آخر الأخبارأخبار محلية

المبادرة الفرنسيّة انتهت وحوار الخماسيّة انطلق

كتبت سابين عويس في” النهار”: بديبلوماسيته المحنّكة، يسعى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى إعادة رسم خريطة طريق جديدة لمسار الاستحقاق الرئاسي، تسقط فيها المبادرة الفرنسية السابقة بمعادلتها القائمة على ترشح فرنجية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة، وتعبّد الطريق أمام مبادرة تصح تسميتها المبادرة الخماسية المنطلقة مما تم الاتفاق عليه في اجتماع الدوحة، وعمادها الذهاب نحو الخيار الثالث خارجاً عن الاصطفافين الحادين لقوى الممانعة والمعارضة على مرشحين سقطت حظوظهما في الوصول الى تحقيق تفاهم على أحدهما. وفيما تدفع مصادر داعمة لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون الى التسويق أن عون يمثل الخيار الثالث المدعوم قطرياً وأميركياً ولا يلقى معارضة من المملكة أو الدول الأخرى، فإن مهمة لودريان اليوم لا تحمل هذا الخيار، بل تذهب في اتجاه البحث عن قواسم مشتركة حيال مواصفات تلتقي حولها كل الكتل، على نحو يتيح لها النزول عن شجرة مرشحيها والبدء بالبحث عن مرشح ثالث.

لا تعني المبادرة الخماسية الجديدة أن سقوط المبادرة الفرنسية يعني أن باريس سحبت يدها من الملف اللبناني، على ما تقول المصادر، مشيرة الى أن استمرار مهمة لودريان، بتكليف من الخماسية، يؤكد استمرار الدور الفرنسي كجسر أو وسيط بين مختلف الأطراف، وتحضير الأرضية لعقد حوار داخلي يمهّد لجلسة الانتخاب.

لا يمكن للودريان أن يعلن سقوط المبادرة السابقة لأن في ذلك ضرراً على صدقية الإليزيه في التعامل مع الملف اللبناني. والواقع أن المبادرة كمبدأ لم تسقط وإنما سقطت المعادلة التي اقترحتها لتحلّ محلها معادلة جديدة قائمة على فكرة الحوار الداخلي لإنتاج رئيس من خارج الاصطفاف، علماً بأن هذا الطرح لا يلاقي ارتياحاً أبداً في أوساط الحزب الذي يتحسّس كثيراً من سقوط المبادرة التي تدعم مرشحه. وينتظر أن يبلغ الحزب لودريان هذا الموقف خلال اللقاء الذي سيجمعه بممثليه اليوم، والذي لا بدّ من أن يتظهّر بطريقة ما في البيان الختامي الذي سيصدر عن الموفد الفرنسي في ختام جولته اللبنانية.

على جملة “quelle qualité de président” ينهي لودريان مهمته مع القوى اللبنانية. لم يطرح اسماً بل بحث عن مواصفات يؤمن بأن تجميعها يمكن أن يؤدي الى تجسيدها بشخصية. يعلم محدثيه بطريقة غير مباشرة إعادة التموضع الفرنسي وراء الخماسية، فيقتنع بأن لا رئيس لـ”حزب الله”، ويُقنع في المقابل بأن لا رئيس من دونه. يتولى بمحادثاته الداخل اللبناني، وينتظر نتائج محادثات الموفد القطري خارجياً ولا سيما مع طهران.

هل مهلة أيلول كافية لإنضاج الحوار داخلياً والتسوية خارجياً؟ ليس أكيداً، ولكنها حتماً مهلة كافية لوصول البلد الى أعمق منزلق يبدأ مساره اعتباراً من مطلع آب المقبل، بحيث تأتي الحلول ربما على الساخن أكثر إقناعاً وقبولاً.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى