هذا ما أقلق حزب الله فرفع صوته
ثمة من يدرج “صرخة الانتقاد العالية” لقيادات الحزب للتدخلات الخارجية في خانة احتمالين:
الأول أن “التناغم” في الكثير من المقاربات التي تتبدّى منذ فترة ليست بالقصيرة بين الجانب الفرنسي من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى والذي عدّه البعض مظهراً من مظاهر “انحياز” فرنسي نحو تبنّي مرشح الثنائي الشيعي لمنصب الرئاسة الأولى وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، آيل الى تراجع سيتبدّى في القريب العاجل. وما عزز هذا الانطباع أن باريس بدت في لقاء الدوحة وقد استسلمت لواقع جديد وأن صوت الأعضاء الأربعة الآخرين في الخماسية بدا كأن له الكفّة الراجحة.
الثاني أن الحزب يبادر الى إطلاق هذه الحملة الوقائية وكأنها تغطية استباقية على أمر يُبيّت له كرد فعل على تطورات ما بعد لقاء الدوحة.
وتنقل مصادر على صلة وثقى بالحزب أن الدوائر المعنية فيه ما انفكت بعد لقاء الدوحة تبدي تعاطفاً مع الجانب الفرنسي وهي تعتبره في “موقع المغلوب على أمره أو المضغوط عليه” وتحديداً عندما بدا ممثل باريس في الخماسية غير متمايز عن مواقف ممثلي الدول الأربع الأخرى في ذلك اللقاء فظهرت باريس وكأنها تتحللت من مضامين مبادرتها. وهذا التعاطف بدا للبعض كأنه نوع من عرفان بالجميل أو تقدير لتوجّه، إذ إن الموفدين الفرنسيين الى بيروت أبلغوا الحزب سابقاً أن مبادرة باريس الرامية الى تأمين عاجل لملء الشغور الرئاسي الحاصل كانت بناءً على رؤية شاملة ومعمقة للمعادلات والتوازنات الراسخة في الداخل اللبناني، وأن الأمر لم يكن أبداً إرضاءً لهذا الفريق أو رغبة في استمالة ذاك الفريق. بناءً على ذلك لم تضع باريس في حساباتها وهي تبادر الى إنفاذ مبادرتها فكرة فرض العقوبات أو التلويح بها على جهات بعينها بذريعة أنها تعرقل.
وعلى ذلك يضيف المصدر نفسه أن الحزب، قبل أن يجري لقاءه المرتقب مع لودريان العائد ويستمع الى ما يحمله من نتائج واقتراحات، لا يخفي قناعة كوّنها من خلال ما تناهى الى علمه من نقاشات خماسية الدوحة، أن ثمة محاولات متقدمة وجادة بُذلت بغرض تقويض المساعي الفرنسية ومضامين نسختها الأصلية. وعلى ما يبدو فإن الفرنسي بات يجد نفسه بعد لقاء الدوحة أن عليه الحفاظ على ما بقي له من ماء وجه بصرف النظر عما سيدلي به لودريان من مواقف أو سيبلغه شفاهة لمن سيلتقيهم خلال جولته الجديدة التي ستكون بالنسبة للبعض فصل المقال في مسيرة هذه المبادرة الفرنسية.
وعلى ذلك أيضاً فإن المصدر نفسه يرى أن “المشيئة” الخارجية التي دبّرت على عجل وبجهد استثنائي ضمن التقاطع على المرشح جهاد أزعور عادت لتجدّد نفسها ولكن ليس على أزعور بل على قائد الجيش العماد جوزف عون بصفته “مرشح الاحتياط الاستراتيجي الدائم”.
و”القطبة المخفيّة” في ما يُدبّر ويدار أن هذه المشيئة عادت ومعها سلاح الترهيب والترغيب بغية إنفاذ ما تريده. فهي من جهة تلوّح بالعقوبات على أنواعها لأشخاص بعينهم وهي في الوقت عينه حسب معلومات وردت الى الحزب، تغري كتلاً نيابية بعينها بمحاولة لإحداث خروق فيها وجذبها الى مربّع تأييد عون.
وفي هذا السياق يورد المصدر عينه محاولات بدأت أخيراً في اتجاه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل محاولة إغراقه بـ”ضمانات” ووعود لكي يغيّر من قناعته الثابتة والمبكرة والمعارضة لخيار قائد الجيش.
ويخلص المصدر نفسه الى أنه من هذه الوقائع بالذات أطلق رعد وسواه من قيادات الحزب موجة التحذير من “التدخلات الخارجية”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook