مخاوف من تكرار سيناريو 2021 بعد الحرائق العنيفة بشمال شرق البلاد
تواجه الجزائر منذ أيام موجة حر شديدة تسببت في نشوب حرائق هائلة أودت بحياة عشرات الأشخاص بشمال شرق البلاد وابتلعت مساحات هائلة من الغابات. ويعاني هذا البلد الشاسع -الأكبر في أفريقيا من حيث المساحة- نقصا في طائرات الإطفاء لمواجهة النيران خاصة بالمناطق الجبلية. وقد أمر الرئيس عبد المجيد تبون في صيف 2022 بـ”تسريع عملية اقتناء طائرات إطفاء الحرائق”، لكن الكارثة التي حلت بالجزائر مطلع الأسبوع أثارت مخاوف من تكرار سيناريو 2021 عندما قضى عشرات الأشخاص بالحرائق بمنطقة القبائل.
نشرت في: 25/07/2023 – 20:28
5 دقائق
في الجزائر، فصل الصيف لا يعني دائما الراحة والاستجمام على شواطئ البحر أو التجول في الغابات وعلى قمم الجبال. بل غالبا ما يتحول إلى موسم المخاوف من اندلاع الحرائق ونقص في المياه.
حيث شهد أكبر بلدان أفريقيا من حيث المساحة في 2021 حرائق هائلة التهمت مساحات شاسعة، لا سيما في منطقة القبائل الجبلية ما خلف نحو 90 قتيلا وجرح المئات، فضلا عن تدمير منازل وإتلاف محاصيل زراعية.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون طلب خلال الزيارة التي قام بها في يونيو/ تموز 2022 إلى معرض الجزائر الدولي من مسؤول شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية التي تصنع وتبيع مروحيات من طراز “هيركول 130″ متخصصة في إطفاء النيران قائلا له:” إن كان لديكم طائرات من نوع “هيركول” لإطفاء النيران، فنحن مستعدون لشرائها أو على الأقل لاستئجارها. إنه وضع طارئ. عليكم أن تقدموا لنا اقتراحات”. وأضاف الرئيس الجزائري: “نريد الطائرات التي تستخدم مياه البحر وليس المياه العادية”.
اقرأ أيضاهل تمت السيطرة على حرائق الغابات في الجزائر؟ • فرانس 24
لكن المخاوف والتساؤلات في الجزائر لا تزال تشغل بال المواطنين، لا سيما بعد الحصيلة البشرية الثقيلة التي خلفتها الحرائق التي اندلعت بشمال شرق البلاد، خاصة بمحافظة بجاية.
وأظهرت عدة شرائط فيديو مواطنين يواجهون النيران بدون معدات، وفي بعض الأحيان بواسطة أغصان الأشجار كما كان الحال في قرية آيت صالح في بجاية.
“لقد استوردوا الهواء ونسيوا الطائرات…”
انتشرت فيديوهات وصور على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر ألسنة النيران وهي تلتهم المنازل والغابات وسكان القرى يركضون بحثا عن أماكن آمنة تتوفر فيها المياه. كما انتشرت تعليقات غاضبة تنتقد ما سماه أصحابها “جمود” السلطات الجزائرية.
فتساءل أحد الرواد يدعى سفيان بن يونس على صفحته في فيس بوك: “أين هي طائرات إطفاء الحرائق التي وعدنا بها تبون؟”، مجيبا على سؤاله:” لقد استوردوا الهواء ونسيوا الطائرات. أسرعوا، الجزائر تحترق”.
وفي قرية أخرى، يُظهر شريط فيديو للحرائق مرفقا بتعليق لأحد السكان وهو يخاطب للناس: “تقاسموا هذا الشريط لكي تشاهده السلطات العليا للبلاد”.
وتابع: “نحن حاليا نحترق. من المفروض أن يرسلوا لنا طائرات الإطفاء لأن إذا استمر الوضع على حاله، فالنيران ستلتهم كل مدينة بجاية. كل شيء احترق. قرية توجا وتغرمت وآيت صالح احترقت والحيوانات أيضا احترقت”.
“التعازي لا تكفي، يجب تقديم تعويضات”
وأضاف أيضا المدون سفيان بن يونس: “جيد أن يقدم عبد المجيد تبون تعازيه لعائلات قتلى الحرائق. هذا يختلف عن عهد بوتفليقة الذي كان يخفي المآسي الوطنية ولا يتحدث عنها. لكن ما هي التعويضات التي قرر تبون تقديمها للعائلات التي فقدت منازلها وممتلكاتها ومحاصيلها؟ بالطبع التعازي لا تكفي. هل هناك خطة استعجالية لصالح المتضررين؟ ما هي الإجراءات التي اتخذت لمنع تكرار مثل هذه الحرائق؟ هذه هي الحدود بين ما يسمى بالسياسة الترفيهية والسياسة البناءة”.
اقرأ أيضامحنة الجزائر أمام الحرائق تتكرر
أما مواطن آخر من بلدية توجا (محافظة بجاية)، فلقد صرح للقناة الأمازيغية بأنه فقد أربعة أفراد من عائلته بينهم أخيه وزوجته وولدين في الحرائق.
وأضاف: “كل ما ينبت في الأرض يمكن أن تخلفه مرة أخرى إلا فقدان أفراد العائلة. فهم لن يعودوا أبدا إلى هذه الحياة. أغنياء هذا البلد لا ينظرون إلى الفقراء بل يهتمون فقط بحياتهم”.
وأنهى قائلا: “مهما كانت المحن التي قصدتنا، لكن سنواجهها بالشجاعة والصبر. لكن على السلطات المحلية أن تقدم لنا المساعدات فقط”.
وقدم الرئيس تبون تعازيه لعائلات الضحايا، كما ترحم وزير الداخلية إبراهيم مراد على “أرواح الشهداء” كما وصفهم، ودعا مصالح الوزارة إلى متابعة الوضعية والتنسيق وتعاضد الجهود بين جميع الفاعلين إلى غاية إخماد الحرائق”.
فرانس24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook