آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – مهرجان جماهيري في مركز معروف سعد الثقافي إحياء للذكرى 21 لرحيل مصطفى سعد

 

وطنية – أقيم في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، مهرجان جماهيري لمناسبة مرور 21 عاما على رحيل مصطفى معروف سعد، بدعوة من “التنظيم الشعبي الناصري”، تحدث فيه الأمين العام للتنظيم النائب الدكتور أسامة سعد، النائب الدكتور شربل مسعد، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب.

سعد

وبعد النشيد الوطني وكلمة لعريف المهرجان طلال أرقه دان، ألقى سعد كلمة جاء فيها: “كان العمر قصيرا وكان العطاء فوارا وجزيلا. هو مصطفى حامل الهموم والآلام وحامل جراحات غائرات فوق وجه ينطق عزة وكرامة وإباء. أحلام لا تنكسر، وإرادات كأطواد الجبال، وبصائر نافذة وإن خانها اغتيال البصر. مصطفى، أنت الحبيب وأنت الأمين وأنت نوارة كفاحنا وإن غيبتك الأقدار. مصطفى، تحاصر شعبنا المافيات من أصحاب السلطة والنفوذ والمال والفساد، وتحاصره الطائفيات السياسية وتبعياتها الخارجية. مصطفى، لك علينا عهد نضال متواصل بلا كلل وبلا ملل حتى يسقط شعبنا سلطة ونفوذ التحالف الطائفي المافيوي”.

أضاف: “القوى الطائفية بعد أن حولت الدولة إلى هياكل خاوية وضعت لبنان على سكة  الخراب لا على سكة السلامة. هي قوى تنكرت للوطن ولوحدة شعبه، وراحت تصنف الناس على أساس الدين، وتصادر تمثيلهم وتتسلط في الوقت ذاته على مقدرات البلد. هي قوى نصبت نفسها زورا حامية وراعية لكل من أدين بدين. توزعوا الدولة مزارع لهم ولأزلامهم حتى بتنا نترحم على زمن الإقطاع السياسي الذي على سوئه وتخلفه كانت الدولة أشفى حالا من دولة مزارعهم. شعبنا وقد أسقط الإقطاع السياسي لا ليقم بدلا عنه إقطاعا طائفيا أكثر سوءا وأكثر تخلفا. تجرأ أصحاب دولة المزارع على حقوق الناس لا بل على كل الحقوق. كانت الأثمان باهظة والفواتير فاقت قدرة البلد على احتمالها. لم تسلم الكرامة الوطنية من استباحات بالجملة من دول شتى. ولم يسلم المسؤولون، كبيرهم وصغيرهم، من تقريع الدول أصغرها وأكبرها”.

وتابع: “يسدد شعبنا عنوة وقهرا وإذلالا فواتير الفساد ونهب المال العام والاثراء من شقاء الناس. الشباب، وقد هجوا في بقاع الدنيا، المرضى من القلة تكيفوا مع المرض والموت، تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات تحت غربال الأقساط المتعسفة، الغذاء عزيز، العين بصيرة واليد قصيرة، طبقية جائرة تنذر بالفوضى والمخاطر من كل نوع، الظلم والقهر والاستبداد ليست أقدارا من أقدار الله بل هي من صنع أشرار البشر. الفقر ليس إرثا يتوارث كتبه الله على عباده، إنما هو من أحوال فرضها الحكام على العباد. إنه زمن رديء، إنها أيام صعبة، لكن يجب أن لا يقوض ذلك تطلعات اللبنانيين إلى دولة حديثة عادلة تلح عليها أجيالهم الجديدة. فجور الحكام تجاوز أي حد يمكن أن يكون مقبولا. فشل الحكام تمادى في شؤون اللبنانيين تخريبا وتدميرا لمقومات عيشهم. الفشل، حقيقيا كان أم مفتعلا،  يثير أسئلة كبيرة وخطيرة : لماذا لبنان بلا رئيس؟ إلى متى؟ ولأية أهداف؟ لماذا تركت قضية حاكم مصرف لبنان حتى اللحظة الأخيرة؟ أليس ذلك تماديا في تقويض القطاع المالي والنقدي وضرب قواعده؟ ولمصلحة من؟ لماذا التشتت والتخبط في معالجة ملف النازحين السوريين؟ أهو مشروع لانقلابات ديمغرافية في لبنان وسوريا والمنطقة؟ أسئلة لا حصر لها ترتبط أشد الارتباط بزمن المحن التي نعيشها. أسئلة تتوالد وتثير المزيد من الشكوك. هل نحن أمام عملية هدم وإعادة تركيب لأوطاننا على قواعد تخدم أقوياء الدول في الإقليم وفي العالم؟ من من حكامنا متورط في هذا؟ من حقنا أن نسيء الظن”.

وقال: “اللبنانيون اليوم: غضب مكبوت بلا ثورة. اللبنانيون اليوم: تكيف مع أحوال مزرية بلا قدرة على التغيير. كأن ثورتهم مؤجلة أو كأن شروط نجاحها لم تنضج بعد. هذا أسوء ما يمكن أن يمر به شعب من الشعوب حين تلح عليه ضرورات التغيير ولا يمتلك قوة الدفع والموجبات اللازمة للسير في طريق التغيير. معضلة التغيير تطرح تساؤلات وترتب أولويات. إن شعبنا يدرك في يقينه وموجبات مصالحه أن هويته وطنية جامعة وعروبته ديمقراطية متحررة، إن هو تاه عنهما فقد أية قدرة على التغيير والتقدم والتحرر  وتهدد أمنه الوطني وسلمه الأهلي بأفدح الأخطار. ويدرك شعبنا أيضا أن التغيير تحمله وتقوده قوى مخلصة وقادرة وحاسمة في انحيازاتها تتقدم صفوفه لتحقيق أمانيه في الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي. لا تغيير بلا رؤية وطنية شاملة لكل الملفات ولكل القضايا. فالتغيير إما أن يكون شاملا أو لا يكون. تخطئ قوى التغيير خطأ فادحا إن هي تجنبت الخوض في ملفات استراتيجية حساسة كالسياسة الدفاعية أو السياسة الخارجية أو قضية النزوح السوري أو غيرها، ذلك أن شعبنا يريد مقاربات وطنية حولها، متحررة من قيود الطائفية والاملاءات الخارجية. إن شعبنا يطالب قوى التغيير بجمع شتاتها وببناء اطرها وخوض صراع ديمقراطي مفتوح ضد تركيبة سياسية مافيوية أذلته وأهدرت كرامته. تلك بعض اشتراطات لازمة تفتح الطريق أمام تغيير متعثر. هي اشتراطات استقرت في وعي شعبنا ولم يدركها بعد بعض ممن يرفعون ليل نهار شعارات التغيير. مصطفى، آمنت بحق شعبنا في مقاومة العدوان والاحتلال وإنه من العار التخلي عن هذا الحق، فكنت رمزا للمقاومة الوطنية اللبنانية. وآمنت أيضا أن المقاومة شاملة وعامة ومتواصلة في كل الأزمان وتحت كل الظروف وأن لا حصرية لها متى كان هناك عدوانا أو احتلالا”.

أضاف: “نحن بدورنا نتطلع إلى دولة وطنية تقوم بتنظيم مقاومة شعبنا ضمن سياسة دفاعية وطنية قادرة، تنضوي فيها مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية فضلا عن طاقات المجتمع وقواه الشعبية وما تراكم لديها من قدرات وخبرات كفاحية ويكون عمادها الجيش. الدولة الوطنية العادلة تنصف اللبنانيين وتطمئنهم لحاضرهم ومستقبلهم. الدولة الوطنية المنيعة ضمانة لكل الأحرار المقاومين لا تعادلها ضمانة اخرى. أليس ذلك من دواعي تصعيد النضال لإقامة الدولة الوطنية المنيعة العادلة؟ مصطفى، آمنت بالشعب المشرد والمعذب فكنت السند لشعب فلسطين في مخيماته طلبا لحقوقه الانسانية وتعزيزا لنضاله المديد من أجل العودة إلى فلسطين وكنت في الوقت ذاته الحريص على الأمن الوطني اللبناني وأمن الشعب الفلسطيني. في ذكراك نحيي نضال الشعب الفلسطيني وهو يكافح ويقاوم ويقدم أغلى التضحيات تحريرا لأرضه من احتلال عنصري غاصب. اليقين اليقين أن شعب فلسطين سوف ينتصر، سوف ينتصر”.

وتابع: “بادرت مخلصا إلى “صيدا تواجه” تحسبا لمزيد من الانهيارات وتردي الخدمات واحتمالات تصاعد التفلتات والفوضى وما يرتبه ذلك من عجز عن توفير الخدمات الأساسية وما يرتبه ذلك أيضا من مخاطر على أمن واستقرار المدينة. فظننت مخطأ أن قوى المدينة السياسية والأهلية وفعالياتها المختلفة سوف تنتظم في عمل جماعي مخلص خلف برنامج ” صيدا تواجه” الذي أقره مؤتمر جامع في بلدية صيدا. غير أن ذلك لم يحصل وخاب الظن. ما حصل من البعض، تفرد وأنانية ومظهرية وتحميل الجمايل لأهل المدينة. غابت البلدية عن الساحة وغاب التنسيق بين مقدمي الخدمات، وعمت الفوضى وساد التشتت. خبط عشواء بلا تخطيط وبلا تدبير وبلا إدارة تسير الأمور في المدينة. تلك أوضاع لا تبشر بمعالجات جادة لقضايا المدينة بقدر ما تفتح المجال العام أمام مبادرات بعضها صادق وخير وجاد وبعضها الآخر ليس أكثر من مزايدات وبازارات تختلف بضاعتها وتتعدد. وهكذا يختلط الحابل بالنابل ويضيع الصالح بعزاء الطالح. غير أنه في هذه المناسبة  لا يسعني إلا أن أنوه بالمبادرات الشبابية الصادقة والمنزهة والمخلصة التي تقدم ما أمكنها من خدمات للمدينة وأهلها فكل التحية لهم”.

وختم سعد: “إني أدعو البلدية إلى سرعة انتخاب رئيس لها، وإلى تنظيم ملفاتها ووضع برنامجها والبدء بممارسة وظائفها وتحمل مسؤولياتها. عند ذلك لا أعتقد أن أحدا في المدينة سوف يتردد في دعمها والتنسيق معها. لم أنع “صيدا تواجه” كما قدر البعض، بل سنستمر معها وبها مع من يريد من أبناء المدينة المخلصين. نحن في التنظيم الشعبي الناصري لن نخذل مدينتنا وسنستمر مع كل المخلصين في التصدي للأزمات والمخاطر. أبا معروف نستلهم في هذا مسيرتك  الديمقراطية في المدينة ونستحضر حرصك الشديد على سلامتها وسلامة أهلها. أبا معروف لك الحب والوفاء والعهد أن نحمل الأمانة التي حملت. وأن نصون الوحدة الوطنية كما صنتها، ونتقدم الصفوف كما تقدمت دفاعا عن كرامة شعبنا وعيشه الكريم. وأن نحمي الشعب الفلسطيني وقضيته وإن بأشفار العيون، ونصون الوطن ونقاوم العدوان وإن باللحم الحي، فجراحك لم تزل تحفر في وجدان أحرار الوطن.
لك التحية في ذكراك العطرة”.

مسعد

من جهته قال مسعد: “واحد وعشرون عاما مر من كل رحيلك يا رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل مصطفى معروف سعد. كم نحن بحاجة لأمثالك في وطننا الجريح لبنان. بوجه العدو كنت مقاوما. بوجه الخطاب الطائفي كنت جامعا. بوجه الفاسدين كنت صوتا صارخا. عشت بين الناس وعرفت همومهم، فكنت في المجلس النيابي صوت الحق الذي ما هادن يوما على مصالح الشعب الفقير الكادح. أنت الذي تصديت لكل من تآمر على بلدات شرق صيدا وساحل جزين، وأول من سعى لعودة العائلات المسيحية إلى قراهم بعد التهجير. أنت الذي رفضت يوما أن تغرق قريتي المجيدل في العتمة، فبادرت شخصيا إلى تركيب ترانس كهربائي وإعادة النور إلى منازل البلدة. فكانت المجيدل وفية لك ولمسيرتك الحافلة بالتضحية والعطاء. لقد أعدت الأمل والنور إلى الكثيرين بعدما أطفأت يد الغدر النور من عينيك. مصطفى سعد أيها الغائب الحاضر، الغائب في الجسد والحاضر دوما في نهج أخيك النائب الدكتور أسامة سعد. هذا النهج الذي أعادت إحياءه ثورة 17 تشرين هذه الثورة العابرة للطوائف والأحزاب وعلى امتداد الوطن أجمع. هذه الثورة التي استخدمت الشارع لمصلحة الشعب ضد مصالح الطبقة الحاكمة، بعدما كانت التظاهرات والثورات تستخدم الشارع لمصلحة هذا الزعيم أو ذاك. وإيمانا منا بهذا النهج الوطني، خضنا والنائبان  سعد والبزري الانتخابات النيابية سويا في صيدا وجزين على لائحة “ننتخب للتغيير”، وكان النجاح حليفنا. وها نحن اليوم نمضي سويا إلى الأمام في معركة هي الأصعب. معركة ضد منظومة الفساد المستشري داخل مؤسسات وإدارات الدولة، ضد منظومة سرقت هجرت وقتلت شعبها”.

أضاف: “عندما تكون المنظومة السياسية محكومة وفق رؤية المغانم، فلا يمكن التعويل على هذه المنظومة أن تسلم قيادة البلد إلى من يملك مشروعا حقيقيا لبناء الدولة لأنهم يدركون تماما أن وجود الدولة لا يمكن أن يجمع المتناقضات بين مصالح مافيات حزبية وسلطوية وبين تحكيم القانون في إدارة أمور المجتمع. فلا تبنى ولا تعمر الأوطان بوجود زعامات تتناحر في ما بينها في وسائل الإعلام، وتجلس على طاولة واحدة عندما يحين موعد تقاسم المناصب والحصص في مؤسسات الدولة”.

وختم مسعد: “يقول نيلسون مانديلا: الفاسدون لن يبنوا وطنا إنما هم يبنون ذاتهم ويفسدون أوطانهم، لا يدافع عن الفاسد إلا فاسد ولا يدافع عن الساقط إلا ساقط ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال وكل شخص منا يعلم عن ماذا يدافع. عشتم، عاشت صيدا وجزين، عاش لبنان”.

غريب

بدوره قال غريب: “نستذكر اليوم الرفيق مصطفى معروف سعد لمناسبة مرور احدى وعشرين سنة على رحيله. نستذكره رمزا من رموز المقاومة الوطنية اللبنانية، وقائدا بارزا من قادتها الأبرار، به نتكرم في احتفال الوفاء له ولمسيرته النضالية الزاخرة في الدفاع عن لبنان وعروبته. وبتخليد ذكراه، نخلد القيم والمثل والمبادئ الوطنية والقومية والإنسانية التي جسدها في حياته. المناضلون لا يموتون. يرحلون جسدا ويبقون احياء خالدين في ضمير شعبهم وأمتهم  لما قدموه من أعمال وتضحيات جسام لا حدود لها. وان كان هناك من قيمة لنضال راحلنا الكبير فهي تلك القيمة الإنسانية السامية لفكره الذي حمله ومارسه في كفاحه  لأجل شعبه ووطنه مع رفاقه في التنظيم الشعبي الناصري الذين ناضلوا معه ولا زالوا يتابعون مسيرته تحت قيادة الرفيق أسامة سعد، عهدا ووفاء له وللقضية، قضية التحرير والتغيير قضية بناء الدولة الوطنية الديمقراطية القادرة على تحقيق آمال وتطلعات فقراء لبنان من كل المناطق والطوائف والمذاهب”.

أضاف: “لروح ناتاشا ونور عينيك اللذين قدمتهما قربانا على طريق التحرير اثر عملية الاغتيال الجبانة التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني وعملائه، نوجه  تحية اجلال واكبار من مقاومتك، المقاومة الوطنية اللبنانية، مقاومة التحرير والتغيير الديمقراطي، تحرير الأرض وتحرير اللبنانيين من قيود النظام السياسي وسلطته الفاسدة المستظلة بالطائفية والمذهبية لزيادة استغلالها الطبقي وتبعيتها إلى أوصيائها في الخارج، في ذكراك نستذكر من وقفت الى جانب قضيته وقاومت مع والدك الشهيد معروف سعد، انتصارا له، انه الشعب الفلسطيني الذي نجدد الدعم والتأييد له ولشعوبنا العربية، وبخاصة الى مقاومة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو الذي يواجه بشجاعة نادرة الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين وحكومتهم العنصرية، ما يستوجب العمل من قبل كل المخلصين لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس خيار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني”.

وتابع: “أزمتنا في لبنان كانت ولم تزل مرتبطة مع ما يجري في المنطقة فهي أزمة معممة: في تزامنها وارتباطها مع ما  يماثلها من أزمات حيث تعاني شعوب منطقتنا العربية والأقليم  من استغلال وافقار وحرمان على يد حكام أنظمة القمع والتطبيع والتبعية ، وكلاء الامبريالية المنفذين لمخططات هيمنتها ومشاريعها فكانت أولى ساحاتها المستهدفة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان. وطالما استمر الفكر المقاوم في لبنان ومنطقتنا العربية، واقفا جامدا عند حدود تحرير الأرض، ولم يرتق الى مستوى تحرير الانسان الاستغلال  من راسماليته المحلية التابعة للامبريالية. فخطر اجهاض إنجازات الشهداء سيزداد يوما بعد يوم، وأكبر دليل على ذلك ما حل بنا في لبنان من انهيار شامل، تتحمل مسؤوليته اطراف التحالف السلطوي- المالي وكل المتمسكين بهذا النظام السياسي الطائفي ورأسماليته التابعة للامبريالية. عبثا قتال الامبريالية برأسماليات تابعة لها، قابعة في احضانها وما اكثر من تجاربنا الفاشلة. فدماء الشهداء في لبنان لم تحرر الأرض  لتحكم هذه الزمرة الحاكمة التي  أدخلت لبنان وجعلته يعيش أزمة بقائه ومصيره ومستقبل وجوده. فلم يتعرض أي شعب في العالم لما تعرض ويتعرض له الشعب اللبناني من قهر ونهب وقمع وافقار وبطالة وتهجير على يد هذه السلطة المجرمة ونظامها السياسي”.

وقال: “مسلسل التنازلات في القضية الوطنية مستمر حلقة تلو الأخرى، ففي وضح النهار تلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتفاق الاطار موقعا بين دولة لبنان ودولة “إسرائيل”، وهو فعل تطبيع واعتراف بهذا الكيان الصهيوني. ثم جاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني برعاية أميركية ممثلة بالاسرائيلي هوكشتين، وتم التنازل عن الخط 29 وعن حقوق لبنان في النفط والغاز. وامام ناظرينا اطلقوا سراح العميل عامر الفاخوري، هكذا أيها القائد يتم الافراج عن العملاء وتوقع الاتفاقات مع العدو الصهيوني بينما يجري توقيف المقاومة الوطنية المناضلة سهى بشارة في مطار أثينا وفق لائحة سوداء لا نعلم أسماء المقاومين الآخرين معها ان وجدت. كل ذلك بتهمة انها تهدد الامن الوطني لليونان والامن الدولي وامن دول الاتحاد الأوروبي. ويوم أمس أعلنت مندوبة لبنان في الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن، استعداد لبنان لاستكمال عملية ترسيم حدوده الجنوبية البرية مع الكيان الصهيوني، بينما صرح الأمين العام لحزب الله اثر الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر ان ليس هناك من عملية ترسيم للحدود البرية. نحن نقول كما سبق وقلنا ان حدود لبنان البرية مع  فلسطين المحتلة محكومة باتفاق الهدنة منذ عام 1923 وأي تنازل عن هذا الخط يشكل تفريطا بسيادة لبنان وحقوقه. وإن طرح الترسيم البري في هذا الوقت بالذات إنما يأتي على وقع بيان اللجنة الخماسية في تنفيذ القرارات الدولية 1701 وغيرها”.

أضاف: “وفي ظل سقوط نظام الطائف، وحال الفراغ الزاحف على كل مؤسسات الدولة يرحل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من الحاكمية، وبرحيله تعجز السلطة اللبنانية عن تعيين حاكم جديد ويبقى تقرير شركة الفاريز حول التحقيق المالي الجنائي سرا من اسرار الآلهة، فيتهرب المرتكبون من المحاسبة ، ويزداد الخطر أكثر فأكثر على صرف  آخر ما تبقى من ودائع اللبنانيين على يد نواب الحاكم الجديد، مع احتمال خطر احداث انهيار غير مسبوق في سعر العملة الوطنية. واسمعوا كيف تواجه الحكومة اللبنانية هذه المخاطر؟ لقد قامت بالامس وأقرت موازنة تقشفية تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وبيان اللجنة الخماسية بالدعوة لما تسمى بالاصلاحات، هكذا تنصاع السلطة وتخضع للاملاءات الخارجية وتقوم بالضغط على الشعب اللبناني. أقرت موازنة تزيد الاعباء المعيشية على الطبقات العمالية والشعبية فزادت من الانفاق العام في مشروع الموازنة. فإجمالي الإنفاق العام في مشروع الموازنة لا يتجاوز سقف الملياري دولار، بينما كان يقارب ال 16 مليار دولار قبل عام 2019 حيث كان 16 مليار دولار. وتطالعنا اللجنة الخماسية ببيانها التصعيدي الضاغط على لبنان والداعي الى تنفيذ القرارات الدولية 1701 (وقف اطلاق النار) و1680 (ترسيم الحدود مع سوريا) و2650 (توسيع صلاحيات اليونيفيل) و1559 (سحب سلاح المقاومة)، والتمسك باتفاق الطائف، وتنفيذ اجراءات صندوق النقد الدولي، لتجري تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان لتنفيذ هذه الأجندة. لقد استفادوا من مسلسل التنازلات التي قدمتها لهم أطراف السلطة في مكوناتها كافة من كبيرها إلى صغيرها، في القضية الوطنية، وفي تعطيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية بحجج واهية، ليجري ترحيل الموضوع الرئاسي الى شهر أيلول المقبل. ذلك ان في أيلول يبدأ الحفر في البلوك رقم 9، وفي أيلول تأتي زيارة لودريان الى لبنان، وفي أيلول تنقشع نتيجة المفاوضات حول الرئاسة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يطلب فيها الأخير قبل البدء بالحفر بحصته في الاشراف وإدارة الصندوق الأئتماني للنفط والغاز واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة مقابل انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية”.

وختم غريب: “نحن لا نرى حلا و تعويضا عن هذه الخسائر الجسيمة التي لا نهاية لها، سوى قيام شعبنا بدفن هذا النظام ومزارعه، الذي دأب أمراؤه عل سفك دماء اللبنانيين جيلا بعد جيل، وأفقروهم وهجروهم إلى بقاع الأرض قاطبة من أجل الحفاظ  على مصالحهم الضيقة والخاصة. أمامنا مهمة محورية كقوى سياسية وطنية ويسارية وديمقراطية تتجسد في وجوب بلورة مشروع سياسي بديل، مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية، أداته السياسية جبهة وطنية وديمقراطية  تلتف حولها كتلة شعبية واجتماعية وازنة، تتولى المواجهة. على خطاك أيها القائد الرمز، مستمرون مقاومون وطنيون، عاشت المقاومة الوطنية اللبنانية عاشت الذكرى الواحدة والعشرين لرحيل رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد”.

أبو العردات

أما أبو العردات، فقال: “تحية من فلسطين ومن رئيس دولة فلسطين ومن القيادة الفلسطينية إلى عائلة الشهيد مصطفى سعد وإلى روح الشهيد معروف سعد وإلى ناتاشا سعد. من رام الله وغزة والخليل ومناطق 48 ومن مخيمات الشتات في لبنان التي أحبت أبا معروف وأحبها، نعم نحن عشنا سويا منذ ما قبل الانطلاقة، منذ النكبة. اليوم 21 عاما على رحيل القائد الخالد الذي ردد ما ردده الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن الشعب الفلسطيني أمانة في اعناقنا”.

أضاف: “الشهيد مصطفى سعد كان محبوبا من الشعب الفلسطيني وكان على علاقة وثيقة بالشهيد أبو عمار. لذلك قبل الاجتياح عندما أتى ابو عمار هنا وأحيينا ذكرى الانطلاقة من هنا من عين الحلوة وكانت هناك معلومات اكيدة من دول صديقة بأن العدو الصهيوني سيجتاح لبنان وسيصل الى الأولي. ومعلومات إضافية أكدت أنه سيتخطى صيدا لأن هناك سيكون له دعم داخلي وسيكون هناك محاولات لضرب الثورة الفلسطيني والحركة الوطنية اللبنانية التي كان اسمها القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية التي واجهت الاحتلال. لذلك أبو عمار كان يستعرض الطوابير العسكرية قال سنقاتل هذا الاحتلال بكل جدارة واقتدار، وأطلق على مخيم عين الحلوة اسم “مخيم الشهيد معروف سعد”. ولغاية الآن اسم المخيم لا يزال مخيم الشهيد معروف سعد وهو أكبر المخيمات”.

وتابع: “معروف سعد ومصطفى سعد الحديث عنهما لا ينتهي، ونحن نقول أن هذه العلاقة التي عمدت بالدم بين الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وبين المقاومة الوطنية ستبقى خالدة في ضمير كل مناضل. والمقاومة هي استمرار لمن أتى قبلنا ومن استمر معنا ومن سيأتي بعدنا. لذلك نحن نحيي كل المقاومات التي تقاتل إسرائيل، سواء كان اسمها المقاومة الوطنية والحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية أوالمقاومة الإسلامية، هؤلاء الشهداء من خامة واحدة وقماشة واحدة ولا تمييز بين شهيد وشهيد. نحن نحيي مؤسسي المقاومة الذين اجتمعوا اثناء الاجتياح وبعده في منزل الشهيد وهم: كمال جنبلاط ومحسن ابراهيم وجورج جاوي، واعلنوا انطلاق جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال. صيدا من المدن التي لا يشعر فيها الفلسطيني بالغربة، فتحية لهذه المدينة وتحية لأبي معروف رمز المقاومة لأنه فعلا كان مقاوما. هناك جريمة حصلت بالأمس في دمشق وأسفرت عن استشهاد 5 أشخاص في منطقة الست زينب، نود الترحم على الشهداء وتوجيه العزاء لعائلاتهم”.

وختم أبو العردات: “أخي أبو معروف أنت في القلب دائما وفلسطين لا تنسى وستبقى على العهد، هؤلاء الأبطال بالأمس في جنين وغير جنين هم أمل الأمة الذين يقاتلون اليوم بكل جدارة هذا الاحتلال الصهيوني. تحية لروحك وكل الشهداء. التحية لكل الأسرى والمعتقلين. عاشت فلسطين حرة عربية. عاش لبنان”.

                    ===========ن.أ.م


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى