آخر الأخبارأخبار محلية

هل يُشعلُ آب اللّهّاب الجبهة السياسية في لبنان؟!

تتّجه الأمور السياسية في لبنان الى نقطة المراوحة مجدداً بعد مغادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بلاده، إذ إن الرجل قام بجولة بروتوكولية روتينية لم يكن فيها عملياً أي جديد سوى أنه أكّد عودته الى لبنان في أيلول المقبل للدعوة الى الحوار، وهذا الأمر لا يعني أبداً أن الشهر التاسع من السنة سيكون موعداً محدداً لأي تسوية إنما قد يكون موعداً لاستعادة فرنسا زخمها السياسي على الساحة اللبنانية.

وبحسب مصادر مطّلعة فإن الفرنسيين قرروا الابتعاد عن المشهد السياسي اللبناني وتركه للتطورات الاقليمية بعد أن أيقنوا أن لا مجال للحلّ في هذه اللحظة في ظلّ التوازن الكبير الموجود حتى في الملف الاقليمي والدولي. ففي حين يستمرّ “حزب الله” بدعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ويؤمّن له ثقلاً داخلياً وإقليمياً وازناً، باتت الدول الإقليمية الأساسية كالمملكة العربية السعودية والولايات المتّحدة الأميركية ومصر وقطر وغيرها على طرف نقيض بشكل كامل من “الحزب”.

هذا التطوّر جعل من فرنسا عاجزة عن استمرارها بدعم فرنجية بصورة علنية ما عرقل الوصول إلى أي تسوية في الوقت الرّاهن، لذلك فإن الرّهان الفرنسي بات اليوم على التطورات التي قد تحصل في المنطقة وربّما في العالم والتي من شأنها أن تقرّب وجهات النظر بين المعنيين علّها تنعكس أيضاً على الملفّ اللبناني عموماً وعلى الاستحقاق الرئاسي على وجه الخصوص.

وبحسب المصادر، فإنّ الاتصالات السياسية ستتوقف خلال شهر آب وغالبية شهر أيلول بانتظار عودة الحراك الفرنسي الذي سيحمل معه أجواءً إقليمية مناسبة إمّا للحلّ أو لمزيد من التعقيدات التي لن يتمكّن معها لبنان من الوصول الى تسوية ملائمة في ظلّ الاشتباك الاقليمي الذي قد يبقى مسيطراً لأشهر طويلة. وتعتقد المصادر أن عنوان الحوار الذي سيدعو اليه الوفد الفرنسي في أيلول حول تحديد مواصفات الرئيس المُقبل دليل على أن هذا الحوار سيكون مقدّمة للتسوية وليس نقاشاً حولها، على اعتبار أن تحديد مواصفات الرئيس سيؤمّن بدء البحث ببنود السلّة المتكاملة من قانون انتخاب وتوازنات حكومية وغيرها من التعيينات الإدارية.

لكن من الذي سيملأ الفراغ من الآن حتى معرفة الخيط الأبيض من الأسود في أيلول المقبل، إذ من المتوّقع وبإجماع المتابعين أن يكون آب شهراً تصعيدياً لجهة الواقع النفطي والاقتصادي الذي قد يترافق أيضاً مع توتّرات أمنية مرتبطة باحتجاجات شعبية ومطلبية كبرى!  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى