آخر الأخبارأخبار محلية

يبحث عن خيار آخر.. ما حقيقة نعي التيار خيار أزعور الرئاسي؟!

 
“جهاد أزعور كان محاولة لم تحصل على النتيجة المطلوبة، واليوم نبحث عن خيار آخر”. بهذه العبارات، بدا عضو تكتل “لبنان القوي” آلان عون كمن “ينعى” تبنّي “العونيّين” لترشيح وزير المال الأسبق إلى رئاسة الجمهورية، وهو الخيار الذي “تقاطعوا” عليه مع خصومهم المفترضين في قوى المعارضة، في مواجهة المرشح المدعوم من حليفهم المفترض أيضًا، “حزب الله”، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

 
أثار تصريح النائب عون جدلاً في الأوساط السياسية، وسط تكهّنات عمّا إذا كان يعبّر من خلاله عن موقف “التيار” الرسمي، وبالتالي يوجّه “رسالة” إلى قوى المعارضة، بأنّ “التقاطع” معها على أزعور قد انتهى، خلافًا لما تروّجه من أنّه خيار “ثابت”، علمًا أنّ المفارقة التي توقّف عندها كثيرون تكمن في أنّ عون لم يكن مؤيّدًا، أو محبّذًا لخيار أزعور من الأساس، وهو الذي كان قد “نعى” التفاهم عليه، في عزّ المفاوضات التي أسّست للتقاطع عليه.
 
ولأنّ تصريح عون يأتي بعد إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، عن عودة قنوات التواصل مع “حزب الله”، ولو أنّ الحوار معه لا يزال غير واضح المعالم، ثمّة من يطرح علامات استفهام حول “دلالات” هذا الكلام، وفي هذا التوقيت بالتحديد، فهل بدأ الحديث فعلاً بخيار آخر؟ ومع من يُناقَش مثل هذا الخيار عمليًا بين “حزب الله” والمعارضة؟ وبين هذا وذاك، أيّ رسائل يتوخّى “التيار” إيصالها للمعنيّين؟
 
موقف “بديهيّ”؟
 
يقول العارفون إنّ النائب عون لم يقل من حيث المبدأ، سوى ما هو “بديهيّ”، إذ إنّ القاصي والداني يدرك أنّ الوزير السابق جبران باسيل ليس متمسّكًا بخيار أزعور، ولا ثابتًا عليه، وأنّه يبحث عن “تقاطع أكبر” على مرشح آخر، بل إنّ بعض التسريبات تشير إلى أنّه “طوى” صفحة ترشيح أزعور بشكل عمليّ مع انتهاء جلسة 14 حزيران الشهيرة، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ أزعور نفسه طوى هذه الصفحة، مع عودته إلى عمله في صندوق النقد الدولي.
 
يذكّر هؤلاء بأنّ باسيل أصلاً كان من دعاة عدم “حصر” خيارات المعارضة باسم واحد، كما حصل حين تبنّت ترشيح أزعور، بل كان يميل إلى طرح عدّة خيارات، قيل إنّ بينها مثلاً الوزير السابق زياد بارود، من أجل التفاهم في نهاية المطاف على اسم لا توافق عليه قوى المعارضة حصرًا، بل تتقاطع عليه مع الفريق الآخر، أي “الثنائي الشيعي”، وهو ما يتطلّب “تخلّي” الأخير عن مرشحه المُعلَن، أي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
 
ولعلّ من المؤشرات على “طيّ” باسيل لصفحة أزعور، إحياء الحوار بينه وبين “حزب الله”، ولو أنّ هذا الحوار لا يزال “عالقًا” بين “رغبة” الحزب بإقناع باسيل بالسير بفرنجية بشكل أو بآخر، و”رغبة” باسيل بالتفاهم مع الحزب على “خيار ثالث” بعيدًا عن فرنجية وأزعور، إلا أنّ الثابت أنّ مجرد فتح هذا الحوار شكّل “رسالة” من باسيل إلى “الحزب”، بأنّ ترشيح أزعور الذي تحفّظ عليه الحزب، بات وراء ظهره، وهنا بيت القصيد.
 
موقف “التيار” الرسمي
 
لا يعني ما تقدّم أنّ “التيار” نعى بشكل رسمي خيار أزعور، ليس فقط لأنّ النائب آلان عون نفسه سبق أن “نعى” احتمال التفاهم مع المعارضة على وزير المال السابق، ليحصل “نقيض” كلامه بعد ذلك، ولكن أيضًا لأنّ أزعور سيبقى على الأرجح “الخيار المطروح” في حال تمّت الدعوة إلى جلسة انتخابية جديدة، قبل التفاهم سواء مع المعارضة، أو مع “حزب الله”، أو مع كليهما على مرشح مناسب آخر.
 
وبمعزل عمّا يحكى بين الفينة والأخرى عن “صراع أجنحة” داخل “التيار”، أو بالحدّ الأدنى عن “فرقة المتمرّدين” على باسيل، ثمّة من لا يستبعد أن يكون الأمر مُدرَجًا في خانة “تبادل الأدوار” ليس إلا، بمعنى أنّ ما قاله عون قد يكون بمثابة “رسالة” يريد “التيار” إيصالها إلى من يعنيهم الأمر، بالتوازي مع الحوار الذي يؤكد باسيل أنّه منفتح عليه مع مختلف القوى السياسية من دون استثناء، شرط أن يكون “جدّيًا”.
 
ولا يستبعد العارفون أن يكون في حديث “العونيين”، الأقرب إلى “الانقلاب” على خيار أزعور، رسالة إلى قوى المعارضة تحديدًا، التي لم يعد خافيًا على أحد “تفضيلها” لخيار ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، ولا سيما أنّ معظم مكوّناتها لا تفوّت فرصة إلا وتعبّر من خلالها عن “انفتاحها” على هذا الخيار إذا ما طُرِح جديًا، في حين أنه قد يكون الخيار “الأكثر استفزازًا” لباسيل وفق المعطيات المتوافرة.
 
في المحصّلة، ليس سرًا أنّ “التيار” يبحث فعلاً عن “خيار آخر”، بل أنّ أزعور لم يكن مرشحه “الجدّي”، ولو تقاطع عليه مع قوى المعارضة، ولو أنّ الأخيرة تقول إنّه من “بادر” إلى تسميته، في حين يقول إنّه “وافق” عليه بين الأسماء التي طُرِحت عليه. لكنّ الأكيد أنّ “توقيت” التمرّد “الباسيلي” على أزعور، وربما على المعارضة بمجملها، لم يحن بعد، ربما بانتظار “نضوج” ظروف الحوار مع “حزب الله”!

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى