنائي سليمان فرنجية. يترقب الطرف المعارض حيثيات التيار ونهائيات الحوار الملتبس حتى الان. وهو وإن كان لا يملك اوراقاً كثيرة يمكن الرهان عليها في مواجهة الثنائي رئاسياً، الا ان ورقة قائد الجيش لا تزال تشكل قاعدة يمكن التفاوض عليها تحت سقف الخماسية. وقد تكون قوة اوراقه انه لا يزال يتحرك ضمن سقف مضبوط الايقاع من دون اي تفلّت. واذ يراهن على قوة الدفع الخارجية التي امّنها اللقاء الخماسي، لن ينساق بدوره إلى أي تسوية من دون ثمن، يعدّ الارضية له من الان وحتى يحين ايلول، وحتى ما بعده.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook